فيديو من ٢٠٢٢ يعيد الظهور — ويزعم أن مشروع قانون جديد في جنوب أفريقيا يفضّل المتعدّين على الأملاك

جنوب أفريقيا ترتبط في التصور العام بارتفاع معدلات الجريمة وضعف فاعلية أجهزة الأمن. في 2022 طرحت الحكومة مسودة قانون تهدف إلى استبدال قانون التعدّيات الصادر في عهد الفصل العنصري. انتشر مقطع فيديو في 2022 عاد للظهور في 2025 مصحوباً بادعاءات أن مشروع القانون يمنح الجناة حقوقاً أوسع، بينما نفت الجهات الرسمية تلك الادعاءات آنذاك. منذ ذلك الحين وُضعت المسودة جانباً، وبحسب مسؤولين في وزارة العدل لم تعد قيد الدراسة.

في مقطع على تيك توك نُشر في 1 سبتمبر 2025 وشارك الآلاف، تقول امرأة: «بحسب القانون المقترح من وزارة العدل، لا يجوز لك أن تدافع عن نفسك». وتضيف أن «واجبك الوحيد هو أن تخبر الداخلين أنّهم دخلوا دون إذن، وإذا شعرت بالتهديد فعليك فوراً إبلاغ خدمة الشرطة الجنوب إفريقية». ثم تقرأ فقرة من مسودة القانون تشير إلى أن الشخص الذي «يعتقد بعقلانية أنّ له حقاً في المكان أو مصلحة فيه يحق له الدخول». وتفسيرها الساخر كان أن «لو أعجب شخص برائحة الـboerewors على الشواية له الحق بدخول بيتك لأن القانون يقول ذلك». (Boerewors نوعٌ تقليدي من النقانق، وbraai تعني الشواء/الحفلة حول الشواية.)

المقطع أعيد نشره من قبل سياسي وعلى منصات مثل X وFacebook وThreads، لكنه في الواقع منشور منذ 2022 وادعاءاته غير دقيقة.

مشروع القانون 2022

أظهرت عمليات البحث والعثور العكسي على الصورة ومراجعة كلمات المفتاح أن عدداً من المقالات والبيانات صدرت في أغسطس 2022 تدحض مزاعم الفيديو. وزارة العدل والتنمية الدستورية كانت من بين الجهات التي نفت الادعاءات آنذاك. في 12 أغسطس 2022 دعت الوزارة الجمهور للتعليق على مشروع «قانون الدخول غير المشروع إلى الأماكن، 2022»، الذي كان مقصوداً به استبدال قانون التعدّيات لسنة 1959، معتبرة أن القوانين القديمة ترجع إلى حقبة استعمارية/أبارتايد وأن ثمة حاجة لمواءمة التعريفات ووسائل الرد لتشمل أنواعاً أوسع من «المواقع».

يقرأ  شقة سوداكوف تضررت إثر هجوم في روسيا

عند انتشار الفيديو في 2022 سارع وزير العدل آنذاك رونالد لامولا لنفي الفكرة بأن الغرض من المسودة هو حرمان الناس من حق الدفاع عن النفس، وقال في فيديو: «ليس صحيحاً أن المتسلل يمكن أن يدخل ويبدأ بأكل الساندويتش الخاص بك»، مؤكداً أن القانون العام (common law) ما زال يتيح الحق في الدفاع عن النفس وأن مشروع القانون لا يلغي جرائم مثل الاقتحام والسرقة. لامولا شدد على أن الهدف هو حماية الملكية ومنع الاحتلال غير القانوني مع تشجيع المشاركة العامة في مشاورات التشريع.

جهات مهنية مثل AgriSA أعربت عن ملاحظات أبرزتها خشية من اشتراط اقتراب المالك من المتعدّين وطلب مغادرة العقار لما قد ينطوي عليه ذلك من مخاطرة. كما لفتت إلى ثغرة مفادها أنه إذا امتثل المتعدّ لطلب المالك بالمغادرة فقد لا تُوجَّه إليه تهمة بموجب نص المشروع، على أن النظام ينبغي أن يضمن مساءلة المتعدّين. جمعية المحامين في جنوب أفريقيا اقترحت استثناء حالات الاقتحام الليلي (housebreaking) باعتبارها جريمة مستقلة وتوسيع تعريف «الدخول غير المشروع» ليشمل إذن المالك وليس فقط الساكن القانوني. أغلقت باب التعليقات في 16 سبتمبر 2022.

وُضع المشروع جانباً

عند تواصل AFP Fact Check مع وزارة العدل أعربت الوزارة عن قلقها من إعادة تداول معلومات قديمة ومضللة. أبلغ الناطق تيرنس ماناس في 10 سبتمبر 2025 أن المنشورات التي تروّج لفكرة أن المشروع يهدف إلى منع أصحاب المنازل من الدفاع عن أنفسهم «كاذبة ومضللة»، وأن المسودة كانت مجرد مقترح تم إيقافه ولم تعد قيد المعالجة. وأكد أن المشروع ليس مفتوحاً للتعليق ولن يُتابَع، محذّراً من أن المحتو المَرْتبط بتلك المزاعم يسبّب ارتباكاً غير ضروريًا، وأن الاعتماد يجب أن يكون على قنوات الاتصال الرسمية فقط.

يقرأ  أمن قومي أم رهاب الأجانب؟تكساس تقيد حقّ الصينيين في امتلاك واستئجار العقارات

أضف تعليق