قمة حلّ الدولتين بين إسرائيل وفلسطين تُعقد وسط تصاعد موجة الاعترافات

إسرائيل والولايات المتحدة قاطعتا المؤتمر الذي تحتضنه الأمم المتحدة، بينما تستند دول أخرى إلى إعلان سابق لتوسيع الزخم السياسي حول قضية قيام دولة فلسطينية.

في مقر الأمم المتحدة بنيويورك سيجتمع قادة العالم يوم الإثنين قبل انطلاق أعمال الجمعية العامة، في محاولة لإحياء مفهوم حل الدولتين الذي تعطّل طويلاً وسط تحذيرات من أن دولة فلسطينية متصلل قد «تتلاشى كلياً» نتيجة التحركات الإسرائيلية الهيمنية في غزة والضفة الغربية المحتلة.

من المتوقع أن تعلن فرنسا عن اعترافها الرسمي بدولة فلسطينية، فيما تدرس دول أخرى مثل بلجيكا خطوات مماثلة. هذا الإعلان يأتي بعد يوم من اعتراف كل من المملكة المتحدة وكندا وأستراليا والبرتغال بدولة فلسطين في تحرّك تاريخي رغم المعارضة الشديدة من إسرائيل والولايات المتحدة.

إسرائيل وحلفاؤها الكبار قاطعوا القمة؛ ووصف سفير تل أبيب لدى الأمم المتحدة داني دانون التجمع متعدد الأطراف بأنه «سيرك»، متكرراً في ذلك خطاب إسرائيل القائل إن مثل هذه الإجراءات «تكافئ الإرهاب».

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطاً سياسية داخلية متصاعدة مع تزايد الاعتراف الدولي بفلسطين. وتفيد تقارير إعلامية إسرائيلية بأن حكومته اليمينية المتطرفة تدرس ضم أجزاء من الضفة الغربية جزئياً أو كلياً رداً على تلك التحركات، لكنه بحاجة إلى دعم وتغطية أميركية يسعى للحصول عليها أثناء تواجده في نيويورك لحضور الجمعية العامة.

الأمم المتحدة عبرت عن أملها في أن تُمكّن القمة «من ضخ زخم جديد في الجهود الرامية إلى وضع خارطة طريق أممية نحو دولتين».

وتُترقّب القمة أن تُوسع ما جاء في «إعلان نيويورك» الذي اعتمدته الجمعية العامة في وقت سابق من هذا الشهر، بعدما عُقد مؤتمر في يوليو/تموز برعاية فرنسا والسعودية. إسرائيل والولايات المتحدة قاطعتا تلك الاجتماعات الدولية أيضاً.

يقرأ  اطلع على التقرير البريطاني حول منظمة «فلسطين أكشن»

الإعلان المكوّن من سبع صفحات نصّ على خطوات ملموسة ومحددة زمنياً وغير قابلة للتراجع نحو حل الدولتين، كما أدان حماس ودعاها للاستسلام ونزع السلاح وإطلاق سراح جميع الأسرى المحتجزين في غزة. ودعا الإعلان كذلك إلى وقف فوري لإطلاق النار وإلى دخول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى غزة في ظل سياسة إسرائيل التي عمّقت المجاعة في القطاع.

سيكون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أحد الوجوه القيادية في القمة يوم الإثنين، في حين يُتوقع أن يشارك ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عبر رابط فيديو بالرغم من كونه من بين الرعاة المشاركين للقاء.

ردّاً على تزايد الإجماع الدولي ضد حربها الإبادة في غزة واحتلالها للضفة، دفعت إسرائيل قدماً بخطط لضم أجزاء من الضفة الغربية بهدف إنهاء إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقبلية.

كما ألمح دبلوماسيون إسرائيليون إلى إجراءات محتملة تجاه فرنسا وماكرون تحديداً، منها احتمال إغلاق القنصلية الفرنسية في القدس أو طرد دبلوماسيين فرنسيين أو تقليص التعاون الاستخباري.

نتنياهو هاجم ماكرون، متّهما إيّاه بـ «إشعال النار المعادية للسامية» في فرنسا.

قطر، التي عملت وسيطاً بين إسرائيل وحماس وكانت قد تعرّضت لقصف إسرائيلي في وقت سابق من الشهر، رحبت يوم الإثنين بالإعلانات التي صدرت عن المملكة المتحدة وكندا وأستراليا والبرتغال.

وردّاً على التعبئة الدولية المحدودة، كثفت إسرائيل حربها المدمرة في غزة، مَضَت قدماً في اجتياح بري موسع لمدينة غزة وقصفت بالمروحيات والسفن والمدفعية مناطق واسعة من القطاع.

الجيش الإسرائيلي قتل ما لا يقل عن 25 فرداً من أسرة فلسطينية واحدة في غارات جوية استهدفت منازل في حي صبرا بقطاع غزة أثناء تقدّمه بالدبابات، مدعياً أن العمليات استهدفت «أهداف إرهابية».

أضف تعليق