انفراج محتمل؟ ترامب يعلن أن ممداني سيزور البيت الأبيض يوم الجمعة

لقاء بعد توتر علني

بعد أشهر من تبادل السهام والاتهامات العلنية، من المقرر أن يلتقي رئيس الولايات المتحدة وعمدة نيويورك المنتخب وجهًا لوجه. يُتوقَّع أن يستضيف الرئيس دونالد ترامب زهران ممداني في البيت الأبيض، في خطوة تُعدّ انقلابًا مسارياً بالنسبة لشخصين قد قدما نفسيهما على أنهما متعارضان تمامًا من الناحية الإيديولوجية بشأن رؤية البلد.

في منشور له على منصتن التواصل الاجتماعي “تروث سوشيال” مساء الأربعاء، كتب ترامب أن ممداني سيزور المكتب البيضاوي يوم الجمعة، وأضاف وصفًا خاطئًا وملتبسًا حين وصفه بـ«شيوعي» ووضع اسمه الأوسط، كوامي، بين علامات اقتباس. وأضاف الرئيس: «المزيد من التفاصيل لاحقًا!».

طوال الحملة التي انتهت بفوز ممداني التاريخي في رابع نوفمبر، كرّس ترامب هجومه العام على العمدة المنتخب، ووصم الاشتراكي الديمقراطي بأنه «شيوعي»، وأخطأ في نطق اسمه وهدد بقطع تمويل فيدرالي عن المدينة إذا فاز. بل وصل الأمر إلى أن نصّب ترامب نفسه مؤيدًا للديمقراطي أندرو كومو ضد المرشح الجمهوري كيرتس سليوا في الساعات الأخيرة قبل الاقتراع، واصفًا ممداني بـ«فاشل».

من جهته، ربط ممداني مرارًا إدارة ترامب بالميل نحو السلطوية، وقدم أولوياته كعمدة — مكافحة أزمة القدرة على تحمل تكاليف المعيشة والتخفيف من فجوات الدخل — كمعارضة مباشرة لسعي الرئيس الطويل وراء الثروة والسلطة. في خطاب النصر الانتخابي قال ممداني: «إذا كان هناك من يستطيع أن يُعلِّم أمة خذلها دونالد ترامب كيف تهزمه، فهو ذات المدينة التي أنجبته. وإذا كان ثمة ما يرعب طاغية، فهو تفكيك شروط وجوده التي سمحت له بتراكم السلطة».

ومع ذلك، ومنذ فوزه المبكر هذا الشهر — الذي رافقته موجات انتصارات للديمقراطيين في نيوجيرسي وفرجينيا — بدا ترامب مستعدًا لتلطيف العلاقات. ففي كلمة أمام منتدى الأعمال الأمريكي في فلوريدا بدا أنه يتراجع عن تهديده بوقف التمويل، رغم أنه استمر في مهاجمة الشيوعية، قائلاً: «سنساعده، سنساعده. نريد نجاح نيويورك. سنساعده قليلًا، ربما».

يقرأ  مسؤول سوري يلتقي فلاديمير بوتين في موسكو يوم الأربعاء— أخبار بشّار الأسد

أطلق عدد من الجمهوريين وأنصار حملة «أمريكا أولًا» هجمات عنصرية وحاقدة على ممداني خلال استعدادات الانتخابات وبعد فوزه. قبل أيام من الاقتراع ألقى ممداني خطابًا عاطفيًا رد فيه على «هجمات عنصرية لا أساس لها» من معارضيه. وخاطبهم خارج مسجد في البْرونكس منتقدًا إدخال «الكراهية في الصدارة»، مشيرًا إلى أن الإسلاموفوبيا التي وُجِّهت إليه لا تمسه وحده كمرشح ديمقراطي لمنصب العمدة، بل تؤثر على نحو مليون مسلم يقيمون في نيويورك تقريبًا.

في وقت سابق هذا الأسبوع قال ممداني للصحفيين إن فريقه تواصل مع البيت الأبيض لأن التزامه يتطلب استعدادًا للقاء الجميع ومن أجل مصلحة سكان نيويورك. وأضاف: «الرئيس قدّم حملة تحدثت عن وعد بخفض أسعار البقالة، ووعد بتخفيض تكلفة المعيشة. نلحظ أن سياساته تؤدي إلى العكس تمامًا بالنسبة لسكان نيويورك. سأذهب لأعرض القضية على الرئيس، وعلى أي طرف آخر، بصراحة، لأن هذه هي الأمور التي يجب أن تتغير.»

أضف تعليق