مبادئ التصميم البصري ذي التأثير العالي في التصميم التعليمي
يعلم معظم مصممي التعليم أن القدرة على صياغة نص واضح وموجز شرط أساسي للتصميم التعليمي الفعّال. إذ يشكل النص—سواء أُعدّ للطباعة أو للنشر الرقمي—الركيزة الأساسية للعملية الكاملة للتصميم التعليمي، من مرحلة التخطيط والتطوير مروراً بالتسليم وانتهاءً بالتقييم.
النصوص المطلوبة لمرحلة التصميم/التطوير (مخاطبة داخلياً)
– أهداف التعلم
– نطاق وتسلسل المحتوى
– مخططات/مسودات للموافقة من أصحاب المصلحة
– أدلة المدرب
– لوحات القصة والحوارات لعمليات إنتاج الوسائط المتعددة
النصوص المطلوبة لمرحلة التسليم (مخاطبة للمتعلم)
– حزمة المقرر (مثل صفحة المقرر في نظام إدارة التعلم)
– الجدول/المنهج
– محتوى موضوعي (كتب أو مقالات مرجعية)
– تعليمات الأنشطة والتقييمات
– كتابة واجهة المستخدم لجميع التفاعلات التدريبية غير المُقَيَّمة
– أدوات التقييم ومعايير التصحيح
– نصوص الفيديو، والكتابة المغلقة (subtitles)، والملاحظات الجانبية
– عناوين الصور، والتعليقات التوضيحية
النصوص المطلوبة لمرحلة التقييم (مخاطبة داخلياً)
– مفاتيح الإجابة
– دفاتر الدرجات
– ملاحظات أصحاب المصلحة (مثل تقارير المديرين)
– مقاييس وتقارير التقييم
لكن بينما تتوافر مصادر ممتازة تساعد مصممي التعليم على تحسين مهارات الكتابة، فإن التعرف على أن مصمّم التعليم يحتاج أيضاً إلى إتقان مبادئ التخطيط والتنسيق البصري الأساسية ذات التأثير الكبير لا يزال أقل شيوعاً—وهذه مشكلة، لأنه كثيراً ما يهدِر التنسيق قدرة المتعلمين على استخلاص المعنى من النص.
مبادئ بصرية ذات تأثير كبير عند تصميم تجربة تعلم
فيما يلي أهم المبادئ البصرية عالية التأثير التي ينبغي وضعها في الاعتبار عند تصميم أي تجربة تعلم، سواء كانت صفحة مقرّر، نص ويب، مستند قابل للطباعة، عرض شرائح، أو تفاعل تدريبي مقوّم أو غير مقوّم.
التباين
التباين يعني الفرق البصري في اللون والدرجة بين عناصر المقدمة وخلفيتها. التباين العالي يجعل العناصر الظاهرة بارزة بسهولة أمام المتعلم. أما التباين المنخفض فيجعل تمييز المقدمة عن الخلفية مُجهِداً، ويؤثر ذلك ليس على الجاذبية البصرية فحسب، بل على قدرة المتعلم على بناء المعنى؛ لأن العين لا تستهلك النص خطياً كما يفعل الأذن مع الصوت، بل تنقّب عبر الصفحة لربط الوقائع والأفكار والمفاهيم، والتباين الضعيف يعرقل هذه العملية.
نصيحة سريعة
– لكل مقاطع النص الأطول من كلمة أو كلمتين، استخدم دائماً نصّاً أسود على خلفية بيضاء—تركيبة عالية التباين ثبتت فاعليتها لقراءة النص على الشاشة أو على الورق.
الشكل
الأشكال تتيح للمتعلم تفسير وتفريق المفاهيم الأساسية بسرعة. في سياق التصميم التعليمي، التطبيقات الأكثر فائدة للأشكال هي الرموز البسيطة (icons) وتجميع العناصر المتشابهة بصرياً.
نصيحة سريعة
– زوج رموز أو أشكال مبسطة مع تسميات نصية موجزة لتوضيح العلاقات وتسلسل العمليات، بدلاً من وضع تسميات على صور معقّدة تنقل تفاصيل غير ضرورية وتبطئ الإدراك.
الحجم
يميل البشر لربط الحجم بالأهمية، لذلك يفسّر المتعلم المحتوى الممثّل بصورة كبيرة كأكثر أهمية من ذلك الممثّل بصورة صغيرة أو معدوم الصورة. بالمثل، سيمنح المتعلم أهمية أكبر للنقاط التي تُعرض بمقدار أكبر من النص أو الأنشطة أو دقائق الفيديو.
نصيحة سريعة
– اختر نقاطاً تعليمية محددة وهامة لتدعيمها بصور، وتجنّب “زخرفة العين” أي الصور الجذابة غير ذات الصلة. اعرض المعلومات الحرجة والعناوين الرئيسية بخط أكبر أو عريض مقارنة بالمعلومات الداعمة.
التقارب (القرب)
يفترض البشر أن الأشياء المتواجدة بجانب بعضها لها علاقة ما. يمكن لمصممي التعليم استغلال هذا المبدأ بتجميع العناصر المتشابهة بصرياً وفصل العناصر غير المرتبطة بوضوح.
نصيحة سريعة
– استخدم القوائم النقطية والمرقّمة لتجميع النصوص المتشابهة. جمّع العناصر المرئية ذات الصلة وفصل التي لا علاقة لها ببعضها.
الموضع
نظراً لأن القراءة بالإنجليزية تتم من أعلى إلى أسفل ومن اليسار إلى اليمين، يميل متحدثو الإنجليزية إلى توقع أن أهم المعلومات في الصفحة تكون في أعلى اليسار.
نصيحة سريعة
– ضع النقاط الرئيسة في أعلى الصفحة أو في أعلى يسار الشاشة أو الشريحة، بترتيب تنازلي من حيث الأهمية.
قوالب التصميم المتاحة في برامج التصميم التي يستخدمها مُصممو التعليم قد تُعزِّز الاعتقاد الخاطئ بأن التنسيق والتخطيط مسألة ذوقية اختيارية تهدف فقط إلى “تجميل” المحتوى. لكن الواقع مغاير تماماً.
استراتيجيات التخطيط والتنسيق عناصر حاسمة في الاتصال التعليمي. عند تطبيقها باحتراف، تدعم هذه الاستراتيجيات قدرة الجمهور على بناء المعنى. وإذا نُفذت بشكل غير خبِير أو أهملتها المؤسسات، ستكون العواقب سلبية على نتائج التعلم وعلى العائد الاستثماري في سياقات التدريب المؤسسي—مما يبرز اهمية إيلاء التصميم البصري نفس قدر الاهتمام الذي نمنحه للمحتوى النصي.