كارني الكندي يزور البيت الأبيض للمرة الثانية وسط تصاعد التوترات التجارية

يزور مارك كارني، رئيس وزراء كندا، البيت الأبيض للمرة الثانية خلال خمسة أشهر في محاولة للرد على ضغوط متزايدة لمعالجة التعريفات الأميركية على الصلب والسيارات وسلع أخرى التي تضر باقتصاد بلاده.

التقى كارني والرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الثلاثاء. قال ترامب في المكتب البيضاوي، جالساً إلى جانب كارني: «منذ البداية أعجبته، وعلاقتنا جيدة»، وأضاف مازحاً وجاداً في آن معاً: «لدينا صراع طبيعي، لكن لدينا أيضاً محبة متبادلة… تعرفون، لدينا محبة كبيرة لبعضنا». ولفت إلى أن المحادثات ستتناول التعريفات وربما تخفيض بعضها في قطاعات كندية رئيسية كجزء من جهود تهدئة التوترات التجارية بين واشنطن وأوتاوى.

أكثر من 77 في المئة من صادرات كندا تتجه إلى الولايات المتحدة. ومع ذلك قلّل مسؤول حكومي كندي وعدد من المحللين من احتمال التوصل إلى اتفاق تجاري فوري مع ترامب، معتبرين أن استمرار الحوار بحد ذاته يعد نجاحاً لكارني.

من بين الملفات المطروحة للنقاش التجارة واتفاقية الولايات المتحدة-المكسك-كندا (USMCA)، وهي اتفاقية حيوية لاقتصاد كندا ومن المقرر إخضاعها للمراجعة العام المقبل. وأشار ترامب إلى استعداده لإعادة النظر في الاتفاقية الموقعة خلال ولايته الأولى أو السعي إلى «اتفاقيات مختلفة». قال: «يمكننا إعادة التفاوض عليها، وسيكون ذلك جيداً، أو يمكننا عقد صفقات مختلفة. نحن مسموح لنا أن نفعل صفقات مختلفة».

أظهر ترامب تعاطفاً مع كارني وصفه بأنه «قائد على مستوى عالمي» وأنه مفاوض صلب، وهو موقف بدا مختلفاً عما كان عليه تجاه سلف كارني، جاستن ترودو. في زيارته السابقة للمكتب البيضاوي في مايو، تحدّى كارني ترامب بقول صريح إن كندا «لن تكون مُعرضة للبيع» رداً على تهديدات الرئيس المتكررة بشراء كندا أو ضمها.

منذ ذلك الحين قدم رئيس الوزراء تنازلات عدة تجاه الشريك التجاري الأكبر، شملت إسقاط بعض الرسوم المضادة وإلغاء ضريبة الخدمات الرقمية الموجهة لشركات التكنولوجيا الأميركية. وصرح مكتب كارني أن الزيارة العملية ستركز على صياغة علاقة اقتصادية وأمنية جديدة مع الولايات المتحدة. قال كارني: «في المجالات التي نتنافس فيها، علينا التوصل إلى اتفاق يعمل لصالح الطرفين».

يقرأ  البيت الأبيض يستهدف قطعًا فنية محددة في متاحف سميثسونيان

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت يوم الإثنين: «أعتقد أن التجارة ستكون موضوعًا للمناقشة… وكل القضايا الأخرى التي تواجه كلاً من كندا والولايات المتحدة».

على الرغم من أن غالبية صادرات كندا تدخل السوق الأميركية معفاة من الرسوم بموجب الاتفاقية، إلا أن التعريفات ألقت بظلالها على قطاعات الصلب والألمنيوم والسيارات وعدد من المؤسسات الصغيرة. وصف جوناثان كاليس، المستشار السابق لترودو، الوضع قائلاً إن «الواقع أنه حالياً منتجات كندا تخضع من بين أدنى معدلات التعرفة»، وأضاف: «لا تريد استفزاز الدب عندما يمكن أن تكون الأمور أسوأ بكثير»، مشيراً إلى أن أي لقاء مع ترامب ينطوي على مخاطرة محسوبة. ورأى أن كارني قد يحقق مكاسب أفضل من خلال تفاوضات خاصة بعيداً عن بروتوكولات البيت الأبيض.

تصاعدت الضغوط الداخلية على كارني منذ فوزه في الانتخابات بأبريل، حيث تعهد بأن يكون صارماً مع ترامب والعمل على تأمين علاقة اقتصادية جديدة مع الولايات المتحدة. وأشارت شاتشي كورل، رئيسة معهد أنغس ريد، إلى أن استطلاعات الرأي تُظهر استعداد الكنديين لمنح كارني بعض الوقت للتعامل مع ترامب، لكنها حذّرت من أن «هذه المهلة محدودة» مع تزايد خسائر الوظائف وتراجع النمو بفعل التعريفات الأميركية.

وانتقد زعيم المعارضة بيار بويليفري أسلوب كارني، مستذكراً تعهده السابق بالتفاوض على «انتصار» بحلول 21 يوليو، وقال يوم الإثنين إن الزيارة لا تبدو واعدة بتحقيق إنجاز كبير. ورد دومينيك لوبلان، وزير التجارة الكندية مع الولايات المتحدة، في البرلمان بسخرية على سؤال إن كان ينبغي رفض دعوة الرئيس الأميركي لعقد لقاء وغداء عمل بأن يرفضوا الاتصال: «هل كان على رئيس الحكومة أن يقول لا ويقفل الهاتف؟».

قال آسا مكيرشر، متخصص في العلاقات الكندية-الأميركية بجامعة سانت فرانسيس زافيير، إن نجاح لقاء كارني مع ترامب قد يقاس باعتراف واضح بأن كندا اتخذت خطوات لمعالجة بعض الشكاوى المتكررة للرئيس. وذكر أن كارني «أنشأ للتو وكالة دفاعية جديدة وزاد الإنفاق العسكري»، مضيفاً أنه سيكون أمراً جيداً لو خفض ترامب بعض الرسوم القطاعية على السيارات، في إشارة إلى شكوى ترامب السابقة بأن كندا «مستفيد حر من النفقات العسكرية».

يقرأ  أستون فيلا يكتسح ليفربول بسباعية تاريخية في الدوري الإنجليزي

أضف تعليق