المحكمة العليا في البرازيل ترفض استئناف بولسنارو وتؤكد حكم السجن 27 عاماً لتدبيره محاولة انقلاب بعد الانتخابات
نُشر في 7 نوفمبر 2025
قررت هيئة مكوّنة من خمسة قضاة في المحكمة العليا البرازيلية بأغلبية أن ترفض استئناف الرئيس السابق جاير بولسنارو الذي طعن في حكم السجن الصادر بحقه لمدة 27 عاماً بتهمة التخطيط لانقلاب لإبقاء نفسه في السلطة بعد انتخابات 2022. وقالت النيابة إن المخطط فشل لعدم تأييد قيادات عسكرية عليا.
صوّت القضاة فلافيو دينو، ألكسندر دي مورايس وكريستيانو زانين لرفض الاستئناف المقدم من فريق دفاع بولسونارو. ولدى بقية أعضاء الهيئة مهلة حتى 14 نوفمبر للإدلاء بأصواتهم عبر نظام المحكمة. وستُنفَّذ العقوبة فقط بعد استنفاد جميع طرق الطعن.
وضع بولسونارو قيد الإقامة الجبرية منذ أغسطس لخرقه تدابير احترازية في قضية منفصلة، ويتوقع أن يطلب محاموه السماح له بقضاء محكوميته تحت الإقامة نفسها لأسباب صحية. وجادل دفاعه بوجود «مجهر من الظلم» و«تناقضات» في إدانته وسعى لتخفيض مدة العقوبة.
صوّت ثلاثة من قضاة المحكمة العليا لرفض الاستئناف يوم الجمعة، لكن النتيجة لا تُعد رسمية إلا بعد انقضاء المهلة التي حدّدتها المحكمة عند منتصف ليل 14 نوفمبر. وكان ألكسندر دي مورايس، الذي ترأّس المحاكمة، أول من أدلى بصوته إلكترونياً وكتب أن حُجج الدفاع لخفض العقوبة «بلا أساس» وأنها لا تستقيم.
في مستند ضمّ 141 صفحة اطلع عليه مراسلو وكالات الأنباء، نقض دي مورايس مزاعم الدفاع بأنهم تعرضوا لطوفان من الوثائق والملفات الرقمية حال دون تمكنهم من تقديم دفاع عادٍ. كما رفض حُجّة مفادها أن بولسونارو تخلّى عن المخطط الانقلابي، مؤكداً أن فشل المخطط كان نتيجة عوامل خارجية لا جراء تنازل من الرئيس السابق.
جدد دي مورايس تأكيده على أن هناك محاولة انقلاب متعمدة بُنيت وتدُبِّر تحت قيادة بولسونارو، مع دلائل وافية على تورّطه، وشدّد على دوره في تأجيج هجوم الثامن من يناير على مؤسسات الديمقراطية البرازيلية عندما طالب أنصاره بتدخل عسكري لعزل لولا.
«الحكم مبرّر»
اعتبر مورايش أن الحكم الصادر بالحبس 27 عاماً وثلاثة أشهر مبنيّ على درجة المسؤولية العالية لبولسونارو كرئيس وعلى خطورة الجرائم وتأثيرها، مشيراً إلى أن عمر المتهم قد احتُسب كعامل مخفف. وكتب أن «الحكم برَّر كل مراحل عملية التكييف والعقاب». وصوت قاضيان آخران بالمثل لاحقاً.
وبسبب مشاكل صحية ناجمة عن طعن تعرض له عام 2018، قد يطلب بولسونارو قضاء مدة حكمه تحت الإقامة الجبرية. أثارت محاكمة بولسونارو سخط حليفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي فرض عقوبات على مسؤولين برازيليين وواكبها رسوماً تجارية عقابية. ومع ذلك، تراجعت التوترات مؤخراً بين واشنطن وبرازيليا، وشهدت المرحلة لقاءً بين ترامب ولولا ومفاوضات لخفض الرسوم.
محاولات أنصار بولسونارو في الكونغرس لتمرير مشروع عفو قد يفيده تلاشت بعد احتجاجات شعبية واسعة في أنحاء البلاد. ويبدو أن قاعدة الناخبين المحافظة الكبيرة في البرازيل بلا مرشح بارز مع اقتراب انتخابات 2026، التي أعلن لولا، البالغ من العمر 80 عاماً، نيّته الترشّح فيها لولاية رابعة.