كيف نجح صحافيان من «أسوشييتد برس» في الحصول على مقابلة مع زعيم الانقلاب في مدغشقر؟

أنتاناناريفو، مدغشقر (أسوشيتد برس) — أطاح قائد وحدة عسكرية نخبوية في مدغشقر برئيس البلاد في انقلاب، منهياً أسابيع من احتجاجات قادها شبّان غضبوا من انقطاع الماء والكهرباء، وارتفاع تكاليف المعيشة، وانتشار الفقر، وقضايا أخرى.

العقيد مايكل راندريانيرينا، الذي قاد التمرد وأطاح بالرئيس أندري راجويلينا، قال لأسوشيتد برس في أول مقابلة له مع وكالة اخبارية عالمية منذ استلامه السلطة الثلاثاء إنه سيؤدي اليمين كرئيس لمدغشقر خلال الأيام القليلة المقبلة.

المصور البريتاني المقيم في كينيا برايان إنغانغا كان يلتقط صوراً في أحد ميادين الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عاصمة مدغشقر يوم الثلاثاء، حين فتح لقاء وجيز مع قائد وحدة CAPSAT الباب أمام إجراء المقابلة لاحقاً.

هذا سرده لكيفية حصوله وزميلته الصحفية المصورة نكوبيل نتشانغازي على المقابلة ونشر الخبر.

لقاء العقيد

هتفت الحشود في الساحة المكتظة بحرارة حين دخلت صفوف من المدرعات وتوقفت. كانت السيارات كلها سوداء، لكن واحدة لفتت انتباهي لوجود نحو عشرة جنود مسلحين ببنادق على نمط AK وقاذفات قنابل حولها.

سألت مترجمنا عما يحدث، فأجاب: «العقيد قادم».

كان المقصود العقيد مايكل راندريانيرينا، قائد التمرد العسكري وشخصية باتت مألوفة لدى المحتجين بعد أن انضمّ إليهم في مظاهرات نهاية الأسبوع.

تقدمت نحو السيارة متخطياً المتظاهرين ومحاولاً تجنّب مرأى الجنود. وصلت تماماً حين انفتح باب خلفي وظهر راندريانيرينا برأسه وهو يضع قبعة تمويهية. قدّمت نفسي كمراسل للـAP وطلبت مقابلة؛ قال ليس الآن، فسألت عن رقم هاتفه. وافق، وأعطيته هاتفي ليُدخِل رقمه ثم تحرّك محاطاً بقواته إلى منصة لتحيّة المتظاهرين.

لم أكن أعلم حينها أن راندريانيرينا، بعد هذه الوقفة القصيرة، سيتوجه لإعلان تولّي الجيش السيطرة، وهو اللحظة التي أكدت الإطاحة براجويلينا في انقلاب.

دخول الثكنة

يقرأ  يوميات امرأة حامل في رحلة هروب عبر أراضي قوات الدعم السريع

لا أذكر كم مرة اتصلت برقم العقيد ليلة الثلاثاء وصباح الأربعاء، لكن كانت الاتصالات أكثر من عشر مرات. أجاب أخيراً وقال إنه يتذكّرني كشاب من الصحافة الأمريكية. كررت طلب المقابلة، فأذن لنا بالحضور إلى ثكنة CAPSAT مع زميلي التلفزيوني نكوبيل ومترجمنا.

قدّمنا أنفسنا عند بوابة الأمن فدُخلنا. كان المكان أكثر ازدحاماً من أي ثكنة عسكرية سبق أن دخلتها؛ الجنود موجودون بكثرة.

أشاروا بنا إلى مبنى يقع فيه مكتب العقيد في الطابق الأول، لكن جنوداً أوقفونا عند أسفل الدرج. كان هناك طابور من الأشخاص الراغبين بالدخول، منهم رجال ببدلات أشبه بالسياسيين، وحتى قسّيس وإمام، يبدو أنّهم ينتظرون لقاء القائد العسكري الجديد.

لم يسمح لنا الجنود بالصعود، فاتصلت بالعقيد مرة أخرى. نزلت رسالة فسمحوا لنا بالصعود، لكن عند القمة أوقفنا مجموعة أخرى من الجنود. لحسن الحظ عرَفت ضابطاً آخر كان برفقة راندريانيرينا في اليوم السابق، فاعترف بي وتبنّانا، فدُخلنا إلى مكتب العقيد.

المقابلة

كان المكتب واسعاً. عند الباب كان هناك جندي، والعقيد جالس على أريكة سوداء، وعن يمينه ضابطان آخران على أريكة مجاورة، ويبدو أنهم في اجتماع هام. لكنه ابتسم عندما رآني وقال لي: «لقد اتصلت كثيراً! كم من مكالمات!»

ربما كنت متوتّراً بعض الشيء، لا أعلم ماذا أتوقع في مكتب قائد انقلاب أعلن قبل يوم فقط أنه يتولى زمام البلاد. بدا أن العقيد لاحظ ذلك فطمأنني قائلاً: «لا تخاف، لست وحشاً».

أخبرنا أن لديه موعداً مهماً قريباً لذا الوقت ضيق. رتبنا المعدات بسرعة وطرحنا أسئلتنا: ما هي خطواته المقبلة؟ أجاب أنه يعتزم أن يصبح الرئيس، ويتوقع أن يؤدي اليمين في حفل خلال الأيام القليلة القادمة، معلناً نيّته أن يكون الزعيم القادم لمدغشقر.

يقرأ  إطلاق سراح مبشّر أيرلنديبعد اختطافه في هايتي

بعد المقابلة، وافق هو وضابطاه على التقاط صور معنا.

إمراي أبلغ من كيب تاون، جنوب أفريقيا.

أضف تعليق