جامايكا تعلن حالة كارثة بعد أن اجتاحت «ميليسا الوحشية» الجزيرة — أخبار أزمة المناخ

أعلن رئيس الوزراء أندرو هولنس أن جمايكا أصبحت «منطقة كارثة» بعدما اجتاحت إعصار ميليسا الجزيرة الكاريبية كواحد من أعنف العواصف المسجلة، مخلفاً وراءه دماراً واسع النطاق.

ضرب الإعصار، الذي لامس اليابسة كثوران من الفئة الخامسة يوم الثلاثاء، المنازل حتى نزعت أسقفها، وغمرت «سلة خبز» البلاد الزراعية، وأسقطت خطوط الكهرباء والأشجار، مما ترك غالبية سكان البلاد البالغ عددهم نحو 2.8 مليون دون كهرباء.

استغرقت ميليسا ساعات في عبور جمايكا، ومضى مرورها فوق اليابسة مُضعِفاً سرعات رياحها إلى فئة ثلاث، قبل أن تستعيد قوتها وتستمر يوم الأربعاء في مسارها نحو كوبا.

قال هولنس عبر سلسلة تغريدات على منصة X إن الإعصار «قضى على أجزاء من بلاده»، وإن إعلان الكارثة يمنح الحكومة «الأدوات اللازمة لمواصلة إدارة» الاستجابة للطوارئ.

وأضاف في حديث لقناة CNN الأميركية مساء الثلاثاء: «من الواضح أن المكان الذي ضربته عين الإعصار سيتعرض لأثر مدمر». وأفاد بأن التقارير الأولية تشير إلى أضرار بالمستشفيات، وخسائر جسيمة في الممتلكات السكنية والتجارية، وتدميراً في البنى التحتية الطرقية.

ولم يؤكد هولنس وجود وفيات حتى اللحظة، لكنه حذر قائلاً: «مع إعصار من الفئة الخامسة… نتوقع وقوع خسائر في الأرواح».

أوضح أيضاً أن الحكومة تعمل بسرعة على حشد جهود الإغاثة والانتعاش، وأن عمليات الدعم ستنطلق صباح الأربعاء.

وقبل أن تضرب ميليسا جمايكا، أودت العاصفة بحياة سبعة أشخاص في المنطقة، بينهم ثلاثة في جمايكا، وثلاثة في هايتي، وواحد في جمهورية الدومينيكان.

قال دسموند مكينزي، وزير الحكم المحلي في جمايكا، للصحفيين مساء الثلاثاء إن العاصفة تسببت بأضرار في نحو كل أبرشية تقريباً، وتركت معظم الجزيرة بلا كهرباء. وأضاف أن مقاطعة سانت إليزابيث، المنطقة الزراعية الرئيسية في البلاد، «مغمورة بالمياه».

وذكر الوزير: «الأضرار في سانت إليزابيث واسعة النطاق، استناداً إلى ما رصدناه»، مشيراً إلى أن «تسعيراً» الطرق وسقوط الأشجار وأعمدة المرافق وفيضانات مفرطة تضرب العديد من المجتمعات. (ملاحظة: الكلمة “تسعيراً” هنا خطأ شائع في التعبير — المقصود “انغلاقاً” أو “انسدادات”).

يقرأ  التلعيب في التعليم من رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشردليل عملي للناشرين

وقال إن فرق العمل تسابق الزمن لاستعادة الخدمات، مع إعطاء الأولوية للمرافق الحيوية مثل المستشفيات ومحطات المياه والضخ.

وأكد وزير الصحة والرفاه كريستوفر تافتون لصحيفة Jamaica Gleaner أن العاصفة تسببت «بأضرار كبيرة» في أربعة مستشفيات على الأقل.

في مشهد مصوّر نُشر على وسائل التواصل، يظهر سقف منشأة بمستشفى Savanna La Mar العام وقد انتُزع بالكامل بسبب مرور إعصار ميليسا، وذلك بعد أن لامس النظام الأرض قرب منطقة نيـو هوب في مقاطعة ويستمورلاند.

ووصفت روبين ويليامز، صحفية لدى إذاعة Nationwide News Network في كينغستون، العاصفة بأنها «الأسوأ التي عرفناها». وقالت من العاصمة: «المشهد مفجع ومُدمر. نطلق على ميليسا هنا اسم “ميليسا الوحشية” لأن قدرتها كانت هائلة… الدمار واسع النطاق، ويشعر به بصورة أكبر السكان في أقاصي الغرب. آلاف المنازل والناس نزحوا».

ومن كينغستون أيضاً، روت ليزا سانغستر، متخصصة في الاتصالات، التي أفادت بأن منزلها تكبد أضراراً بالغة: «انقلبت أجزاء من سقفنا، وانهدت أجزاء أخرى، وغُمرت المنزل بأكمله بالمياه. المرافق الخارجية مثل المطبخ الخارجي وسكن الكلاب وحظائر الحيوانات مزقت ودُمرت».

وقال ماتيو تابّر، من العاصمة، لوكالة الأنباء الفرنسية إن سكان العاصمة كانوا «محظوظين»، لكنه أعرب عن خشيته على الناس في المناطق الريفية، وأضاف: «قلبي مع الأهالي الذين يعيشون في الطرف الغربي من الجزيرة».

أصدر المركز الوطني للأعاصير الأميركي تحذيراً ليلة الثلاثاء بأن ميليسا استعادت قوتها بينما كانت تقترب من كوبا الشرقية، متوقعاً أن تضرب هناك «إعصاراً شديد الخطورة من الفئة الكبرى خلال الساعات المقبلة».

وأخلت السلطات في كوبا أكثر من 700 ألف شخص، بحسب صحيفة جرنما الرسمية، وحذّر خبراء الأرصاد من أن عاصفة من الفئة الرابعة قد تُحدث أضراراً كارثية في سانتياغو دي كوبا والمناطق المجاورة.

يقرأ  أستراليا تتهم إيران بتوجيه هجمات معادية للسامية وتطرد سفيرها

وكان تحذير بإصدار إنذار إعصار قائماً على محافظات جرنما، وسانتياغو دي كوبا، وغوانتانامو، وهولغوين، ولاس توناس، كما شمل الإنذار جنوب شرق ووسط جزر الباهاما، فيما كانت جزر برمودا تحت مراقبة إعصارية.

وتوقع المركز حدوث موجة ارتفاع في مستوى البحر تصل إلى نحو 3.6 متر (12 قدماً) في بعض المناطق، وهطول ما يصل إلى 51 سنتيمتراً من الأمطار في أجزاء من كوبا الشرقية.

وفي خطاب متلفز طمأن الرئيس ميغيل دياز-كانيل المواطنين بأنه «لن يُترك أحد خلف الركب ولن تُدخر أي موارد لحماية أرواح السكان»، محذِّراً في الوقت نفسه من عدم الاستهانة بقوة ميليسا واصفاً إياها بأنها الأقوى التي ضربت التراب الوطني.

وإلى جانب الخبرة الطويلة لجمايكا وكوبا في مواجهة الأعاصير، تُشير الأدلة العلمية إلى أن تغيّر المناخ يزيد من شدة هذه العواصف. قالت الناشطة البريطانية-الجامايكية في مجال المناخ والمؤلفة ميكيلا لوتش في مقطع مصوّر انتشر على مواقع التواصل إن ميليسا «استمدت مزيداً من الطاقة من البحار الحارة جداً وغير الطبيعية في الكاريبي». وأضافت: «درجات حرارة سطح البحر هذه ليست طبيعية».

(ملاحظة صغيرة: بعض الأسماء والبيانات الواردة قد تتغير مع ورود تحديثات لاحقة أثناء جهود الإغاثة والإنقاذ.) «إنها شديدة السخونة نتيجة الغازات الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري.»

أضاف لوش: «دول مثل جامايكا — وهي من بين الأكثر عرضة لكوارث المناخ — هي في الوقت ذاته دول جُردت من ثرواتها ومواردها بفعل قيود الاستعماريه».

وخلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحده في سبتمبر، حثّ هولنيس الدول الغنية على زيادة تمويلات المناخ لمساعدة دول مثل جامايكا على التكيّف مع تبعات عالم أكثر دفئًا.

وقال: «التغير المناخي ليس تهديدًا بعيدًا أو مسألة نظرية؛ إنه واقع يومي للدول الجزرية الصغيرة النامية مثل جامايكا».

يقرأ  كندا والمكسيك تتعاونان لمواجهة تهديدات ترامب بالتعريفات الجمركية الأمريكية— أخبار الحرب التجارية

وتشير بيانات معهد الموارد العالمية إلى أن جامايكا مسؤولة فقط عن 0.02% من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية التي تُسبّب الاحترار العالمي.

ومع ذلك، وكحال بقية الجزر المدارية، يُتوقَّع أن تظل تتحمّل وطأة التأثيرات المتفاقمة لتغيّر المناخ.

أضف تعليق