هل يجب أن يُعامل الانضمام إلى وسائل التواصل الاجتماعي كما لو أنّه الحصول على رخصة قيادة؟

لتوضيح وجهة نظرها، تستشهد توينج بمثال قيادة السيارة: بعض الأولاد قد يشعرون بأنهم مستعدون في الثانية عشرة، وآخرون في وقت لاحق بكثير، لكن المجتمع يلتزم بعمر قانوني لقيادة السيارة. وتقول إن التكنولوجيا يجب أن تُنظَّم بنفس المنطق. تعتبر أن سنّ السادس عشر مناسب لأن معظم المراهقين حينها يُمنحون ثقة بمسؤوليات أخرى مثل القيادة والتنقل بمفردهم، كما تُشير الأبحاث إلى أن المراهقين الأكبر سنًا يملكون مهارات ضبط ذات أقوى تساعدهم على التعامل مع مشتتات وضغوط الهواتف الذكية بصورة أكثر أمانًا.

توصي توينج أيضًا بالانتظار حتى السادسة عشر أو بعدها قبل السماح للأطفال باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وهو اقتراح يتجاوز السن القانوني الدنيا الحالي البالغ ثلاثة عشر عامًا.

«السادس عشر حل وسط جيد»، تقول توينج؛ «الفكرة أن بحلول ذلك العمر يكون الأطفال قد تجاوزوا سنوات المدرسة الإعدادية المضطربة، حيث تكون ضغوط الأقران أشد. يكونون أكثر ثقة بهوياتهم وعلاقاتهم، وأكثر نضجًا ومسؤولية عمومًا».

توضح كاثي دو، باحثة مساعدة في معهد كاليفورنيا للقانون والعلوم العصبية والتعليم، أن المراهقين حساسون بشكل خاص لصفات الإدمان في وسائل التواصل لأن هذه الفترة هي ذروة الانتباه للمكانة الاجتماعية. العلاقات مع الأقران تكتسب أهمية أكبر في المراهقة مقارنة بالطفولة أو البلوغ، وأنظمة الدافعية والمكافأة في الدماغ تكون في حالة نشاط أعلى؛ لذا يظهر دماغ المراهق استجابة قوية للمكافآت الاجتماعية — من إشادة واهتمام والاندماج — وكذلك لتهديدات اجتماعية مثل الرفض أو الإقصاء.

لقد تغير المشهد الرقمي جذريًا منذ عام 2017؛ حينها كان بإمكان الأهل منح الطفل هاتفًا بسيطًا للمكالمات والرسائل. اليوم، مع هيمنة الهواتف الذكية، يبدو الهاتف البسيط غير عملي أو معزول اجتماعيًا. كحل وسط، تشير توينج إلى «الهواتف الخفيفة» التي تتيح المكالمات والرسائل لكنها تحجب الوصول لوسائل التواصل والمتصفحات والتطبيقات الضارة الممكنة، وبعضها يأتي مع قيود مُسبقة مثل حظر تطبيقات المواعدة أو روبوتات دردشة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لطمأنة الأهل.

يقرأ  أمطار غزيرة تتسبب في انهيار منجم ذهب في فنزويلا… ١٤ قتيلاً

مناطق خالية من التقنية والحرية الواقعية

تُظهر المدارس بالفعل نتائج إيجابية من حظر الهواتف، بما في ذلك جرأة أكبر لدى الطلاب على المخاطرة أكاديميًا لأنهم لم يعودوا قلقين من تسجيل لحظة محرجة وتحويلها إلى سجل رقمي دائم.

في المنازل، تشجع توينج الأسر على وضع «مناطق خالية من الهواتف» — أوقاتًا وأماكن يُقيد فيها استعمال الأجهزة أو تُحظر بالكامل. أهم هذه المناطق عندها غرفة النوم ليلاً. «أقول في الكتاب: إن كنت ستلتزم بقاعدة واحدة، فلتكن هذه»، لأن الحفاظ على النوم ضروري للصحة البدنية والعقلية. تربط الأبحاث بين الاستخدام المتأخر للشاشات واضطرابات النوم، وهو ما يؤثر بدوره على المزاج والتعلم والرفاهية العامة — والقاعدة هذه مهمة جدًا الان.

قد تشمل المناطق الأخرى بلا هواتف مآدب العائلة أو الإجازات العائلية. ولدى الأطفال ميل للامتثال أكثر عندما يكون الآباء قدوة على سلوك مماثل. تشرح توينج: «قليل من النفاق الرقمي مقبول، لكن يجب أن تكون نموذجًا يحتذى به»، فلو كنت تقول لا للهواتف على مائدة العشاء فعليك أن تلتزم بذلك قدر الإمكان. قد تكون الإجازات أصعب لأن الأطفال يرغبون في البقاء على تواصل مع أصدقائهم؛ وفي مثل هذه الحالات تقترح توينج تخصيص نافذة زمنية قصيرة ومتوقعة للاستخدام، مثل ما بعد العشاء.

عندما تُوضع الهواتف جانبًا، يتيح ذلك للأهل خلق مساحة لما تسميه توينج «الحرية الواقعية»: تشجيع الأطفال على بناء الاستقلال ومهارات الحياة والروابط الاجتماعية خارج الشبكة. أمثلة بسيطة: المشي إلى المدرسة، ركوب الدراجة إلى منزل صديق، أداء مهام Errands أو المساعدة في الأعمال المنزلية مثل الغسيل أو الطهي. «ولها فائدة للأهل أيضًا»، تضيف توينج، «لأنك حينها لن تضطر إلى الطهي تلك الليلة.»

هل فات الأوان؟

يقرأ  غارات إسرائيل على غزة تقتل ١٢٣ خلال ٢٤ ساعة.. ثلاثة أطفال يموتون جوعًا — أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

من الناحية المثالية، ستقع المزيد من المسؤولية على عاتق الشركات المصممة للتطبيقات التي تبقي المستخدمين مدمنين من خلال تنظيمات أقوى. وفي غياب هذه الضوابط، يقع كثير من العبء على عاتق الأهل.

تُشير توينج إلى أحد أكبر تحديات الأبوة الحديثة: الرغبة في أن تكون محبًا وفي الوقت نفسه حازمًا. «تحصل أفضل النتائج عندما تفعل كلا الأمرين»، وتضيف أن شرح الأهل لأسباب قواعدهم يساعد، رغم أنه لن يوقف دائمًا تساؤلات الأطفال عن هذه القواعد.

العديد من الأطفال يدركون بالفعل متى تكون علاقتهم أو علاقة أصدقائهم بالتكنولوجيا غير صحية. «سواء في لقاءات فردية أو خلال محاضراتي في المدارس الإعدادية والثانوية، هذه هي الفكرة العامة: هم يعرفون أن هناك مشكلة، لكنهم لا يعرفون دائمًا ما الذي يفعلونه بشأنها، جزئيًا لأنهم يشعرون أن جميع أصدقائهم يفعلون ذلك». يمكن للآباء أن يساعدوا بمنح الأطفال عبارات جاهزة للاستخدام أمام الأقران، مثل: «قد لا أرد فورًا لأنني في عشاء عائلي» أو «أضع هاتفي خارج غرفة النوم عندما أذهب للنوم».

وللأهل الذين قدموا هواتف ذكية أو تطبيقات لأطفالهم قبل سن 16، تؤكد توينج أن الأمر ليس مستحيلاً للتراجع. «إنها أسطورة أن لا رجعة ممكنة. يمكنك بالتأكيد تغيير الأمر.» تعتمد الطريقة على عمر الطفل: لطفل في الحادية عشرة مع هاتف ذكي بلا قيود، تنصح بتقليص الوصول واستبداله بهاتف بسيط أو حتى بدون هاتف؛ ولصبي في الخامسة عشرة قد يسمح الأهل ببقاء الجهاز لكن مع إضافة ضوابط جديدة.

ضع رقابة أبوية على الجهاز حتى لا يستطيع تنزيل التطبيقات بمفرده، ثم أجرِ نقاشًا حول سبب رغبته في تطبيق معين — تلك المحادثة نفسها جزء من تعلم المسؤولية والنضج. لم تُدرِج أي نصّ لترجمته أو إعادة صياغته. من فضلك ألصق النصّ المراد ترجمته وسأقوم بإعادة صياغته وترجمته إلى العربية فور استلامه.

يقرأ  دانييل ليفي يتنحى عن رئاسة توتنهام بعد ربع قرن أثار جدلاً واسعاً

أضف تعليق