ترامب يستهدف الهند بسبب مشترياتها من النفط الروسي
نُشر في 15 أكتوبر 2025
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تعهَّد بعدم شراء النفط الروسي، وأنه سيُحاول لاحقًا إقناع الصين بالقيام بالمثل، في وقت تصعِّد فيه واشنطن جهودها لقطع إيرادات موسكوا الطاقية عن طريق فرض ضغوط اقتصادية وتجارية.
في الآونة الأخيرة فرضت إدارة ترامب رسوماً جمركية على صادرات هندية إلى الولايات المتحدة كوسيلة لردع نيودلهي عن شراء الخام الروسي، سعياً لتقويض عائدات موسكو النفطية وإجبارها على المجيء إلى طاولة تفاوض بشأن الحرب في أوكرانيا. ويفسِّر مسؤولون أمريكيون هذا الأسلوب على أنه محاولة لفرض عزلة اقتصادية ثنائية الجانب بدلاً من الاعتماد المنفرد على العقوبات متعددة الأطراف.
الهند والصين هما أكبر مشتريْن لشحنات النفط البحري الروسي، مستفيدَين من التخفيضات السعرية التي اضطُرّت روسيا لتقديمها بعد تراجع مشتريات أوروبا وفرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على موسكو منذ غزو أوكرانيا في فبراير 2022. وفق بيانات شهريّة، صدّرت موسكو إلى الهند نحو 1.62 مليون برميل يوميًّا في سبتمبر، أي ما يعادل نحو ثلث واردات النفط الهندية.
قال ترامب للصحفيين خلال فعالية في البيت الأبيض: «لم أكن سعيدًا بأن الهند كانت تشتري النفط، وهو أكد لي اليوم أنهم لن يشتروا نفطًا من روسيا» مضيفًا: «هذه خطوة كبيرة. الآن سنحاول أن نجعل الصين تفعل الشيء نفسه». وأوضح أن وقف الشحنات الهندية لا يمكن أن يتم فورًا، واصفًا الأمر بأنه «قليل من الإجراءات الإجرائية، لكن هذه العملية ستنتهي قريبًا».
لم ترد السفارة الهندية في واشنطون على الرسائل الإلكترونية التي استفسرت عمّا إذا كان مودي قد قطع مثل هذا التعهد رسميًا. ولعدة أشهر قاومت نيودلهي الضغوط الأمريكية، ودافع مسؤولون هنود عن المشتريات باعتبارها ضرورة لأمن الطاقة القومي.
لو تراجعت الهند عن الاستيراد فسيشكّل ذلك تحولًا جوهريًا لدى أحد أكبر زبائن الطاقة في موسكوا، وقد يُعيد تشكيل موازين قرار دول أخرى لا تزال تستورد الخام الروسي. ومع ذلك، تعامل إدارة ترامب بحذر مع الصين في هذا الملف؛ الحرب التجارية مع بكين قلّصت هامش المناورة الدبلوماسية، مما جعل البيت الأبيض متردِّدًا في مخاطرة تصعيد جديد من خلال الضغط المباشر على واردات الطاقة الصينية.