تُظهِر اللقطات أن التجمع ضخم في صربيا، وليس تَظاهُرةً مناهِضةً لإسرائيل في اليمن

تعهد الحوثييين بالثأر لقتيل زعيمهم بعد مقتل رئيس وزراء الجماعة في ضربة إسرائيلية خلال آب، إلا أن شريط الفيديو المتداول على الإنترنت لا يصوّر احتجاجاً مناوئاً لإسرائيل في العاصمة الخاضعة لسيطرة الجماعة، صنعاء، بل يُظهر مظاهرة مناهضة للفساد في صربيا جرت في آذار.

ادعى منشور على فيسبوك باللغة الأردية نُشر في الأول من سبتمبر 2025 أن «مئات الآلاف من اليمنيين خرجوا في مدينة صنعاء الخاضعة لسيطرة أنصار الله للمطالبة بالانتقام من الحكومة الإسرائيلية»، وأرفق المنشور مقطع فيديو يظهر ما يبدو حشوداً كبيرة في الشوارع. برز المنشور المزيف بعد أن شنت إسرائيل غارة على صنعاء وأسفرت عن مقتل رئيس وزراء الجماعة، أحمد غالب ناصر الراحوي، في 28 أغسطس.

قائد الحوثيين عبد الملك الحوثي أعلن أن الجماعة ستواصل شن الهجمات على إسرائيل رداً على القتل. وقالت الجماعة إن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة في 25 سبتمبر أدت إلى مقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص وإصابة أكثر من 170، وذلك بعد يوم من شن الحوثيين هجوماً بطائرات مسيرة على جنوب إسرائيل. ومنذ اندلاع الحرب في غزة عقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أطلق الحوثيون هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة على إسرائيل وعلى سفن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، متذرعين بالتضامن مع الفلسطينيين. تكررت روايات مماثلة على منصات مثل فيسبوك وX.

مظاهرة مناهضة للفساد في صربيا

أظهرت عمليات البحث العكسي عن الصور باستخدام لقطات من الفيديو أن الشريط ذاته نُشر على ريديت في 15 مارس 2025 مع الوصف «أكبر المظاهرات في بيلغراد، صربيا، تجري الآن!»؛ أي أن الفيديو يعود إلى احتجاجات مناهضة للفساد في وسط العاصمة الصربية، حيث يظهر الحشد وهو يرفع هواتفهم المحمولة مصابيحها مضاءة.

يقرأ  انقلاب قارب إنقاذ يودي بحياة خمسة أشخاص خلال فيضانات في باكستان

تجمّع عشرات الآلاف في ذلك اليوم في بلغراد في إطار سلسلة احتجاجات واسعة ضد الفساد، والتي اندلعت جزئياً بعد حادث انهيار سقف محطة سكك حديدية في مدينة نوفي ساد في نوفمبر 2024، وأسفر الحادث عن مقتل 15 شخصاً وأثار سخطاً شعبياً متفاقماً جراء مزاعم فساد وتهاون في الرقابة على مشاريع البناء.

توافق عناصر الفيديو مع لقطات وأشرطة مصوّرة التُقطت ونشرتها وكالة الأنباء الفرنسية، كما تطابقت المباني الظاهرة في المشاهد مع صور ملتقطة عبر خدمة خرائط غوغل في ساحة سلافيجا في وسط بلغراد، حيث جرت الوقفة الاحتجاجية. سبق لوكالة الأنباء الفرنسية أن فندت استخدام هذا الفيديو في سياقات مضللة أخرى، بينها مزاعم متعلقة باعتقال عمدة إسطنبول السابق، وغيرها من الادعاءات الكاذبة المرتبطة بالجماعة الحوثية.

أضف تعليق