المملكة المتحدة تفرض عقوبات على قائدٍ في قوات الدعم السريع ربطته تحقيقات «بي بي سي فيريفاي» بمذبحة في السودان

فرضت الحكومة البريطانية عقوبات على قائد شبه عسكري سوداني بعد أن كشفت عملية تحقق أجرتها هيئة بي بي سي دوره في مذبحة الفاشر.

الفريق الركن فتح الله عبد الله إدريس، المعروف باسم «أبو لولو»، ظهر في تسجيل مصور وهو يطلق النار على ما لا يقل عن عشرة أسرى غير مسلحين بعد استيلاء قوات الدعم السريع على المدينة في أواخر أكتوبر.

تُقدَّر أعداد القتلى بالآلاف بعد انسحاب الجيش من الفاشر، وقالت وزيرة الخارجية البريطانية يفيت كوبر إن الفظائع التي تحدث في السودان «ندبة على ضمير العالم» ولا «يمكن، ولن تُترك دون عقاب».

كما شملت العقوبات البريطانية ثلاثة قادة آخرين في قوات الدعم السريع، بينهم نائب الرئيس عبد الرحيم حمدان دقلو. دقلو، الذي وضعته أيضاً عقوبات الاتحاد الأوروبي في نوفمبر، ظهر في لقطات موثّقة وهو يتفقد قاعدة للجيش في المدينة خلال الساعات التي تلت سقوط الفاشر؛ وهو شقيق قائد قوات الدعم السريع محمد «حميدتي» دقلو.

اندلعت الحرب الأهلية في السودان بعدما انهار تحالف الحكم الهش بين قوات الدعم السريع والجيش، وما تزال مستمرة لأكثر من عامين، مخلفة مئات الآلاف قتلى وملايين النازحين.

كانت الفاشر آخر معقل كبير للجيش في دارفور، المنطقة التي تشكل القاعدة التقليدية لميليشيات الدعم السريع. وكشفت تحقيقات بي بي سي Verify أساليب وحشية اتبعها الطرف المدعوم من الدعم السريع خلال الحصار الطويل، شملت اعتقال وتعذيب من حاولوا تهريب الإمدادات إلى المدينة وبناء حاجز رملي ضخم حولها لمنع المدنيين والجنود من الهروب.

قالت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان أعلن فيه العقوبات، إنها ترى أن «أبو لولو» مسؤول عن أعمال عنف استهدفت أفراداً على أساس العرق والدين وعن استهداف متعمّد للمدنيين، وهي اتهامات استندت إلى لقطات مؤكدة من قبل بي بي سي في أكتوبر أظهرت تنفيذ أبو لولو عدة أسرى غير مسلحين بإطلاق نار من بندقية شبيهة بـ AK في منطقة رملية شمال غرب المدينة، وقد شوهد جنود من الدعم السريع يحتفلون بأفعال قائده بعد ذلك.

يقرأ  كيفية إعادة توظيف قوائم التحقق لاستخداماتٍ جديدة

اتُّهم أيضاً كل من أبو لولو ودقلو و/أو قادة آخرين — من بينهم جدو حمدان أحمد وتيجاني إبراهيم موسى محمد — بارتكاب أعمال عنيفة «فظيعة» شملت القتل الجماعي والعنف الجنسي المنهجي والهجمات المتعمّدة على المدنيين. وفرضت عليهم قيود سفر وتجميد أموال وممتلكات.

قالت كوبر: «العقوبات اليوم على قادة الدعم السريع تصيب مباشرة من ترتبط أيديهم بالدماء، بينما سيضمن حزمة المساعدات المعززة تقديم دعم منقذ للحياة للمتضررين». واستندت الخارجية البريطانية إلى صور أقمار صناعية — نُشرت سابقاً عن مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل — أظهرت أكوام جثث وقبور جماعية في الفاشر بعد المذبحة.

كما تعهدت كوبر بتقديم 21 مليون جنيه استرليني إضافية لتوفير الغذاء والمأوى والخدمات الصحية للمدنيين المتأثرين بالقتال في المناطق النائية.

في الأيام التي تلت مذبحة الفاشر، اعترف قائد الدعم السريع محمد «حميدتي» دقلو بأن قواته ارتكبت «انتهاكات» وأن الحوادث ستخضع للتحقيق. من بين المعتقلين كان أبو لولو، الذي ظهر في فيديو منسق ومُحكم نشره حساب رسمي لقوات الدعم السريع على تلغرام وهو يُقاد إلى زنزانة في سجن حددت بي بي سي موقعه على أطراف الفاشر. القائد، الذي كان حاضراً بقوة في فيديوهات الدعاية المنشورة على الإنترنت، لم يُر منذ توقيفه، وحُذف حساب على تيك توك كان يوثّق أنشطته في أكتوبر بعد أن تواصلت بي بي سي مع الشركة.

تأتي خطوة المملكة المتحدة بعد يومين فقط من إعلان الولايات المتحدة حزمة عقوباتها ضد شبكة شركات وأفراد اتُهموا بتجنيد جنود كولومبيين سابقين وتدريبهم للقتال في الحرب الأهلية في السودان. وذكرت وزارة الخزانة الأميركية أن مئات المرتزقة الكولومبيين سافروا إلى السودان منذ 2024 لأداء مهام مشاة وطيران مسيّرات لصالح قوات الدعم السريع.

يقرأ  قاضٍ فدرالي: وزارة التعليم استخدمت رسائل حزبية بصورة غير قانونية أثناء الإغلاق

وفي الشهر الماضي تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ«العمل على السودان» بالتنسيق مع مصر والسعودية والإمارات، وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي أن «فظائع هائلة» تجري هناك.

أضف تعليق