فنزويلا تحذّر من أن «العدوان» الأمريكي يمثل المرحلة الأولى ضمن طموحات قارية توتر متصاعد بين واشنطن وكاراكاس

سفير فنزويلا لدى الأمم المتحدة يدين الغارات العسكرية والحصار البحري الأميركي أمام مجلس الأمن

أعلنت فنزويلا أمام مجلس الأمن الدولي أن للولايات المتحدة «طموحات قارية» تمتد عبر معظم أمريكا اللاتينية، وأنها تخوض حرباً غير رسمية لإسقاط حكومة الرئيس نيكولاس مادورو. وقال السفير سامويل مونكادا خلال اجتماع المجلس الذي يضم خمسة عشر عضواً إن الأمر «لا يخص فنزويلا وحدها؛ الطموح قاري».

وأوضح مونكادا أن هذه النوايا انبثقت بوضوح في استراتيجية الأمن القومي الأميركية التي تشير، بحسبه، إلى أن «مستقبل القارة» من نصيب واشنطن. وأضاف أن فنزويلا ليست سوى «الهدف الأول» ضمن خطة أشمل ترمي إلى تقسيم دول المنطقة وتمكين الولايات المتحدة من السيطرة قطعة قطعة.

وطالبت كاراكاس مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة لبحث «الاعتداء الأميركي المستمر»، الذي بدأ، كما قال، في سبتمبر حين شرعت الإدارة الأميركية في تنفيذ ضربات جوية ضد سفن في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ الشرقي، مبررة ذلك بادعاءات تهريب مخدرات إلى امريكا من دون تقديم أدلة ملموسة.

وأسفرت الضربات عن مقتل ما لا يقل عن 105 أشخاص حتى الآن، في هجمات اعتبرها خبراء قانونيون وزعماء لاتينيون «إعدامات خارج إطار القضاء»، بينما تصر واشنطن على أنها إجراءات ضرورية لوقف تدفق المخدرات إلى سواحلها.

اتهم مونكادا إدارة الرئيس دونالد ترامب بانتهاك القانون الدولي والقانون الداخلي الأميركي، مشيراً إلى أن البيت الأبيض تصرف من دون موافقة الكونغرس، الذي يملك السلطة الدستورية لإعلان الحرب رسمياً على دولة أخرى. واعتبر أن الحصار البحري المفروض أخيراً على ناقلات النفط الفنزويلية الخاضعة للعقوبات الأميركية «عمل عسكري يهدف إلى حصار الأمة الفنزويلية».

وقال السفير: «انكشف القناع اليوم… ليست القضية مخدرات ولا أمن ولا حرية؛ القضية نفط ومناجم وأراضٍ».

يقرأ  الشرعا يعدّ بالسلام والوحدة لمواجهة العدوان الإسرائيلي

مبعوث واشنطن يدين «مادورو ونظامه غير الشرعي»

أفاد مونكادا بأن القوات الأميركية صادرت على الأقل ناقلتين للنفط الفنزويلِي وصادرت نحو أربعة ملايين برميل من النفط، واصفاً ذلك بأنه «سرقة نفذت بالقوة العسكرية». من جانبها دافعت واشنطن عن الإجراء ووصفت الحصار بأنه عمل إنفاذ قانوني تقوم به خفر السواحل، الذي يخول له قانون العقوبات الأميركية صعود السفن المتعاقد عليها؛ مع الإشارة إلى أن الحصار البحري بوصفه إجراءً شاملاً قد يُعتبر، وفقاً للقانون الدولي، عملاً حربياً.

قال السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، مايك والتز، إن عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية تمثل «التهديد الأخطر الوحيد»، وأن إدارة ترامب ستستخدم كل سلطاتها لمحو هذه الشبكات، مؤكداً أن نفط فنزويلا يشكل مورداً حيوياً لتمويل هذه العصابات. وذهب إلى القول إن ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات تعمل كخط الحياة الاقتصادي الرئيس لمادورو ونظامه غير الشرعي.

في وقت سابق من العام، صنّفت واشنطن عدة شبكات مخدّرات دولية، من بينها «ترين دي أراجوا» الفنزويلية، كمؤسسات إرهابية، وأضافت في نوفمبر «كارتل دي لوس سوليس»، الذي تزعم أنه يتزعّمه مادورو، إلى لائحة الإرهاب.

ونفى الرئيس الفنزويلي الاتهامات الموجهة إليه، متّهماً إدارة ترامب باستخدام مزاعم تهريب المخدرات ذريعة لتنفيذ «تغيير نظام» في بلاده.

حذر سفير روسيا لدى الأمم المتحدة من أن أي «تدخل» أميركي في فنزويلا قد يتحول إلى نموذج يُحتذى به لتنفيذ أعمال قسرية ضد دول أخرى في أمريكا اللاتينية. من جهتها، اعتبرت الصين أن الإجراءات الأميركية «تنتهك بجدية» سيادة فنزويلا وأمنها وحقوقها المشروعة.

أضف تعليق