مساعدة! هل ألتحق بقيادة المدرسة أم أهرب بعيدًا؟

عزيزتي «We Are Teachers»،

أنا أُدرِّس منذ ما يقرب من عقد، ومؤخراً الإدارة تدفعني باتجاه مناصب قيادية — ربما رئيسة قسم، وربما حتى نائبة مدير مستقبلًا. أنا مشفوعة بالاعتزاز، لكن أيضاً متشككة. رأيت الصورة من داخل مدرستي: اجتماعات متواصلة، وقت قليل مع الطلاب، وتقدير أقل مما يحصل عليه المعلمون أصلاً. أحرص بصدق على تحسين الأمور، لكن لا أريد مغادرة الصف فقط لأغرق في بيروقراطية لا طائل منها. هل يمكن أن تكون قائداً وتظل تحب عملك؟ أم أنني أوقع نفسي في نوع مختلف من الإرهاق؟
— طموحة لكنها مترددة

عزيزتي طموحة/عزيزتي مترددة،

أفهم ترددك تمامًا. النظرة من الخارج غالبًا ما تُظهر حلقة لا تنتهي من الإيميلات، إحالات الانضباط، واجتماعات عن اجتماعات. لكن الحقيقة: القيادة الجيدة مؤثرة، وبعمق. وحقيقة أنك تفكّرين بهذه المسؤوليّة بعناية بدل السعي وراء المسمّى وحده تُشير إلى أنك على الأرجح ستكونين رهينة تفكير واعٍ في المنصب.

أمور تستحق التفكير فيها:

– هل ما زلتِ تحبين العمل المباشر مع الطلاب؟ إذا كان فقدان هذه اللحظات اليومية سيكسر روحك، فقد لا تكون الإدارة مناسبة لك الآن. مناصب رئيس القسم غالبًا تسمح بالاحتفاظ بالحصص التدريسية — ربما تكون خطوة أولى أفضل.

– هل تستطيعين خوض محادثات صعبة؟ القادة يضطرون لإبلاغ الأفراد بأخبار قاسية، ومحاسبة الطاقم، واتخاذ قرارات لن تُرضي الجميع. إن كان هذا كابوسك الشخصي، ترددي قبل القفز.

– ما مدى نجاح الإدارة الحالية في تشكيل ثقافة مدرستكم؟ هذا ليس معيارًا مطلقًا، لكن من الأفضل الدخول إلى منصب قيادي وقد تعلمتِ من أشخاص ترغبين في محاكاتهم، بدلاً من بناء ثقافة من الصفر.

خلاصة القول: القيادة لا يجب أن تعني الاحتراق المهني. لكنها تعني تحولًا في مصادر متعتك المهنية. إذا بدا هذا التحوّل مثيراً بدلًا من خنقك، جربي بداية بدور قيادي أصغر. وإن لم يكن كذلك، لا تشعري بالذنب إن قلتِ: «شكرًا، لكن مكاني في الصف». كلا الطريقين صالحان.

يقرأ  بن غفير يعتزم تصنيف ناشطي «أسطول الصمود العالمي» كإرهابيين ومصادرة قواربهم

————

عزيزي «We Are Teachers»،

كل مرة أُرسل طالبًا إلى الحمّام، هناك احتمال كبير أن يعود وكأنّ رائحة متجر السجائر تلتصق به. أجرينا محادثات متعددة، تجمعات، وحتى رسائل إلى أولياء الأمور، لكن لا شيء يردعهم. الإدارة تقول إنها «تشدد الرقابة»، لكنني نادرًا ما أرى عواقب فعلية. أشعر بالعجز عندما يعترف الطلاب أنفسهم بأنهم لا يأخذون القواعد بجدية. كيف أحمي بيئة صفي بينما تحوّل الحمّام إلى ما يشبه محطة استراحة للتدخين الإلكتروني؟
— أختنق في السحابة

عزيزي/عزيزتي أختنق في السحابة،

الخبر السيئ: محاضرات «لا تفعلوا هذا الشيء السيئ الممتع» نادراً ما تنجح مع المراهقين. الخبر الجيد: لا زال لديك خيارات عملية.

– سيطر على ما يمكنك التحكم به. ضع إجراءات حمّام صارمة — طالب واحد فقط في الوقت، سجلات خروج وعودة، حدود زمنية. فكر في التوصية بأداة رقمية مدرسية لإدارة الخروج من الصف يمكن أن تقلّل من الفرص للانفراد في الحمّامات خلال حصصك.

– شكّل تحالفات. ضباط موارد المدرسة، المستشارون، أو حتى عمال النظافة يرون ما قد لا تراه الإدارة. أحيانًا يمكنهم ممارسة ضغط أو اتخاذ إجراءات لا تستطيعينها بمفردك.

– واصلي التوثيق. حتى لو بدا أن الإدارة متساهلة، كل تقرير يُبنى سجلاً يجعل من الصعب تجاهل المشكلة أمام أولياء الأمور أو الجهات الأعلى سلطة.

وتذكري: ليس من مسؤوليتك القضاء على ظاهرة التدخين الإلكتروني في المدرسة بأكملها — هذه مشكلة مؤسسية. مسؤوليتك أن تدافعي، تحمي بيئة تعلمك، وتبقي الطلاب في مأمن قدر الإمكان. لا تدعي أحدًا يجعلك تشعرين بالفشل لأن الحمّامات ما تزال تفوح منها رائحة نكهات الفيب.

————

عزيزتي «We Are Teachers»،

منطقتنا التعليمية تطرح مبادرات تقنية جديدة باستمرار: محافظ رقمية، برمجيات تكيفية، تتبّع سلوكيات أونلاين، تطبيقات تواصل مع الأهالي، تعليم وكفاءة الذكاء الاصطناعي — كل شيء على الورق يبدو ممتازًا، لكن عمليًا أنا أتنقل بين ست منصات يوميًا فوق واجباتي التدريسية الحقيقية. أقضي وقتًا أكثر في حل مشاكل الدخول من تواصلي مع الطلاب. لستُ مُعارِضة للتكنولوجيا، لكن هذا عبء تقني. كيف أرفض بلطف دون أن أبدو عتيقة؟
— معلمة متعبة من التقنية

يقرأ  لماذا تستمر الفيضانات القاتلة في اجتياح باكستان؟

عزيزتي متعبة التقنية،

أنت لستِ بعتيقة؛ بل تبدين عملية ومثقلة بالاستخدام المفرط. إليك ما يمكنك فعله:

– حددي أولوياتك. حددّي أي المنصات تدعم تعلم طلابك فعلاً، وأيها مجرد «إضافة جميلة». ركّزي طاقتك على ما يقدّم قيمة تعليمية حقيقية.

– وثّقي مضيّع الوقت. سجلي الوقت المفقود بسبب تسجيل الدخول، الأعطال، وتصليحات الصلاحيات. الأرقام تقنع الإدارة أكثر من الشكاوى العامة.

– اطرحي الأسئلة الصحيحة. بدلًا من «لماذا لدينا كل هذه التكنولوجيا؟» اسألي «ما هو الهدف الفعلي من هذه التكنولوجيا؟» أو «هل هناك أدلّة تدعم أن هذا الحل يحقق التعلم الذي نريد؟»

– استخدمي التقنية بحكمة وعمليًا. علّمي طلابك ما يكفي ليبدو أنك تستخدمينها أمام الإدارة، لكن عودي إلى الورق والقلم داخل الصف عندما يخدم ذلك التعلم — وعندما تكون القواعد غبية ولا تنفع؟ امتثلي للقاعدة بنعومة أو ممارِسة الامتثال المتعمد (malicious compliance) بحيث لا تضر بتجربة التعلم.

أنتِ لست ضد التكنولوجيا؛ أنتِ ضد الوقت المهدور والممارسات غير المدعومة بالأدلة. هذا ليس تقليدية، بل حرص على جودة التعليم.

————

عزيزتي «We Are Teachers»،

خلال مناقشة جماعية، أدلى أحد طلابي بتعليق عنصري صريح. تداركت الموقف فورًا، وجهت النقاش، وتابعت الأمر مع الإدارة. ردهم؟ «سنراقب الأمر.» هذا كل شيء. لا اتصال بالبيت، لا متابعة مع الطالب. أشعر أنني البالغ الوحيد الذي يتعامل بجدية مع المسألة — وهذه ليست المرة الأولى. لا أريد الصمت، لكن لا أريد أن أحرق جسورًا أيضًا. ماذا أفعل عندما يتجاهل النظام المشكلة ويستمر في حركته؟
— أمشي على الحبل

عزيزتي أمشي على الحبل،

التعامل مع العنصرية ببرودة وسلطة أمر حاسم. خطوات عملية يمكنك اتخاذها:

– واصلي التوثيق التفصيلي: ما قيل، من قاله، كيف تفاعلتِ، وشهداء الحادثة. هذا السجل ضروري إن تصاعدت المسألة.

يقرأ  زعيم المعارضة التشيكية يتعرّض لضربة بعكاز في الرأس خلال تجمع حاشد

– اطلبي إجراءً واضحًا ومكتوبًا من الإدارة: استدعاء ولي الأمر، محادثة إرشادية مع الطالب، أو خطة تصحيحية سلوكية. عبارة «سنراقب» غير كافية على الإطلاق.

– استعملي قنوات رسمية أعلى إذا لزم الأمر: إذا واصلت الإدارة المماطلة، ارفعي الشكوى إلى المشرفين في المنطقة التعليمية أو لجنة التنوع والاندماج إن وُجدت.

– احمي طلابك: أعطِهم مساحة للتعبير، وضّحي لماذا التصريح خاطئ، وكيف سنعمل كفريق لحماية بيئة التعلم. كنِ نموذجًا في التعامل الحاسم والهادئ.

يمكنك أن تكوني صارمة في المطالبة بالمسؤلية دون أن تكوني عدائية؛ لكن لا تترددي في تصعيد الأمر عندما يفشل النظام في الحماية. مسؤوليتك الأخلاقية تجاه طلابك تتجاوز الخوف من حرق الجسور.

أضف تعليق