المراسل أوسموند تشيا، نقلاً عن صحيفة غلوبال تايمز
تجري السلطات الصينية تحقيقاً مع علامة الألبسة الخارجية Arc’teryx بعد اعتذارها عن عرض ألعاب نارية أُقيم في منطقة التبت الهيمالاياويّة، والذي أثار انتقادات واسعة بسبب تأثيراته المحتملة على نظام بيئي هش.
تُظهر مقاطع مصوّرة لفعالية 19 سبتمبر شُهباً ناريّة متعددة الألوان تتفجّر على مدى تلال القدمين، في عرض صمّمه الفنان الصيني كاي قو كيوانغ كجزء من حملة ترويجية. لكن العرض أثار سيلَ انتقادات على الإنترنت، واعتبر كثيرون أن هذه الخطوة تتعارض مع صورة Arc’teryx كعلامة تضع الحفاظ على البيئة على رأس أولوياتها، وطالب البعض بمقاطعة منتجاتها.
اعتذرت الشركة الكندية ووصفت الحدث بأنه “خارج عن قيم Arc’teryx”. وأكدت أنها ستتعاون مع جهة مستقلة لتقييم أثر المشروع، مدعية أنها استخدمت مواد قابلة للتحلّل بالكامل، وأن الهدف من المشهد كان رفع الوعي بثقافة الجبال.
تأسست Arc’teryx عام 1989، وتتمتع بشهرة واسعة بمنتجاتها الفاخرة للرياضات الجبلية وتسير أكثر من 150 متجراً حول العالم. تملكها شركة Anta Sports المدرجة في هونغ كونغ. شاركت الشركة الفنان المتخصص بالألعاب النارية كاي لتنظيم عرض نهاري عالٍ الارتفاع بعنوان “التنين الصاعد” أقيم على ارتفاع يزيد عن 5000 متر في منطقة شيغاتسه، بوابة قمم الهيمالايا مثل إيفرست.
تُعدّ الجبال مقدّسة لدى سكان التبت الذين ينتمي كثير منهم إلى البوذية، ومنذ ضمّها في خمسينيات القرن الماضي تُدار المنطقة بضوابط مشدّدة، ما دفع مستخدمين على الإنترنت للتساؤل عن كيفية ومبررات الموافقة على مثل هذا المشروع من الأساس.
حمّل المنتقدون العرض المخاطر البيئية، مؤكدين أن الانفجارات والألوان والدخان قد تخلّ بتوازن النظام البيئي وتؤثّر سلباً على الحياة البرية المحلية. وعلّق أحد أبرز المتابعين على منشور اعتذار Arc’teryx في إنستغرام قائلاً إن “الاعتذار الواحد ليس كافياً” ودعا الشركة لتحمّل المسؤولية عن أي أضرار بيئية طويلة الأمد. وتساءل آخرون كيف صوّت أو وافق عدد كبير من المسؤولين على مشروع بهذا الحجم.
قالت Arc’teryx في بيان إن “انتقادات الجمهور نبّهتنا إلى أن تقييم تعبيرات الفن يجب أن يكون أكثر احترافية، وأن علينا أن نتحلّى بتواضع واحترام للطبيعه.” وقد اعتذر السيد كاي، الفنان الذي تعرّض بدوره لانتقادات، وأعلن استعداده للتعاون مع السلطات للمساهمة في جهود التعافي بالمنطقة.
عرف الفنان (67 عاماً) بأعماله من لوحات البارود وعروض الألعاب النارية الخارجية، وكان قد أشرف سابقاً على ألعاب أولمبياد بكين 2008.