نيجيريا تعلن نشر قوات في بنين لإزاحة متآمري الانقلاب

أكد الرئيس النيجيري بولا تينوبو نشر طائرات مقاتلة وقوات برية إلى دولة بنين المجاورة للمساعدة في إفشال محاولة انقلاب نفذها مجموعة من عناصر الجيش البنيني.

في بيان صدر يوم الأحد، أوضح مكتب تينوبو أن الجيش النيجيري تدخل في بنين استجابة لطلبين رسميين من حكومة الرئيس باتريس تالون، كان من بينهما طلب “دعم جوي نيجيري فوري”.

أمر تينوبو أولاً بدخول طائرات مقاتلة نيجيرية إلى الأجواء البنينية “للسيطرة على المجال الجوي والمساعدة في إخلاء مسرح عمليات الانقلاب من محطة التلفزيون الوطنية ومعسكر عسكري حيث تكتّل المتمرّدون”، بحسب نص البيان.

لاحقاً أرسلت القوات النيجيرية وحدات برية بعد أن طالبت حكومة بنين بدعمها في “حماية المؤسسات الدستورية واحتواء الجماعات المسلحة”، بحسب البيان ذاته. وأشاد تينوبو بقواته قائلاً إنها ساهمت في “استقرار دولة مجاورة”.

جاء بيان نيجيريا بعد لحظات من ظهور الرئيس تالون على التلفزيون الوطني، معلناً أن قواته الأمنية نجحت في إحباط محاولة الإطاحة بحكومته.

تالون يتوعّد بالمحاسبة

قال تالون إن القوات الموالية له “ثبتت مواقعها، واستعادت مواقعنا، وطهّرت آخر جيوب المقاومة التي احتلها المتمرّدون”. وأضاف: “هذا الالتزام وهذه التعبئة مكنتنا من هزيمة هؤلاء المغامرين ومن تفادي الأسوأ لبلدنا. لن يمر هذا الخيانة دون عقاب.”

أعرب رئيس بنين عن تضامنه مع ضحايا محاولة الانقلاب ومع عدد من الأشخاص الذين كان قد احتجزهم المتمرّدون الهاربون، من دون الدخول في تفاصيل إضافية.

تفاقم التهديدات الإقليمية

جاءت هذه الاضطرابات كأحدث تهديد للحكم الديمقراطي في منطقة تشهد في السنوات الأخيرة انقلابات عسكرية في دول مجاورة مثل النيجر وبوركينا فاسو ومالي وغينيا، ومؤخراً غينيا بيساو. لكن مثل هذا التطور بدا مفاجئاً في بنين، التي لم تشهد انقلاباً ناجحاً منذ عام 1972.

يقرأ  اليابان والصين تتبادلان الاتهامات في الأمم المتحدة على خلفية تصريحات تاكايتشي بشأن تايوان

في إعلان حكومي، قال المتحدث باسم الحكومة ولفريد لياندري هونغبيدجي إن 14 شخصاً تم اعتقالهم حتى ظهر الأحد على خلفية محاولة الانقلاب، من دون تفاصيل إضافية.

وقال مصدر أمني لوكالة الأنباء الفرنسية إن جميع المحتجزين هم من العسكريين في الخدمة الفعلية ما عدا واحد كان عسكرياً سابقاً. ولم يتضح ما إذا كان العقيد باسكال تيغري، الذي يُشير إليه كقائد المحاولة، قد تم توقيفه.

وتصريحات متضاربة

قال وزير الخارجية أولوشيغون أجادجي باكاري لوكالة رويترز إن الجنود تمكنوا من السيطرة لفترة وجيزة على شبكة التلفزيون الرسمي فقط. وبينما سُمع إطلاق نار في بعض أحياء كوتونو، المركز التجاري للبلاد، شهدت المدينة هدوءاً نسبياً منذ بداية فترة ما بعد الظهر، بحسب سكان محليين.

المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي أدانا محاولة الانقلاب. وأعلن الإيكواس في بيان لاحق يوم الأحد أنه أمر بنشر عناصر من قوة الاحتياط الإقليمية فوراً إلى بنين، تشمل قوات من نيجيريا وسيراليون وساحل العاج وغانا، لدعم الحكومة والجيش البنيني في “حفظ النظام الدستوري وسلامة التراب الوطني لجمهورية بنين”.

سياق انتخابي ودستوري متوتّر

جاءت المحاولة غداة استعداد بنين لانتخابات رئاسية مقررة في أبريل، والتي يتوقع أن تمثل نهاية ولاية تالون. وفي الشهر الماضي اعتمدت بنين دستوراً جديداً أنشأ مجلس شيوخاً ومدّد الولاية الرئاسية من خمس إلى سبع سنوات، وهو ما وصفه منتقدون بأنه مناورة للتمكين السياسي من قبل الائتلاف الحاكم الذي رشّح وزير الاقتصاد والمالية روموالد واداغني كمرشح له.

في سياق ذي صلة، رفضت محكمة ترشيح مرشح حزب المعارضة الديمقراطي، الذي أسسه سلف تالون توماس بوني ياي، بسبب ما اعتُبر عدم كفاية الدعم البرلماني لمقترحه.

تحليل الخبراء

قال إبراهيم يحيى إبراهيم، نائب مدير مشروع الساحل في مجموعة الأزمات الدولية، لقناة الجزيرة إن محاولات الانقلاب في بنين ودول أفريقية أخرى غذّتها جزئياً حكومات رفضت الالتزام بمسؤولياتها الديمقراطية. وأضاف أن الأيام والأسابيع الماضية جعلت العديد من المراقبين في حالة ترقب لدول تواجه أزمات أمنية أو مقبلة على انتخابات، حيث لا تتوافر وضوح حول ما إذا كان الحكام سيحترمون قواعد اللعبة الديمقراطية.

يقرأ  فحص يثبت تعاطي الطيار النيجيري للكحول بعد انحراف طائرته عن المدرج

“هذا جزء مهم من القصة في بنين. فالرئيس تالون قبِل التنحي في سياق يطلب فيه كثير من القادة تمديد ولاياتهم. رأينا ذلك في ساحل العاج والكاميرون وغيرها. والجانب الأقل إيجابية أن ترشيح زعيم المعارضة بُطل في بنين”، كما قال يحيى.

ملاحظة أخيرة: المشهد لا يزال متقلباً، والتطورات على الأرض قد تتغير بسرعة مع استمرار تحرّك الفاعلين الإقليميين والدوليين لدعم استقرار بنين. انّ المتابعة الدقيقة للأحداث ضرورية لمعرفة مسار الأزمة ونتائج التحقيقات ومصير المحتجزين.

أضف تعليق