نزاع بين أمستردام وبكين بشأن نقل التكنولوجيا أعاق إمدادات الرقاقات لمصنّعي السيارات
نُشر في 4 نوفمبر 2025
شنّت الحكومة الصينية هجوماً لاذعاً على هولندا بعد مصادرة شركة تصنيع الرقائق نكسبريا، واعتبرت أن الإجراء أعاق حلّ نزاع أدى إلى تعطيل سلاسل إمداد قطاع السيارات، وإلى خفض الإنتاج وإجراءات تسريح مؤقتة لدى بعض الشركات.
نكسبريا، شركة مملوكة لصينياً ومتمركزة في هولندا، تنتج مليارات من الرقاقات البسيطة والمنتشرة في السيارات والأجهزة الإلكترونية الأخرى. وانقطعت إمدادات هذه الرقاقات منذ نشوب الخلاف بين أمستردام وبكين حول نقل التكنولوجيا.
وزارة التجارة الصينية أصدرت بياناً شديد اللهجة مطالبةً هولندا بـ«التوقف عن التدخل» في شؤون نكسبريا الداخلية، محذرةً أن استمرار المسار الأحادي من الجانب الهولندي دون خطوات عملية لحلّ المشكلة سيعمّق بلا شكّ التأثيرات السلبية على سلسلة الإمداد العالمية لصناعة أشباه الموصلات.
قطاع السيارات بلا «استقلالية»
تصريحات بكين تتضارب مع إشارات أُرسلت من لاهاي وبروكسل ونكسبريا تفيد بأنّ الأطراف أحرزت تقدماً نحو حلّ محتمل، وهو ما يثير القلق لدى مصنّعي السيارات الذين يقاتلون من أجل تأمين رقاقات نكسبريا.
الحكومة الهولندية سيطرت على نكسبريا في 30 سبتمبر، قائلةً إن المالك الصيني وينغتيك كان يخطط نقل إنتاج الشركة الأوروبي إلى الصين، وأن ذلك يشكّل تهديداً للأمن الاقتصادي الأوروبي. ردّت الصين بقطع صادرات الرقائق النهائية للشركة، والتي تُعبأ غالباً في الصين، وقالت هذا الأسبوع إنها ستبدأ قبول طلبات استثناءات بعد اجتماع بين رئيس الولايات المتحدة والرئيس الصيني. اوقفت بكين الصادرات ثم فتحت باب الاستثناءات لاحقاً.
متحدث باسم وزارة الشؤون الاقتصادية الهولندية، التي استندت إلى قانون من حقبة الحرب الباردة للتدخّل في نكسبريا، قال لوكالة رويترز إن المفاوضات بين الحكومتين ما تزال جارية: «نحن على تواصل مع السلطات الصينية وشركائنا الدوليين للعمل على حلّ بنّاء يصبّ في مصلحة نكسبريا واقتصاداتنا».
سارعت شركات السيارات والموردين الأوروبيون للتقدّم بطلبات إلى الصين للحصول على استثناءات تصدير رقاقات نكسبريا — وهي طلبات يُدفع مقابلها بعملة صينية — أو للبحث عن موردين بديلين.
وتحذيرات الصناعة
الرئيس التنفيذي لمجموعة ستيلانتيس، منتجة سيارات جيب وفيات، قال لوكالة رويترز إن هشاشة سلاسل الإمداد في أوروبا تضعها في وضع تنافسي أضعف مقارنة بمنافسيها في الصين. وأضاف أن «نظامنا اليوم يعني أننا ليس لدينا أي استقلالية كصناعة»، مستذكراً أزمة رقائق نكسبريا وأزمة المعادن الأرضية النادرة في إبريل التي ألمّت بالقطاع بشدة.
«نخفّض التصعيد في أسرع وقت ممكن»
لجنة الاتحاد الأوروبي رحّبت بمؤشرات من الصناعة تشير إلى أنّ الصين تواصلت مع شركات أوروبية لاستعادة تدفّق جزئي للرقاقات، ما حال دون سيناريو الأسوأ ومنح زمناً ومساحة للعمل على حل دائم.
متحدث باسم نكسبريا، التي حذّرت زبائنها من أنها لا تستطيع ضمان جودة الشحنات من منشأها الصيني، قال إن الشركة تركز على استعادة الإمدادات لعملائها وتسعى «لتخفيض التصعيد بأسرع وقت ممكن».
أشار أولاف كيلينيوس، المدير التنفيذي لمرسيدس-بنز، إلى وجود مؤشرات تقرّب وجهات النظر بين الصين وأوروبا والولايات المتحدة، التي أدرجت وينغتيك على قائمة كيانات العام الماضي. وأكد أن مرسيدس لديها كميات كافية من الرقاقات حالياً، لكنها تراقب بحذر نتائج أي اتفاق أميركي–صيني.
من جهتها، قالت وينغتيك إن حلّ المأزق لن يتحقق إلا «بإعادة السيطرة الكاملة» على نكسبريا لصالح الشركة الأم.