ديوالي يطلق تحذيراً بـ«خطر بالغ» بشأن تدهور جودة الهواء في نيودلهي — أخبار البيئة

الألعاب النارية في مهرجان الأضواء تُفاقم تدهوُر جودة الهواء في نيودلهي إلى مستوى «الأخطر في العالم»

21 أكتوبر 2025

أشعلت الألعاب النارية التي أُطلقت بمناسبة مهرجان ديوالي تدهور جودة الهواء في العاصمة الهندية نيودلهي، حتى باتت المدينة تسجل من بين أعلى مستويات التلوث الخطِر عالمياً. سجل مؤشر جودة الهواء (AQI) مستوى 442 صباح الثلاثاء، وفق بيانات شركة قياس جودة الهواء السويسرية IQAir.

كما بلغ تركيز جزيئات PM2.5 — وهي جسيمات دقيقة قادرة على الدخول إلى الرئتين والتسبب بمشكلات صحية جسيمة — أكثر من 59 ضعفاً عما توصي به منظمة الصحة العالمية كحد سنوي آمن. وقد صنفت الهيئة المركزية لمراقبة التلوث في الهند (CPCB) جودة الهواء في نيودلهي بأنها «سيئة جداً» بمؤشر يبلغ 350، في حين تعتبر الهيئة أن النطاق 0–50 يُعد جيداً.

الأسباب والتبعات
كما يحصل كل عام، ساهم الاستخدام الواسع للألعاب النارية مساء الاثنين في زيادة الانبعاثات التركيبية في فصل الخريف والشتاء، لتضاف إلى ملوثات الانبعاثات المرورية والصناعية وحرائق المخلفات الزراعية، مما جعل نيودلهي من أكثر عواصم العالم تلوثاً، حسب IQAir. هذا التلوث السام يَنتج جزئياً عن الألعاب النارية المرافقة لاحتفالات ديوالي الممتدة بين 18 و23 أكتوبر، والتي ادت إلى تفاقم وضع الهواء.

إجراءات المحكمة والامتثال
أقرت المحكمة العليا الهندية الأسبوع الماضي تخفيف حظر ألعاب النار في المدينة والسماح باستخدام ما يُسمى «اللعاب الخضراء» ذات الانبعاثات المنخفضة، ولمدة أقصاها ثلاث ساعات يومي الأحد والاثنين. ومع ذلك، وردت تقارير واسعة عن إطلاق ألعاب نارية في أوقات تتجاوز الأطر المسموح بها.

توقعات الأرصاد والقرارات الإدارية
من المتوقع أن لا تشهد نيودلهي تحسناً كبيراً في الأيام المقبلة؛ إذ قالت وزارة علوم الأرض إن جودة الهواء ستبقى بين «سيئة جداً وسوء» مع متغيرات AQI بين 201 و400. تعاني العاصمة والمناطق المحيطة بها سنوياً من شبورة ضبابية كثيفة في الشتاء، نتيجة الهواء البارد والثقيل الذي يحبس غبار البناء وانبعاثات المركبات ودخان الحرائق الزراعية، ما يترك عشرات الملايين من السكان يكافحون مشاكل تنفسية. وفي فترات سابقة، أغلقت السلطات المدارس وأوقفت أعمال البناء وفرضت قيوداً على المركبات الخاصة لمحاولة التخفيف من الأزمة.

يقرأ  مجموعة غييرمو ديل تورو تُباع في تكساس بمبلغ مليون و650 ألف دولار

سابقاً، اجتاحت نيودلهي أسابيع من الضباب السام في نوفمبر الماضي، حيث بلغ مؤشر جودة الهواء في إحدى الليالي أكثر من 1700 — أي أكثر من 17 مرة الحد المقبول.

الوضع في جنوب آسيا
الهند ليست وحدها في معركة الهواء السام؛ إذ سجّلت لاهور في باكستان قراءة AQI بلغت 234 يوم الثلاثاء، وهي ثاني أعلى قراءة عالمية بحسب بيانات IQAir. لاهور، عاصمة إقليم البنجاب الذي يتشارك حدوداً مع الهند، ركزت حكومته خطة طوارئ لمكافحة التلوث تضمنت كبح حرائق الحقول والمركبات المسببة للدخان، واستخدام مدافع مضادة للضباب في المناطق الأكثر تلوثاً.

قال ساجد بشير، المتحدث باسم وكالة حماية البيئة في البنجاب: «المشكلة الكبرى حالياً هي الهواء القادم من البنجاب الهندي ومناطق أخرى، والذي يؤثر على جودة الهواء في أجزاء مختلفة من البنجاب الباكستاني».

الصور والمشاهد
شاهد سكان المدينة حركة السيارات وسط ضباب كثيف وركاب يغطون وجوههم أثناء عبورهم جسوراً فوق نهر اليمونا، فيما تستمر التحذيرات الصحية للسكان، خصوصاً الأطفال وكبار السن والمصابين بأمراض تنفسية. الموقف يفرض ضرورة تكاملية بين إجراءات محلية وإقليمية للحد من مصادر الانبعاثات ومعالجة أزمة التلوث المزمنة.

أضف تعليق