وسائل التعلم المفضلة هل تفضل التعلم مع روبوت أم مع إنسان؟

التعلّم المفضّل في بيئة العمل الحديثة

في مكان العمل المعاصر تبدّل أساليب التعلم إلى أشكال متعددة، لا سيما عبر مزيج من الدورات الرقمية، ولوحات المعلومات، ودردشات الذكاء الاصطناعي العامة، والتفاعل بين الزملاء. كثير من المديرين يعتمدون نهج متابعة مُفصَّلة لإدارة التعلم المؤسسي، وعند السؤال عن أسلوب التعلم المفضّل، يتباين رأي الموظفين بين إبداء تفضيلهم للمساعدات الافتراضية والدردشات الآلية من ناحية، والاعتراف بأن أعمق الخبرات التعليمية تأتي عادة من شخص آخر—زميل، مدير أو مرشد—من ناحية أخرى.

الاندماج بين التعلم البشري ودقة الذكاء الاصطناعي

اندماج أنظمة التعلم البشرية مع تقنيات الذكاء الاصطناعي هو تطور طبيعي استجابةً للتطلعات المتغيرة لإعادة التأهيل والتكيُّف مع تغيُّرات العمل. البنية الجديدة للقوى العاملة تتطلب أن تتاح للموظف القدرة على تشكيل تجربة تعليمية شخصية سهلة المنال عبر طلب المعلومات عند الحاجة. العنصر الانساني يوفر الخبرة، والذكاء العاطفي، والفهم السياقي؛ بينما يتيح الذكاء الاصطناعي نشر نظم التعلم على نطاق واسع بدقة أكبر وتقديم توصيات مبنية على الأدلة أو مُخصّصة لكل فرد.

سرعة الوصول إلى المعلومات أحدثت تحوّلاً جوهرياً في طريقة تعلّم الموظفين: التغذية الراجعة الفورية من المدرب الافتراضي تفوق انتظار الحصص التقليدية أو ردود المدير بعد انتهاء مشروع مشترك. هذا يزيل حواجز الوصول إلى معلومات حديثة وذات صلة، مما يمكّن الموظف من التعلّم أثناء أداء عمله. كما تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي في تتبّع الأداء، واكتشاف الفجوات المعرفية، واقتراح مواد تعليمية مكيَّفة وفق نتائج الأداء.

مع ذلك، تبقى مهمة الموجه البشري حاسمة في مساعدة المتعلّم على توظيف ما اكتسبه وتفسيره وتطبيقه عملياً. الجمع بين المرشد البشري والذكاء الاصطناعي يسرّع الاحتفاظ بالمعلومات ويعمّق اكتساب المهارات اللازمة للأداء، وبالتالي يجب على أصحاب العمل التكيّف للحفاظ على القدرة التنافسية في طرق تقديم التدريب. كما أن تطووراتها المتسارعة تفرض إعادة تفكير مستمرة في تصميم أنظمة التعلم.

يقرأ  نجاح جنوب أفريقيا في قمة العشرين: تغيير حقيقي أم انتصار شكلي؟الأعمال والاقتصاد

لماذا نفضّل التعلم من البشر؟

رغم هيمنة التكنولوجيا، تبقى الرغبة في التعلم من البشر قوية. الطرق التقليدية—الملاحظة، والمحاكاة، وسرد الخبرات—تظل فعّالة في بيئة العمل، مثل:

– موظف يعرض على زملائه ابتكاراً عملياً لا تجده في الكتب أو الموارد الإلكترونية.
– مدير يجهّز موظفاً لمحادثة صعبة مع عميل عبر الهاتف من خلال إرشاد وتدريب شخصي.
– زميل يقدّم ملخّصاً عملياً مدته دقيقتان يسرّع فهم عملية تستغرق وقتاً طويلاً عبر أي أداة تدريبية.

روبوتات الذكاء الاصطناعي ليست منصات سؤال وجواب فحسب؛ لقد تطورت لتصبح مدرِّبين افتراضيين لأنواع متعددة من الخدمات.

كيف تعزّز روبوتات الذكاء الاصطناعي التعلم في مكان العمل

– إجابات فورية: توفر استجابة آنية لأسئلتك من البسيطة إلى المعقدة.
– مايكروتعلم عند الطلب: تتيح مئات الدروس المصغّرة متى ما احتجت إليها.
– توافر مستمر 24/7: المدرب الافتراضي متاح دون قيود زمنية.
– توصيات شخصية: تقترح مسارات تعلم بناءً على الدور الوظيفي والمهارات والأهداف المهنية.
– دعم قابل للتوسيع وبنفس مستوى الاتساق: تعالج الروبوتات مشكلات الوصول والسرعة حيث يواجه الموظفون صعوبات.

تشير دراسة من «جارتنر» إلى أن استمرار الموظفين في التعلم يزداد عندما تتوفر لديهم تذكيرات مدفوعة بالذكاء الاصطناعي ودروس مصغّرة تحثّهم على المتابعة.

الخلاصة

مع صعود الروبوتات كأداة تعليمية قد يخطر لك أن تختار بين التدريب بواسطة الآلة أو الإنسان، لكن الحقيقة أن الأفضل هو الاستفادة من كليهما. الروبوتات سريعة وتمنح وصولاً فورياً للمعلومات، بينما البشر يضفون عمق الفهم والسياق والمعنى. عندما يتعاون الاثنان ينشأ برنامج تدريب مؤسسي متكامل وفعّال يوفّر السرعة والدقة والقدرة على الاستفادة الحقيقية من المعارف والمهارات.

أضف تعليق