المحكمة تلغي الحكم عن امرأة كورية جنوبية بعد أن عضّت لسان مهاجمها

قضت محكمة كورية بتبرئة امرأة سبق دانتها بعد دفاعها عن نفسها من اعتداء جنسي قبل نحو ستة عقود

نُشر في 10 سبتمبر 2025

أقرت محكمة مقاطعة بوسان يوم الأربعاء ببراءة تشوي مال-جا، المرأة التي أدينت في عام 1965 بعدما دافعت عن نفسها ضد اعتداء جنسي وقع في 1964. وأكدت المحكمة أن أفعال تشوي «تشكّل دفاعاً مشروعاً عن النفس» بموجب القانون الكوري الجنوبي، وأن ما قامت به كان «محاولة للهروب من انتهاك جائر لسلامتها الجسدية وحقها في تقرير ذاتها الجنسي».

تعود تفاصيل الحادث إلى بلدة جيمهاي الجنوبية عام 1964، حين كانت تشوي في التاسعة عشرة من عمرها فهاجمها رجل يبلغ من العمر 21 عاماً. بحسب محاضر المحكمة، قام المهاجم بتثبيتها على الأرض وأجبر لسانه في فمها مراراً، ووضع يده على أنفها لمنعها من التنفس. نجحت تشوي في الإفلات منه بعد أن عضت جزءاً من لسانه بطول نحو 1.5 سم.

في واحدة من أكثر أحكام البلاد إثارة للجدل في قضايا العنف الجنسي آنذاك، نال المعتدي حكماً بالسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ لمدة عامين بتهم اقتحام وتهديد، دون توجيه تهمة محاولة اغتصاب. بينما أدينت تشوي بتهمة التسبب بإيذاء بدني بالغ وصدر بحقها حكم بالسجن لمدة عشرة أشهر مع وقف التنفيذ أيضاً لمدة عامين.

بعد رفع الحكم الجديد، ظهرت تشوي وهي ترتدي سترة وردية زاهية وتتلّقى باقات زهور من مؤيديها الذين احتفابلوا بها، ورفع كثيرون لافتات كتب عليها: «تشوي مال-جا فعلت ذلك!». وقالت تشوي في مؤتمر صحفي عقب النطق بالحكم: «قبل ستين عاماً، في ظرف لم أكن أفهم فيه شيئاً، تحوّل الضحية إلى الجاني وخُتم مصيري كمجرمة. أردت أن أكون مصدر أمل للضحايا الذين مرّوا بالمصير ذاته».

يقرأ  الحظر عن منصات التواصل الاجتماعي يُرفع بعد سقوط ١٩ قتيلاً خلال الاحتجاجات

أشارت منظمة «الخط الساخن لنساء كوريا» (KWH)، إحدى الجماعات التي دعمت تشوي أثناء المحاكمة، إلى أن هذا الحكم يمهّد الطريق أمام ضحايا آخرين للعنف الجنسي في سعيهم إلى تحقيق العدالة. وقالت سونغ ران-هي، رئيسة المنظمة، إنّ «أعمال الدفاع التي تقوم بها النساء ستُفهم مستقبلاً على أنّها مشروعة»، متوقعة أن يساهم القرار في تقليل المعاناة الظالمة التي تواجهها النساء.

استعاد ملف تشوي زخماً مع بروز حركة #MeToo عالمياً منذ 2017، ودأبت هي ومحاموها على المطالبة بإعادة المحاكمة حتى أصدرت المحكمة العليا في كوريا الجنوبية أمراً بإعادة النظر في القضية عام 2024 بعد رفض محاكم أدنى لطلبها عام 2020. الآن يعتزم محاموها رفع دعوى للمطالبة بتعويضات من الدولة عن الأضرار التي لحقت بها نتيجة إدانتِها في الماضي.

سجلت كوريا الجنوبية قضيتين أخريين على الأقل تتعلقان بعضُّ نساء لألسنة معتدين جنسيين: واحدة في أندونغ عام 1988 وأخرى في بوسان عام 2020، حيث اعتبرت المحاكم في كلا الحالتين أن الأفعال كانت دفاعاً مشروعاً عن النفس وأفرجت عن النساء.

أضف تعليق