يلجأ السكان إلى أسطح المنازل بينما تعوم السيارات في شوارع غمرتها المياه في جزيرة سيبو
نُشر في 4 نوفمبر 2025
تماسّ الأمطار والغمر دفع قاطني المناطق المتضررة إلى الاحتماء على أسطح المنازل، فيما انجرفت سيارات وأغرقت شوارع إثر اجتياح الإعصار “كالمايغي” لوسط الفلبين، وفق ما أفادت به وكالة إدارة الكوارث الوطنية وتقارير إعلامية — وأسفر الاضطراب عن سقوط ما لا يقل عن قتيلان.
مئات الآلاف نزحوا بفعل العاصفة العنيفة عبر إقليم فيساياس وأجزاء من جنوب لوزون وشمال مينداناو، بعد أن وصل الإعصار إلى اليابسة قبل منتصف الليل بقليل.
بحلول منتصف النهار بالتوقيت المحلي (04:00 ت.ع.م) يوم الثلاثاء، كان “كالمايغي” يتحرك غرباً عبر جزر سيبو ونيغروس وباناي سرعتها 150 كم/س مع هبات قد تصل إلى 185 كم/س، مما أدى إلى اقتلاع الأشجار وانقطاع خطوط الكهرباء.
نشرَت صفحة راديو DZRH على فيسبوك مقطعاً أظهر أحياء في مدينة تاليساي في سيبو وقد غمرتها المياه بالكامل، ولا يبدو من المنازل سوى أسطحها. وانتشرت لقطات مماثلة من أجزاء أخرى من مدينة سيبو تُظهر مركبات وشوارع تحت الماء، وفي بعضها بدا السكان يستنجدون طالبين الإنقاذ.
أغلقت حركة المرور في منطقة تابوييلان بمقاطعة سيبو بعد انهيار أرضي جعل الطريق غير سالك. وفي جزيرة بوهول أُبلغ عن وفاة شخص بعد أن حاصرت شجرة ساقه أرضاً، حسب محطة الراديو DYMA. كما وردت تقارير عن غرق مسن بعد حُجزه داخل منزله في جزيرة لايتي، وفق DZMM.
قال صاحب مقطع فيديو من حي بارانجاي دوملوج في تاليساي: “لا نستطيع عبور الأسطح”، في نداء انتشر على وسائل التواصل.
تتجه الآن حاكمة سيبو بام باريكواترو إلى تاليساي لتقييم الأضرار ميدانياً.
أفادت وكالة الارصاد الفلبينية باغاسا أن تراكب تأثير الإعصار مع خط قصّري جلب أمطاراً غزيرة ورياحاً قوية على منطقة فيساياس والمناطق المجاورة. وأضافت في نشرة صباحية أن التفاعل مع التضاريس قد يضعف “كالمايغي” قليلاً أثناء عبوره الفيساياس، لكنه من المتوقع أن يحافظ على قوته الإعصارية طوال مروره فوق البلاد.
أُلغيت أكثر من 160 رحلة جوية من وإلى المناطق المتأثرة، ونُصح البحارة بالتوجّه فوراً إلى أقرب مرفأ آمن والتزام الموانئ. وحذرت الوكالة من خطر عالٍ لحدوث “موجات عاتية مهدِّدة للحياة ومسبِّبة لأضرار” قد تتجاوز ثلاثة أمتار على المجتمعات الساحلية والمنخفضة في وسط الفلبين، بما في ذلك أجزاء من مينداناو.
أعلنت هيئة الدفاع المدني أن نحو 156,000 شخص تم إجلاؤهم احترازياً. ويأتي “كالمايغي” بينما لا تزال الفلبينن تتعافى من سلسلة كوارث خلال الأشهر الأخيرة، شملت زلازل وأحوال جوية قاسية. في سبتمبر اجتاح الإعصار الفائق “راجاسا” شمال لوزون، ما أوقع ما لا يقل عن عشرة قتلى وأدى إلى تعليق العمل والدراسة جراء رياحٍ هوجاء وأمطار غزيرة.
قالت أخصائية في خدمة الأرصاد الحكومية، تشارماغن فاريا، لوكالة الأنباء AFP إن من المتوقع ظهور “ثلاث إلى خمس” عواصف إضافية على الأقل قبل نهاية ديسمبر. ويحذر العلماء من أن هذه العواصف تتزايد تواتراً وشدة نتيجة التغير المناخي الذي تسببه الأنشطة البشرية.