فوائد تعليم الأطفال الصغار كيفية عمل أدمغتهم

«عندما يدرك الأطفال أنهم قادرون على تهدئة أنفسهم، حتى لو كان ذلك فقط عن طريق التنفس، يحدث لحظة الدهشة»، قال ريك كيندر، مبتكر برنامج «الرفاه في المدارس»، في مقال نشره معهد تشايلد مايند.

تُشير الأبحاث إلى أن تعليم الأطفال حول كيفية عمل دماغهم يساهم في تحسين التعلم وتحفيزهم، بحسب خبرات مدرسة مومنتس.

في مدرسة مومنتس تستمر المحادثات حول الدماغ طوال اليوم؛ إذ يُسمع المعلمون يشجعون الطلاب على تسمية مشاعرهم أو يسألون: «ماذا يقول لك الأميجدالا في هذه اللحظة؟» حسب جيسيكا غوميز، عالمة نفس ومديرة تنفيذية لمعهد مومنتس، وهي منظمة غير ربحية مقرها دالاس مهتمة بالصحة النفسية. (الأميغدالا هي جزء من الدماغ يعالج العواطف.)

من خلال هذه الحوارات المتكررة ودروس إضافية حول الصحة النفسية والعلاقات الصحية، يسعى المعلمون إلى جعل هذه المواضيع أمراً طبيعياً من شروط الوجود الإنساني بدلاً من وصمها بخجل أو تهميشها، كما أوضحت غوميز. وتُنظم المدرسة أيضاً أمسيات منتظمة للآباء لتثقيف العائلات حول آليات عمل الدماغ وتعليم استراتيجيات تنظيم العاطفة التي يمكن للأسرة ممارستها معاً في المنزل.

أطلقت مدرسة مومنتس عام 1997 بتمويل من تبرعات خيرية، وصُممت لتعكس بحوث الصحة النفسية وعلوم الدماغ التي أعدها معهد مومنتس ومركز صحة الدماغ في جامعة تكساس – دالاس. وأظهر دراسة حديثة أجراها المعهد والمركز أن هذا النهج قد يساهم في نتائج إيجابية لخرّيجي المدرسة: من بين 73 طالباً من مدرسة مومنتس تخرجوا من الثانوية بين 2016 و2018، حصل 97% منهم على شهادة الثانوية و48% أتمّوا درجة جامعية.

تأتي هذه النتائج في وقت أصبحت فيه الدروس المتعلقة بالمشاعر والعلاقات والوعي الاجتماعي — المعروفة بالتعلم الاجتماعي والعاطفي — محط خلافات في ساحة التعليم والثقافة. وتبيّن دراسات أن هذه الدروس قادرة على رفع التحصيل الأكاديمي؛ كما وجد باحثون آخرون غير مرتبطين بمدرسة مومنتس أن تعليم مبادئ عمل الدماغ يمكن أن يشكل دافعاً للطلاب ويعزّز نموهم الأكاديمي والاجتماعي.

يقرأ  أبحاث أكاديمية تكشف أن الإحصاءات الرسمية قلّلت من حجم الفجوة بين الجنسين في المملكة المتحدة لعقوددراسة أكاديمية: الفجوة بين الجنسين في بريطانيا كانت أقلّ تقديرًا في البيانات الرسمية على مدى عقود

مع عودة المعلمين والطلاب إلى المدرسة ومواجهتهم روتيناً ومواقف اجتماعية جديدة، فإن الآن وقت مناسب لبناء العلاقات وتعريف حتى الصغار بمفاهيم حول كيفية عمل دماغهم، بحسب غوميز. ورغم أن كثيرين من طلاب مومنتس يواجهون تحديات مثل الفقر، ترى غوميز أن تركيز المدرسة على الصحة النفسية وعلوم الدماغ ساعد العائلات على التكيّف مع هذه الضغوط بشكل أفضل.

«المغزى ليس أن تعيش بلا ضغوط أبداً، بل أن تعرف كيف تتعامل معها»، قالت غوميز. «امتلاك الأطفال والآباء للقدرة والأدوات يساعدهم على التنقل بين ضغوط الحياة، وهو ما ينعكس كحاجز حماية في الدماغ.»

للاتصال بكاتبة المقال: جاكي مادِر على الهاتف 212-678-3562 أو عبر البريد الإلكتروني [email protected].

هذه القصة حول علم الأعصاب في التعليم أعدّتها صحيفة هيشنجر ريبورت، وهي مؤسسة إخبارية مستقلة وغير ربحية تركز على عدم المساواة والابتكار في التعليم. اشتركوا في نشرة هيشنجر الإخبارية.

أضف تعليق