أب في حيرة: هل أخطأت عندما رتّبت رحلة دولية من دون أطفاله؟
نشر صاحب القصة (OP) استفتاءً في منتدى “هل أنا المعتوه؟” على ريديت بعد أن غضب أطفاله—الآن بعمر 14 و16 سنة—لمّا اكتشفوا أنه يخطط للسفر خارج البلاد دونهم. يوضح الأب أنه كان يتقاسم حضانة أطفاله بالتساوي 50/50 مع طليقته حتى قبل أشهر قليلة.
قبل أربع سنوات تزوّجت أم الأولاد من جديد، واقترح زوجها إعادة النظر في ترتيب الحضانة. يقول الأب إنه أنفق 165,000 دولار—وصفها بأنها “تقريباً مدخرات حياتي”—خلال سنوات من التقاضي على الحضانة. خلال الإجراءات أخبر الابن الأكبر معالجاً معيناً من المحكمة أنه يريد أن يعيش مع والدته ويرى والده فقط في عطلات نهاية الأسبوع. أما الابن الأصغر فكان في البداية يميل إلى الاستمرار في تقسيم الوقت بين المنزلين، ثم غيّر رأيه لاحقاً طالباً “70/30 مع الأم” وأن تنتهي “قضايا المحكمة.”
حسم القاضي الموضوع أخيراً وأخذ تفضيلات الأطفال بعين الاعتبار نظراً لصغر سنّهم نسبياً، وقرّر عدم فصل الأخوين عن بعضهما.
حالياً يقول الأب إنه كان يخطط لرحلة إلى إسبانيا وفرنسا مع زوجته الجديدة وبعض الأصدقاء وأفراد العائلة؛ تمّ اختيار التواريخ وشراء التذاكر، واكتشف الأطفال الأمر وسألوا: «نريد الذهاب—لماذا لا نذهب؟» أجابهم الأب بأن الرحلة كانت مخططة ومدّخرة لعائلة زوجته وله، وبأنها ليست مخصصة للكبار حصراً لأن ابن عمهما البالغ 15 سيشارك أيضاً. لكنه أوضح لهم أيضاً: «أنتم الآن شباب بالغون إلى حدّ ما. اخترتم أن تقضوا غالبية وقتكم مع والدتكم، وحصلتم على ما أردتم. لكن للخيارات عواقب. وإحدى تلك العواقب أنكم لا تشاركونني في أمور مثل هذه.»
الأطفال انزعجوا بشدّة؛ قال الأصغر إن السبب أن الأب غاضب لأنهم يقضون وقتاً أفضل عند الأم. رغم شعوره الداخلي بأنه على حق، تساءل الأب إن كان مخطئاً.
ردّ متابعو المنشور بأنهم يرونه مخطئاً لامتناعه عن اصطحاب أطفاله. وصف البعض موقفه بأنه عقاب لهم على معركة الحضانة التي خاضها هو وطليقته طواعية، معبّرين أن رده أشبه بـ«قطع الأنف عن الوجه بدافع الانتقام». لفت التعليق إلى أن الأب أنفق مدخراته طالباً وقت أبوة أكثر، والآن يتاح له تحقيق ذلك عبر رحلة قد تكون ذكرى لا تُنسى مع أبنائه، لكنه يرفض عن قصد—فـلماذا؟ هل ليُظهر لهم غضبه؟
أضاف آخرون أن معالجته للمسألة كانت شخصية للغاية: كان بإمكانه أن يبرّر عدم القدرة على اصطحابهم بوجود أمر قضائي يُلزمه، بدل أن يحوّلها إلى مسألة اختيارهم. كتابة التعاليق هذه وصفته بأنه «متعجرف وصغير النفس»، لأن الأطفال لم يخترعوا انهيار علاقة الوالدين، ولم يكن ينبغي لومهم على موقفهما.
ردّ الأب لاحقاً معترفاً بأنه قرأ تعليقاً اعتبره مناسباً وأنه تعلّم من الطريقة التي عالج بها المسألة، وأنه تعامل بشكل غير صحيح.
القصة تترك أسئلة أخلاقية واضحة: هل تكون حرية الأب في تنظيم حياته وماله مبرراً لاستبعاد أبنائه، أم أن دوره كولي أمر وأب يتطلب مجهوداً واعياً لتجاوز الخصومات الشخصية لصالح رفاهية الأطفال وذكرياتهم؟ الان القرار يبقى مع الأب، لكن ردود الناس تعكس قناعة واسعة بأن أسلوب المعاملة وعدائية النبرة لم تكن في محلهما.دونهمم