«سفينة القبطان سكوت القطبية — مُصَوَّرة على قاع البحر»

شاهد: لقطات تحت الماء تكشف سفينة “تيرا نوفا” وقد غمرتها الكائنات البحرية

التقط غوص عميق لهيكل إحدى أشهر سفن استكشاف القطب الشمالي جنوبي التفاصيل الكاملة للحطام للمرة الأولى، كاشفاً كيف تحولت السفينة التاريخية إلى بيئة بحرية تنبض بالحياة حتى وهي مرمية في أعماق المحيط.

كانت تيرا نوفا السفينة التي حملت القائد روبرت سكوت وفريقه في حملتهم المشؤومة للوصول إلى القطب الجنوبي قبل أكثر من قرن. فقد الفريق البريطاني سباق الوصول إلى القطب ومات معظم أفراده في طريق العودة عام 1912، وصارت تيرا نوفا جزءاً لا ينفصل من ملحمة الشجاعة والمأساة تلك.

تُظهر اللقطات الجديدة الهكيل الخشبي مغطّاً بالإسفنجات والأسماك والمرجان، ومع ذلك ما زالت معالم رئيسية من السفينة واضحة للعيان: عجلة القيادة، والونش، والصاري. يقع الحطام على عمق نحو 170 متراً قبالة سواحل غرينلاند؛ وقد استُخدمت تيرا نوفا بعد بعثة سكوت في مهام أخرى حتى غرقت عام 1943 أثناء نقل إمدادات إلى قواعد أمريكية خلال الحرب العالمية الثانية.

على الرغم من اكتشاف السفينة أول مرة عام 2012، فإن الحملة الاستكشافية الأخيرة قد وفّرت أول أرشيف مرئي واسع للهطام. يقول ليغتون رولّي، مدير نظم العلوم في REV Ocean: «أن ترى أجزاء مهمة كهذه من الحطام كان فعلاً مشهداً يبعث على الدهشة. عجلة القيادة كانت جالسة هناك سليمة وسط بقايا القسم الخلفي. عندما تتخيل الناس الذين وقفوا هناك وداروا السفينة بين الجليد، مثل القائد سكوت… تظن أنه لو استطاعت عجلة القيادة الكلام، لروت تاريخاً مذهلاً».

كانت تيرا نوفا واحدة من أفضل سفن الاستكشاف في زمانها، وأبحرت لأكثر من ستين سنة. بلغ طولها نحو 57 متراً، وكانت بدفّة خشبية سميكة تصل أحياناً إلى متر لمساعدتها على شق الجليد البحري. انطلقت بعثة سكوت إلى القارة القطبية الجنوبية عام 1910 بخطة علمية واسعة النطاق إلى جانب طموح أن تكون أول من يصل إلى القطب الجنوبي؛ وانضم إلى سكوت كلٌّ من إدوارد ويلسون، هنري باورز، لورنس أواتس وإدغار إيفانز.

يقرأ  ببسالة جنود إسرائيليين — إحباط محاولة استيلاء على قاعدة تابعة لحماس

بعد مسيرة مئات الأميال، بلغ الفريق البريطاني القطب في يناير 1912، لكنه وجد أن فريقاً نرويجياً يقوده رولد أموندسن سبقهم. رفُعت في الموقع راية سوداء وضعها أموندسن، وتقع هذه الراية الآن في متحف سكوت للأبحاث القطبية إلى جانب مقتنيات أخرى من تيرا نوفا، حيث قال القيم ديفيد ووترهاوس: «لا بد وأن قلوبهم غرقت عند رؤية هذه الراية السوداء وسط بياض أنتاركتيكا».

انطلقت رحلة العودة المرهقة محمّلة بالخيبة، وواجه الرجال طقساً قاسياً غير متوقع؛ مات إدغار إيفانز بعد سقوطه أثناء النزول من أحد الأنهار الجليدية. وبعد أسابيع، خرج لورنس أواتس من الخيمة قائلاً، حسب مفكرة سكوت: “سأخرج إلى الخارج وقد أتأخر قليلاً.” لم يُرَ مجدداً. واصل سكوت وباورز وويلسون المسير حتى أقاموا معسكراً أخيراً، لكنهم علِقوا في عاصفة ثلجية حادة ونفدت إمداداتهم، فلقوا حتفهم. وعثرت بعثة بحث لاحقة على معسكرهم الأخير على بعد 11 ميلاً فقط من مخزن إمدادات كان سيُنقذهم.

وصلت تيرا نوفا إلى كيب إيفانز في يناير 1913 لالتقاط الفرق الشاطئية، وكان من المقرر أن تستلم أيضاً رجالات سكوت، لكنهم عندما وصلوا علموا بالخبر المحزن، وسجلت سجلات السفينة أن الوفاة كانت بسبب “التعرُّض والحرمان”. أبحرت السفينة بعد ذلك إلى نيوزيلندا حيث أعلن مصير بعثة تيرا نوفا للعالم.

تمنحنا اللقطات الجديدة من الأعماق فرصة أخرى لإعادة سرد قصة سكوت، كما يقول ديفيد ووترهاوس: «هذه قصة فيها كل عناصرها: البطولة والمأساة. وأعتقد أننا كبريطانيين مولعون بدور الطرف المغلوب على أمره؛ لقد كانوا قريبين جداً من أن يكونوا الأوائل ويعودوا أحياء».

اليوم، السفينة التي شهدت فصولاً مهمة من التاريخ تعيش وجوداً مختلفاً تماماً تحت الأمواج في الطرف الآخر من العالم. مركزها لا يزال نسبياً سليماً، لكن هناك أضراراً كبيرة في مؤخرها ومقدمة السفينه انشقت إلى جزئين. ومع ذلك، تحولت إلى شعاب مرجانية صالحة للحياة: أسماك تسبح بين أرجائها، ومرجان ينبت على خشبها — لقد صارت جزءاً من المحيط بالفعل، كما يصف ليغتون رولّي: «هي مملوءة بالأسماك، والنباتات المرجانية تنمو عليها — لقد اندمجت مع البحر».

يقرأ  مسلحون يقتلون ١٣ شخصًا على الأقل في إطلاق نار داخل مسجد في شمال غرب نيجيريا

أضف تعليق