بصفتنا سفراء سابقين، ندعو الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات فورية على إسرائيل

في ظل تزايد القلق من الهجمات المتواصلة واللا مروّة التي يشنّها الجيش الإسرائيلي على المدنيين في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 — والتي تسببت، بحسب تقارير، في مقتل وجرح أكثر من 227,000 فلسطيني وتشريد أكثر من 400,000 شخص خلال الأسبوعين الماضيين — يوجه 325 سفيراً وموظفاً كبيراً سابقاً في مؤسسات الاتحاد الأوروبي ودول أعضائه نداءً عاجلاً للتحرّك.

نطالب الاتحاد الأوروبي فوراً بفرض عقوبات مستهدفة على الحكومة الإسرائيلية وتعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل. كما ندعو رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن إلى عقد اجتماعَي طوارئ لاعتماد عقوبات على إسرائيل بسبب الانتهاكات المتكررة للقانون الدولي المرتكبة يومياً بحق الشعب الفلسطيني. إن الأمم المتحدة، بوصفها الجهة العالمية المكلفة بالسلام والأمن، مُطالبة بالاضطلاع بمسؤولياتها.

لا يمكننا الوقوف متفرجين أمام غزة وهي تتحول إلى أنقاض، وسكانها يُدفعون إلى البؤس والمجاعة. المسألة تتعلق بمدى استعداد الاتحاد الأوروبي والدول المتفقة معه للدفاع عن كرامة الإنسان والقِيَم التي تقوم عليها منظومة ما بعد الحرب العالمية الثانية. يجب التحرك فوراً لحماية الأرواح، ووقف الحملة العسكرية في غزة، وتأمين الإفراج عن جميع الرهائن، وتمهيد الطريق لعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة كخطوة ضرورية نحو تشكيل حكومة فلسطينية موحّدة تُنتَخب ديمقراطياً.

نطالب قادة دول الاتحاد الأوروبي بالاستجابة الفورية لتصاعد عمليّات الجيش الإسرائيلي التي بلغتها مؤخراً، لا سيما قصف مدينة غزة في إطار سياسة معلنة تهدف إلى تفريغ السكان من المدينة وإجبار نحو مليون ونصف المليون شخص على النزوح داخل أو خارج القطاع.

هناك أيضاً جريمة متعمدة تتمثل في خلق مجاعة من صنع الإنسان تطال اليوم نحو 500,000 شخص في غزة، مع انتشار حاد لسوء التغذية ووفاة أكثر من 130 طفلاً جوعاً، وذلك رغم قرارات المحكمة الدولية المؤقتة في فبراير 2024 التي ألزمت جميع الدول بضمان وصول مساعدات إنسانية كافية إلى غزة. وإسرائيل تجاهلت بوضوح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 18 سبتمبر 2024 الذي طالب بإنهاء احتلالها غير القانوني لغزة والضفة الغربية، بل زادت من صعودها عبر ضم امتدادات جديدة من الأراضي الفلسطينية.

يقرأ  مع تصاعد الغارات، قتلت إسرائيل ما يقارب ١٩٬٠٠٠ طفلاً في حرب غزة— أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

مع كامل الاحترام لإعلانات المفوضية الأوروبية عن إجراءات محدودة ضد إسرائيل، نؤمن بأن مؤسسات الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء مطالبون بالتحرك بحزم أكبر لتطبيق القانون الدولي وحماية حقوق الإنسان. ويتضمن ذلك تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل، ووقف صادرات وواردات الأسلحة والمعدات العسكرية، وحظر الواردات من المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، وتقييد الوصول إلى البرامج الممولة مشترَكاً من الاتحاد، وحث شركاء الدول الأوروبيين التجاريين، بمن فيهم تلك في الجنوب العالمي، على اتخاذ مواقف مماثلة. كما يجب فرض عقوبات مستهدفة فورية على القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية وكل من شارك أو تورط في جرائم حرب، لضمان المساءلة.

كما ندعو ثلاث عشرة دولة عضو في الاتحاد الأوروبي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية إلى الانضمام إلى 147 دولة عضو في الأمم المتحدة التي اعترفت بالفعل بالدولة الفلسطينية، وإلى أولئك الذين أعلنوا نيتهم الاعتراف خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الجارية، ومن بينهم فرنسا وبلجيكا ومالطا والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا. على الاتحاد أن يُظهر قيادة سياسية ودبلوماسية داخل جميع هيئات الأمم المتحدة وبالتعاون مع دول الجنوب العالمي والدول العربية والفاعلين الإقليميين للضغط على إسرائيل للامتثال لالتزاماتها الدولية.

كما يجب دعم وتعزيز التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين كمنصة مركزية لحل سياسي مستدام يسمح للفلسطينيين والإسرائيليين بالتعايش بسلام وأمن، والمطالبة من الولايات المتحدة بالتراجع عن القرارات التي تمنع ممثلين رسميين عن فلسطين والأمم المتحدة من الانخراط في حوار داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة.

لا تُبرّر الهجمات البشعة في 7 أكتوبر 2023 التي نفذتها حماس وغيرهم ضد مواطنين إسرائيليين، ولا استمرار احتجاز رهائن، ما يمارَس الآن من انتقامٍ مدمّر في غزة، التي صارت مقبرةً للقانون الدولي والحقوق الإنسانية. الهجمات العسكرية المتهوّرة، بما في ذلك الاعتداءات التي طالت أراضٍ سيادية لدولٍ طرف مثل قطر التي تُسهِم في مفاوضات وقف إطلاق النار، إلى جانب غياب إجراء فاعل، ستحكم على أجيال من الفلسطينيين والإسرائيليين بمعاناة دائمة وتزيد من زعزعة استقرار المنطقة وخارجها. من مسؤوليتنا جميعاً كمواطنين عالميين أن نطالب قادتنا بتطبيق كامل للقانون الدولي. آن الأوان للعمل.

يقرأ  «هل وُضِعَ إصبع على كفّة الميزان؟»قراءة داخل «قائمة الظل» للمحكمة العليا الأمريكية وتأثيرها على قضية دونالد ترامب

قائمة الموقعين الكاملة متاحة للاطلاع، والآراء الواردة هنا تعبر عن كاتبيها ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة. الإعتراف بالدولة الفلسطينية يظل خياراً سياسياً يجب تعزيزه كخطوة نحو سلام عادل ودائم.

أضف تعليق