خوفًا من هجوم إسرائيلي وشيك، شرعت عائلات فلسطينية بمغادرة الأحياء الشرقية لمدينة غزة، التي تتعرض لقصف متواصل، إلى مناطق غربية وبعضها بدأ يبحث في إخلاءٍ نحو الجنوب.
وزير الخارجية المصري اعتبر أن أي تهجير جماعي للفلسطينيين من غزة «خط أحمر»، قائلاً في مقابلة مع شبكة CNN يوم الاثنين: «لن نقبل به، ولن نشارك فيه، ولن نسمح بحدوثه». ووصف الوزير بدر عبد العاطي التهجير بأنه «تذكرة باتجاه واحد» تخرج بالفلسطينيين من غزة.
أضاف أن القاهرة تعمل عبر قنوات مختلفة، هدفها واحد: تخفيف العبء والمعاناة عن الفلسطينيين.
تزامن ذلك مع تحرك بعض العائلات نحو الغرب من مدينة غزة، بينما استكشفت عائلات أخرى خيار الانتقال إلى الجنوب.
خطة إسرائيل بانتزاع السيطرة على مدينة غزة أثارت قلقًا داخليًا وخارجيًا؛ فقد خرج عشرات الآلاف من الإسرائيليين في بعض أكبر الاحتجاجات منذ اندلاع الحرب، مطالبين بإبرام صفقة توقف القتال وتحرر الرهائن الخمسين المتبقين لدى الفصائل الفلسطينية في غزة.
وقد دفعت الخطة المزمعة وسطاءَ وقف إطلاق نار من مصر وقطر لتعزيز جهودهم في ما وصف مصدر مطلع على المحادثات مع حماس في القاهرة بأنه «محاولة أخيرة».
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وصف مدينة غزة بأنها الحصن الأخير لحماس. ومع ذلك، ومع سيطرة إسرائيل بالفعل على نحو 75% من غزة، حذرت القوات العسكرية من أن توسيع الهجوم قد يعرض الرهائن الأحياء للخطر ويجر القوات إلى حرب عصابات مطوّلة ودامية.
في مدينة غزة، دعا كثيرون إلى احتجاجات للمطالبة بإنهاء حرب دمّرت جزءًا كبيرًا من القطاع وتسببت بكارثة إنسانية، كما طالبوا حماس بتكثيف المفاوضات لدرء هجوم بري إسرائيلي.
اقتحام مدرّع للمدينة قد يؤدي إلى نزوح مئات الآلاف، كثيرون منهم تعرّضوا للتهجير مرارًا خلال الحرب.
قال تامر بوراي، تاجر من مدينة غزة: «أهل مدينة غزة كمن صدر له حكم بالإعدام وينتظر التنفيذ». وأضاف: «أنقل والديّ وعائلاتي إلى الجنوب اليوم أو غدًا. لا أحتمل خسارتهم لو حدث اقتحام مفاجئ»، حسبما روى لوكالة رويترز عبر تطبيق مراسلة.
من المقرر أن تُنظّم نقابات مختلفة احتجاجًا يوم الخميس في المدينة، وتعهّدت مجموعات على منصات التواصل بالمشاركة، وهو ما يزيد الضغوط على حماس.
الجولة الأخيرة من المحادثات غير المباشرة لوقف إطلاق النار انتهت في أواخر يوليو إلى طريق مسدود، مع توجيه كل طرف للآخر الاتهامات بالمسؤولية عن انهيارها.
قالت مصادر قريبة من محادثات القاهرة إن وسطاء مصريين وقطريين التقوا بقيادات حماس والجهاد الإسلامي وفصائل أخرى، دون إحراز تقدم يُذكر. واستؤنفت المفاوضات يوم الاثنين. بعض هذه المفاوضاتت أبلغت الوسطاء بأن حماس مستعدة لاستئناف المناقشات حول وقف لإطلاق النار مقترح أميركي لمدة ستين يومًا وإطلاق نصف الرهائن، وفق مسؤول طلب عدم ذكر اسمه، لكنها تطالب أيضًا باتفاق أوسع ينهي الحرب.
تصر إسرائيل على أنها ستوافق على وقف الأعمال العدائية إذا أُفرج عن جميع الرهائن وسلمت حماس أسلحتها — مطلب ترفضه الحركة علنًا إلى أن يتحقق قيام دولة فلسطينية.
لا تزال توجد ثغرات بشأن مدى الانسحاب الإسرائيلي من غزة وكيفية إيصال المساعدات الإنسانية داخل القطاع، حيث يعاني كثيرون من سوء تغذية وتحذر من مجاعة محتملة.
قال الجيش الإسرائيلي السبت إنه يستعد لتجهيز الغزاويين بخيام ومعدات ملاجئ أخرى تمهيدًا لنقلهم من مناطق القتال إلى جنوب القطاع، لكنه امتنع عن الإفصاح عن كميات المعدات أو المدة المتوقعة لإدخالها.
أوضح الاقتصادي الفلسطيني محمد أبو جَيّاب أن حاجةٍ تقارب مئة ألف خيمة جديدة ستكون لازمة لإيواء من يتجهون إلى المناطق الوسطى والجنوبية من القطاع إذا ما بدأت إسرائيل هجومها أو أمر الجيش بإخلاء كامل سكان مدينة غزة. وأضاف أن الخيام الحالية بالية ولا تقي من مياه الأمطار، وأنه لا توجد خيام جديدة داخل غزة بسبب قيود (إسرائيلية) على المعابر.
أشار إلى أن بعض العائلات من مدينة غزة بدأت باستئجار مساكن وملاجئ في الجنوب ونقَلت متعلقاتها.
«تفادى البعض المفاجآت بعدما تعلّم من تجارب سابقة، وبعضهم اعتقد أنه من الأفضل الانتقال مبكرًا لإيجاد مكان»، قال أبو جَيّاب.
أفادت oficina الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الأسبوع الماضي أن نحو 1.35 مليون شخص بحاجة بالفعل إلى مواد طوارئ للمأوى في غزة.