المحكمة العليا الإسرائيلية: الأسرى الفلسطينيون لا يتلقون طعامًا كافيًا

أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية حكماً اعتبرت فيه أن الدولة تقصّر في تأمين الغذاء الكافي للسجناء الفلسطينيين، ووجّهت بوجوب اتخاذ خطوات لتحسين تغذيتهم وضمان مستوى معيشي أساسي لهم.

قالت الهيئة المؤلّفة من ثلاث قاضيات وقضاة إن على الدولة التزاماً قانونياً بتوفير كميات غذائية كافية تضمن “حدّاً أدنياً للوجود” للسجناء. ويقبع آلاف الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية منذ سنوات، بعضهم مدان بتهم تتعلق بالإرهاب، بينما اعتُقل آلاف آخرون منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.

تعثّرت محادثات وقف إطلاق النار، لكن الرئيس الأمريكي نشر على منصة تراثه أن إسرائيل قبلت شروطه ووجّه لحماس “الإنذار الأخير” للموافقة على صفقة تبادل أسرى مقابل الإفراج عن رهائن إسرائيليين من قطاع غزه. وكتب الرئيس أنه “لن يكون هناك إنذار آخر”. وردت حركة حماس ببيان قالت فيه إنها مستعدة “للجلوس فوراً إلى طاولة المفاوضات” بعد عرض بعض الأفكار الأمريكية الرامية إلى التوصّل إلى وقف لإطلاق النار.

أعرب الرئيس أيضاً للصحافيين عن توقعه أن يتم التوصل إلى “صفقة على غزة قريباً جداً”، وأن جميع الرهائن سيُعادون “أحياء أو أموات”. من بين 48 رهينة لا تزال تُحتجز في غزة، يُعتقد أن ما يصل إلى 20 منهم أحياء.

لم تُبدِ إسرائيل رداً رسمياً على صفقة قد تؤدي إلى إطلاق سراح بعض الرهائن، وكانت سابقاً تصرّ على استعادة جميع الرهائن في أي اتفاق. ويؤكّد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الانتصار الكامل على حماس هو الطريق لإعادة الرهائن إلى ديارهم.

تزايد الضغط على حكومة نتنياهو داخل إسرائيل، حيث خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع مطالبين بإنهاء الحرب في غزة وبحث صفقة لتحرير الرهائن الباقين. ورغم الدعوات الدولية لوضع حد للهجوم، أعلن نتنياهو أن قوات الدفاع ستكثّف عملياتها داخل مدينة غزة وحولها.

يقرأ  ساعر لوزير الخارجية الفرنسي: لا حاجة لماكرون لزيارة إسرائيل بعد الاعتراف بدولة فلسطين

أفادت تقارير مسؤولي الصحة في غزة بمقتل ما لا يقل عن 87 شخصاً خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. كما تُرفض حتى الآن منح اللجنة الدولية للصليب الأحمر حق الاطّلاع على المعتقلين الفلسطينيين منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن نحو 1,200 قتيل حسب تقديرات.

شنّت إسرائيل حملة انتقامية واسعة على حماس أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين؛ وتُشير أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس إلى سقوط ما لا يقل عن 64,368 قتيلاً، ورغم أن الأمم المتحدة اعتبرت هذه الأرقام ذات مصداقية، فإن إسرائيل تُنازعها.

لطالما انتقدت منظمات حقوق الإنسان داخل إسرائيل ظروف السجون، وقدمت في العام الماضي عريضة تقول إن تغيّر سياسات التغذية يسبّب حالات سوء تغذية وتجويع بين السجناء. ونشرت جمعية الحقوق المدنية في إسرائيل، إحدى الجهات التي قدّمت العريضة، رسالة على منصة X بعد صدور الحكم تطالب بتنفيذه فوراً.

أبلغ معتقلون فلسطينيون أُطلق سراحهم إلى قطاع غزه عن تعرّضهم لسوء معاملة وتعذيب على يد أفراد من الجيش وموظفي السجون. وفي المقابل، شنّ وزير الأمن الإسرائيلية إيتامار بن غفير هجوماً على قرار المحكمة عبر حسابه على X، مؤكّداً أن رهائن إسرائيليين في غزة “لا محكمة عليا تحميهم” وأنه سيستمرّ في تطبيق “الحد الأدنى من الشروط القانونية” على ما وصفهم بـ”الإرهابيين المسجونين”.

مع تكثيف الهجمات خلال عطلة نهاية الأسبوع، استهدفت قوات الدفاع الإسرائيلية مبنى سكنياً عالياً آخر في مدينة غزة — مبنى الرؤية — في ثالث عملية تدمير لمبنى متعدد الطوابق خلال ثلاثة أيام، بزعم استخدامه من قبل حماس، وهو ما نفته وزارة الداخلية الفلسطينية. سبق ذلك تدمير برج السوسي يوم السبت وبرج مشتاحة يوم الجمعة. وجّهت تحذيرات بالإخلاء لسكان المباني والمخيمات المجاورة قبل الضربات.

يقرأ  المحكمة العليا الأمريكية ترفض تعليق قانون وسائل التواصل الاجتماعي الجديد في ميسيسيبي

قال متحدث باسم الجيش إن مبنى الرؤية احتوى معدات تجمع معلومات استخبارية تابعة لحماس وأن عدداً من الأجهزة المتفجّرة وُضعت “بالقرب من المبنى”. ووصفت وزارة الداخلية الفلسطينية هذه الادعاءات بـ”الكاذبة واللامسندة” معتبرةً أنها تُستَخدم لتبرير ما وصفته “جرائم ضد المدنيين”.

أضف تعليق