في مذكرات نشرت بعد وفاتها بعنوان «نوبودي غرل»، تكشف فيرجينيا جيوفري أنها كانت تخشى أن «تموت كعبدة جنس» على يد جيفري إبستاين ودائرة المقربين منه. حصلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) على نسخة كاملة من المذكرات قبل نشرها بأيام، ونشرت مقتطفات منها تقريباً بعد ستة أشهر من انتحارها.
تروي جيوفري أنها أُجبرت على ممارسة الجنس مع الأمير أندرو في ثلاث مناسبات منفصلة، منها مرة واحدة بحضور إبستاين وحوالي ثماني فتيات شابات أخريات. والأمير أندرو، الذي توصل إلى تسوية مالية مع جيوفري عام 2022، ينفي دائماً ارتكاب أي مخالفة.
تصوِّر المذكرات شبكة من الأثرياء والنافذين الذين استغلوا الشابات، وفي مركز هذه الشبكة يقف إبستاين وصديقته السابقة غيسلين ماكسويل، المحكوم عليها حالياً بالسجن عشرين عاماً بتهم الاتجار بالجنس. وتقول جيوفري إنه حتى بعد عقود ما تزال تخشى كليهما.
جزء كبير من الكتاب قراءة مروِّعة، إذ تفصل جيوفري التعذيب والسادية التي تعرَّضت لها على يد إبستاين. تصف ممارسات جنسية سادوماسوشيستية سببت لها «ألمًا شديدًا حتى صلّيت أن أفقد وعيي».
أعلن الأمير أندرو يوم الجمعة أنه قرر طوعاً عدم استخدام ألقابه والتخلي عن عضوية «رتبة الزهرة» — أقدم وأرفع رتبة فروسية في بريطانيا — وأنه لن يستخدم لقب دوق يورك بعد الآن، وهو لقب مُنح له من والدته، الملكة الراحلة إليزايث الثانية. وفي بيان قال: «أُنكر بشدة الاتهامات الموجّهة إليّ».
ومع ذلك، تُسهم المذكرات، التي كتبتها جيوفري بمساعدة كاتبة الظل آمي والاس، في إحراج جديد للأمير. تقول جيوفري إنها التقت بأندرو لأول مرة في مارس 2001، وأن ماكسويل أيقظتها وقالت لها إن هذا سيكون «يوماً مميزاً» وأنها «كالسندريلا» ستقابل «أميراً وسيمًا». عندما قابلت أندرو أخبرته ماكسويل بأن يخمن عمرها، فخمن «سبعة عشر»، وردّ بأنها شبيهاً لبناته اللواتي «أصغر منك قليلًا».
تذكر أنها ذهبت تلك الليلة إلى ملهى «ترامب» في لندن مع الأمير وإبستاين وماكسويل، وأن الأمير «تعرّق بغزارة». وفي الطريق إلى منزل ماكسويل أخبرتْها ماكسويل: «عندما نصل إلى البيت، ستفعلين له ما تفعلين لجيڤري». وعُقد اللقاء الجنسي في المنزل، وتقول جيوفري: «كان ودودًا إلى حدٍ ما، لكنه متعجرف — كأنه يظن أن ممارسة الجنس معي حق مولوديّ له». في الصباح أخبرتْها ماكسويل: «لقد أحسنتِ، استمتع الأمير»، وتضيف جيوفري أنها لم تشعر بخير، وأن إبستاين كان يمنحها لاحقًا 15 ألف دولار لقاء خدمته للرجل الذي كانت الصحف تطلق عليه لقب «راندي آندي» — مبلغ كبير.
تقول جيوفري إن اللقاء الثاني كان بعد نحو شهر في منزل إبستاين بنيويورك، أما الثالث فكان على جزيرة إبستاين وكان جزءًا من ما تصفها بـ«حفلة جماعية». وفي إفادة تحت القسم عام 2015 قالت إنها كانت «حوالي 18 عاماً»، وتكتب: «إبستاين، وآندي، وحوالي ثماني فتيات شابات أخريات وأنا مارسنا الجنس معًا». وتضيف أن الفتيات الأخريات بدَين أصغر من الثامنة عشرة ولم يكنَّ يتكلمن الإنجليزية، وأن إبستاين كان يضحك من عدم تواصلهن قائلاً إنهن «أسهل الفتيات في التعامل».
في أجزاء لاحقة تتناول جيوفري تسويتها خارج المحكمة مع الأمير عام 2022 بعد أن رفعت قضية مدنية ضده. تقول إنها وافقت على أمر كتمان لمدة عام واحد لأنه بدا مهمًا للأمير لضمان ألا يتلطخ احتفال والدته باليوبيل البلاتيني أكثر مما تلوث بالفعل. بينما تتوسع المذكرات لتعرض تفاصيل أوسع عن عمليات الاتجار الجنسي التي كان يقودها إبستاين، وتقول إن الفتيات كنّ مطالبات بمظهر «طفولي» وأن اضطرابها الغذائي في الطفولة كان يُشجَّع تحت سقف إبستاين.
تكتب: «خلال سنواتي معهم صاروا يعيروني لعدد لا يحصى من الأشخاص الأثرياء والنافذين». «كنت مُستغلة ومهانة بشكل متكرر — وفي بعض الحالات خنقوني وضربوني وسالت دماءي». وتضيف: «كنت أعتقد أنني قد أموت كعبدة جنس».
أُدِين إبستاين في فلوريدا عام 2008 بتهمة الاستدراج للدعارة من شخص دون الثامنة عشرة، وتوفي عام 2019 أثناء انتظاره محاكمة بتهم الاتجار الجنسي. وقالت شرطة العاصمة يوم الأحد إنها «تبحث بنشاط» في تقارير إعلامية مفادها أن الأمير أندرو طلب من ضابط حماية الشرطة الحصول على معلومات شخصية عن جيوفري، بحسب ما نقلت صحيفة «ميل أون صنداي»، التي أفادت بأن الأمير طلب من الضابط التحقيق في جيوفري قبل نشر الصحيفة صورة لاجتماعها الأول مع الأمير في فبراير 2011.
قال مصدر في الديوان الملكي للبي بي سي إنه لا توجد حالياً خطط لسحب لقب الأمير الذي وُلد به أندرو. وأضاف المصدر: «العناوين تسرق الكثير من الأكسجين من الغرفة الملكية»، في إشارة إلى الصحافة التي تُحوّل الانتباه عن انشغالات المليك تشارلز. في 2019 كرر الأمير لبرنامج نيوزنايت أنه «لا يتذكّر لقاء جيوفري إطلاقًا» وأنه «لم يحدث أي اتصال جنسي من أي نوع». ولم يصدر قصر باكنغهام أي تعليق.
وأخيرا، دعا شقيق فيرجينيا جيوفري الملك إلى سحب لقب «أمير» من أندرو.