غضب في الهند بعد أن سحب رئيس وزراء بيهار حجاب امرأة مسلمة — اتهامات برهاب الإسلام

أثار فيديو يظهر وزيراً رفيع المستوى يسحب حجاب امرأة مسلمة خلال حدث حكومي اندلع غضب واسع وادانة في أرجاء الهند.

نيتيش كومار، رئيس وزراء ولاية بيهار في شرق البلاد، ظهر في اللقطات وهو يرفع البرقع عن وجه الطبيبة التي جاءت لاستلام خطاب تعيينها كطبيبة في الطب البديل خلال مراسم أقيمت يوم الاثنين في عاصمة الولاية باتنه.

في فيديو انتشر سريعاً على مواقع التواصل، بدا كومار ممسكاً بمستند رسمي ومحاطاً بعدد من المسؤولين، يشير إلى زيّ الطبيبة ويطلب منها خلع الحجاب. قبل أن ترد المرأة، بسط يده وسحب الحجاب حتى انكشف وجهها، فيما حاول وزير يقف إلى جانبه إيقافه، وغاب التعاطف من بين الحاضرين الذين ضحك بعضهم على المنصة.

يبلغ كومار من العمر 74 عاماً، وقد شغل منصب رئيس وزراء بيهار معظم العقدين الماضيين. يُعد حليفاً مقرباً من حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي. وفي الانتخابات التشريعية الأخيرة للولاية فاز تحالفهما، وبات حزب بهاراتيا جاناتا أكبر أحزاب الولاية لأول مرة.

نشر حزب راشتريا جاناتا دال المعارض الفيديو أولاً على منصة إكس، متسائلاً بحدة عمّا إذا كان كومار قد فقد توازنه العقلي أم أنه انخرط تماماً في أيديولوجية الـ“Sangh”. في السياق نفسه، يُستعمل مصطلح «سانغي» للإشارة إلى المنتسبين إلى رابطة المتطوعين القومية (RSS)، المنظمة اليمينية المتشددة التي تعمل على تحويل الهند العلمانية دستورياً إلى دولة قائمة على الهوية الهندوسية. ويُعد مودي ومعظم قيادات الحزب أعضاءً دائمين في هذه الرابطة التي تشكل المرجعية الأيديولوجية لشبكة من التنظيمات المعروفة بـ«عائلة السانغ».

لطالما شنّت أحزاب اليمين وحلفاؤها حملات ضد ارتداء الحجاب من قبل النساء المسلمات. ففي 2022، حظرت حكومة حزب بهاراتيا جاناتا حجاباً في صفوف المدارس بولاية كارناتاكا الجنوبية، ما أثار احتجاجات جماعية للمجتمع المسلم. وفي حكم محكمةٍ آنذاك، خلصت محكمة عليا مكونة من قاضين إلى قرار منقسم، ما أبقى الجدل والسياسة المتعلقة بالحجاب مستمرة في بلد يضم نحو 200 مليون مسلم. كما طالبت مجموعات هندوسية بفرض حظر وطني على الحجاب.

يقرأ  «إبعاد بلير عن لجنة تي بي سي في غزة: تصحيح ضروري لخطأ تاريخي»

يشكل المسلمون نحو 18 في المئة من سكان بيهار البالغ عددهم 127 مليون نسمة.

أدانت أحزاب المعارضة ومجموعات المجتمع المسلم فعل كومار وطالبت باستقالته. وكتبت حزب المؤتمر المعارض الرئيسي على منصة إكس: «هذا نيتش كومار، رئيس وزراء بيهار. جاءت طبيبة لتستلم خطاب تعيينها، فقام بسحب حجابها. رجل يتبوأ أعلى منصب في الولاية يرتكب هذا الفعل المُقزز علناً. فكروا في الأمر — ما مدى أمان النساء في هذه الولاية؟ ينبغي على نيتش كومار أن يستقيل فوراً عن هذا السلوك المقيت».

نظّم أعضاء حزب الجمعية المتحدة الهندية للمسلمين (AIMIM)، الذي يمثّل المسلمين وأقليات أخرى، احتجاجاً في مومباي وطالبوا بفتح تحقيق جنائي في الحادث. وصاحت متظاهرة «قد تم انتهاك كرامة مسلمة»، قبل أن يتم اقتيادها من قبل مجموعة من عناصر الشرطة، بينما طالبت أخرى ترتدي الحجاب باستقالة كومار.

طالبت الممثلة السابقة من كشمير المحتلة زائرا واصم باعتذار «بلا شروط» من كومار، مؤكدة أن «كرامة وحشمة المرأة ليست ألعوبة تُستهان بها»، وأن «السلطة لا تمنح إذناً لتجاوز الحدود».

حتى وزير الخارجية الباكستاني نعاه إلى الحادث واصفاً إياه بـ«المخزي» و«المقلق للغاية»، مضيفاً أن هذه الأفعال تسلط الضوء على الحاجة لحماية حقوق الأقليات ومجابهة تصاعد الإسلاموفوبيا. وشدّد على أن احترام المرأة والمعتقدات الدينية يجب أن يبقى مبدأً أساسياً لا تفاوض فيه في كل مجتمع.

لم يرد كومار حتى الآن على الانتقادات. وفي بيان نشره حزبه، جاناتا دال-يونايتد، على منصة إكس يوم الخميس، أكد الحزب أن رئيس الوزراء الإقليمي لطالما «دعم الأقليات» خلال فترات ولايته المتعاقبة، وأن الأقليات في ظل حكومته «آمنة ومأمونة»، من دون أن يشر البيان إلى حادث الاثنين.

وفي رسالة إلكترونية لصحيفة الجزيرة، وصف آكار باتيل، رئيس منظمة العفو الدولية في الهند، فعل كومار بأنه «اعتداء على كرامة وهوية واستقلالية هذه المرأة». وحذّر من أن «إقدام مسؤول عام على سحب حجاب امرأة قسراً يبعث رسالة للمجتمع بأن مثل هذا السلوك مقبول»، مضيفاً أن «لا أحد يملك حق مراقبة إيمان أو لباس امرأة». وأكد أن «مثل هذه الأفعال تغذي الخوف، وتطبع التمييز، وتقوّض أسس المساواة وحرية الدين»، داعياً إلى إدانة قاطعة ومحاسبة فورية واتخاذ خطوات عاجلة لضمان عدم تعرّض أي امرأة لمعاملة مُهينة من هذا النوع.

يقرأ  كيف سيعيد التعديل السابع والعشرون في باكستان تشكيل القوات المسلحة والمحاكم؟أخبار الحكومة

أضف تعليق