مصرع 21 شخصًا على الأقل في باكستان إثر أمطار غزيرة وفيضانات

إغلاق المدارس وابتلاع القرى بينما تتداعى باكستان تحت وطأة فيضانات موسمية

أعلنت السلطات وفاة ما لا يقل عن 21 شخصًا في حوادث متعلقة بأمطار الرياح الموسمية، ما رفع حصيلة القتلى على مستوى البلاد خلال الأسبوع الماضي إلى أكثر من 400 قتيل، مع استمرار الفيضانات والانهيارات الأرضية في تدمير مساحات واسعة من البلاد.

قالت الهيئة الوطنية لادارة الكوارث، يوم الأربعاء، إن 11 شخصًا لقوا حتفهم في منطقة غلغت-بلتستان الشمالية، بينما توفي 10 آخرون في كراتشي، المركز المالي لباكستان، حيث أدت الأمطار الغزيرة إلى حالات صعق كهربائي وانهيار مساكن.

وتظل المدارس مزدحمة بالإغلاق في كراتشي، المدينة التي يزيد عدد سكانها على 20 مليون نسمة، بينما حذّر خبراء الأرصاد من هطول أمطار اضافية حتى يوم السبت. وألقى كبير خبراء الأرصاد في إقليم السند، أمير حيدر لاغاري، باللوم على «البنية التحتية الضعيفة» في تفاقم الفيضانات داخل المناطق الحضرية.

عانت أنابيب ومصارف المدينة القديمة من عجز عن استيعاب سيل المياه، مما ترك أحياء بأكملها مغمورة. ورُصد سكان وهم يفرغون مياهًا عكرة من منازلهم وسط انقطاعات في التيار الكهربائي وشبكات الهاتف، مما زاد من معاناة المتضررين.

أبلغت السلطات الإقليمية عن تلف ما بين 40 إلى 50 منزلًا في منطقتين. وقال رئيس الهيئة الوطنية لادارة الكوارث، إنعام حيدر مالك، إن «حالة مطرية جديدة ستبدأ بنهاية الشهر».

كان إقليم خيبر بختونخوا الشمالي الأشد تضررًا، حيث تجاوز عدد القتلى 350 شخصًا منذ يوم الخميس الماضي. وتواصل السلطات ووحدات الجيش البحث عن عشرات القرويين المفقودين في مناطق ضربتها سيول وفيضانات مفاجئة وانهيارات أرضية. ونُشرت حفارات لإزالة الحطام الذي يسدّ مجاري الأنهار وشبكات الصرف.

قال العقيد إرفان أفريدي للوكالة الفرنسية للأنباء من منطقة بانر، التي راح فيها أكثر من 220 شخصًا خلال الأيام الماضية: «قمنا بإقامة مخيمات إغاثة نقدّم فيها المساعدة الطبية، ونوزّع سلات غذائية جافة وخيامًا لجميع المتضررين».

يقرأ  كيف تُنقَل كنيسة سويدية محبوبة على طول الطريق؟بالدعاء والهندسة... وقليل من يوروفيجن

وعبرت أنجم أنور، عاملة طبية في أحد مخيمات الإغاثة، عن حالة الرعب بين الأطفال قائلة: «الأطفال خائفون. يقولون إنهم لا يستطيعون النوم ليلاً من شدة الخوف. الفيضانات دمرت مساكننا بأكملها».

يمتد موسم الأمطار الموسمية من يونيو حتى سبتمبر، وغالبًا ما يجلب دمارًا لشمال باكستان الجبلي وجنوبها المعرض للفيضانات. وحذّرت السلطات من أن الأمطار الحالية قد تستمر حتى منتصف سبتمبر.

قال المسؤولون إن نحو 750 شخصًا لقوا حتفهم منذ بداية موسم الأمطار هذا العام. وتواجه باكستان، التي تُعد من بين الدول الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، طقسًا شديد التطرف في السنوات الأخيرة؛ ففي 2022 غمرت فيضانات موسمية ثلث البلاد وأسفرت عن مقتل نحو 1700 شخص.

أضف تعليق