نيويورك، الولايات المتحدة — وراء الستائر المخملية السميكة وأعمدة الرخام في المحكمة العلية للولايات المتحدة، ظهر اتجاه متزايد يتسلّل بهدوء.
تتزايد القرارات التي تُتَّخذ من دون إحاطات كاملة أو مرافعات شفوية. ضيق الوقت يؤدي غالبًا إلى أحكام تُصدر في أوامر موجزة وغير موقعة لا توضّح عمليًا كيف توصل القضاة التسعة إلى قرارهم.
هذه الأوامر ناتجة عن ما يُعرف بـ«الجدول الظلي»، وأعدادها في تصاعد مستمر.
منذ تولّيه ولاية ثانية، يتجه الرئيس دونالد ترامب إلى تقديم عدد قياسي من طلبات الطارئه إلى المحكمة، مطالبًا بردود سريعة على قضايا ذات رهانات عالية تمتد من الهجرة إلى تسريحات جماعية للعمال.
ويرى الخبراء أن هذا «الجدول الظلي» لعرائض الطوارئ يرمز إلى تحول في طريقة عمل المحكمة.
وأوضح آرون سايجر، أستاذ بكلية الحقوق في جامعة فوردام، أن إدارة ترامب اعتمدت بشكل مكثف وغير مسبوق على الإغاثة الطارئة من المحكمة، على خلاف أي إدارة أخرى في التاريخ الحديث.
وقال سايجر: «كانت الحكومة نادرًا ما تطلب ذلك، وكانت المحكمة نادرًا ما تمنحه. الآن الحكومة تطلبه روتينيًا، والمحكمة تمنحه روتينيًا».
وأضاف: «هذا لا يدلّ على تغيير في قواعد النظام الأساسية، لكنه تغيير واضح في سلوك النظام».
حتى أغسطس، في الأشهر السبعة الأولى من ولايته الثانية، أرسلت إدارة ترامب ما لا يقل عن 22 طلبًا طارئًا إلى المحكمة العليا.
وهذا يفوق الـ19 التي قُدمت خلال الولاية الكاملة لأربع سنوات لسلفه، الرئيس جو بايدن.
في المقابل، قدم كل من باراك أوباما وجورج و. بوش — كلاهما رئيسان في ولايتين — ثماني عرائض طارئة فقط لكلٍ منهما.
الارتفاع في الطلبات تحت إدارة ترامب يعكس نهجًا مختلفًا تجاه المحكمة، كما قال سايجر: «اختفى تردد الحكومة في طلب مثل هذه الإغاثة».
ويبدو أن المحكمة تستجيب للعديد من تلك الطلبات؛ ففي ولايته الأولى قدمت إدارته 41 عريضة طارئة ونالت إعفاءً كاملًا أو جزئيًا في 28 قضية. وفي هذه الفترة منحت المحكمة 16 من طلباته، إما كاملة أو جزئيًا.