بعد اشتباك دموي بين كمبوديا وتايلاند أودى بحياة أكثر من 40 شخصًا، تداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لهدم منزل مع ادعاء زائف بأنه يظهر قوات تايلاندية تُشرِّد منازل كمبودية في قرية حدودية متنازع عليها. في الواقع، عُثر على أن التسجيل الأصلي صُوِّر في إقليم شمال سومطرة بإندونيسيا.
نقلت منشورات نشرت باللغة التايلاندية أن قائدًا عسكريًا تايلانديًا أمر بهدم 80 أسرة وسوق في منطقة تُدعى تشونغ آن ما، ونُشر المنشور في 20 أغسطس 2025. يتضمن المنشور مقطعًا لودر حفّار وهو يهدم بيتًا خشبيًا ذا سقف أزرق بينما يقف عناصر الشرطة للحراسة.
انتشر الادعاء الزائف أيضًا على منصات متعددة مثل فيسبوك وتيك توك وثريدز ويوتيوب، لا سيما عقب اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى في 29 يوليو، والذي أنهى اشتباكات حدودية دامية استمرت خمسة أيام وأسفرت عن مقتل 43 شخصًا على الأقل وتشريد أكثر من 300 ألف نسمة.
بعد سريان الهدنة، نشرت القوات التايلاندية أسوارًا شائكة في بلدة بان نونغ شان قرب الحدود، بزعم أن مستوطنين كمبوديين من معسكر لاجئين سابق قد تعدّوا على الأراضي التايلاندية — خطوة وصفتها كمبوديا بأنها “غير قانونية”.
أظهر بحث عكسي بالصور باستخدام لقطات أساسية من الفيديو على محرك بحث غوغل أن المقطع رُفع في 16 أغسطس إلى تطبيق تيك توك مع تعليق باللغة الإندونيسية يذكر أن الهدم جرى في قرية تُسمى تنجونغ بامه في محافظة شمال سومطرة. نفس الفيديو انتشر أيضًا عبر صفحات فيسبوكية إندونيسية في فيديوهات تجميعية، ومعها ادعاءات أن المشهد من مدخل ترفيهي محلي اسمه “ديسكوتيك ماركوبولو”.
وأفادت وسائل إعلام محلية أن المبنى والمرافق المجاورة هُدمت في 14 أغسطس بعد أن صرّحت السلطات بأن الموقع مرتبط بتجارة مخدرات وأنشطة غير قانونية أخرى. كما تبيّن في لقطات الفيديو وجود كلمة “Polisi” على خوذة أحد الضباط، وهي كلمة تعني “شرطة” باللغة الإندونيسية.
سبق لوكالة الأنباء AFP أن كشفت عن معلومات مضللة أخرى تتعلق بالصراع الحدودي بين كمبوديا وتايلاند، مؤكدة أن هذا المقطع لا يثبت وقوع هدم للمنازل على الجانب الكمبودي كما زُعم.