أغلقت عقود الكاكاو لشهر سبتمبر في بورصة ICE نيويورك (CCU25) يوم الخميس على هبوط قدره 341 نقطة (-3.98%)، بينما أغلقت عقود الكاكاو لشهر سبتمبر في بورصة لندن رقم 7 (CAU25) على هبوط بمقدار 197 نقطة (-3.41%).
استمرت أسعار الكاكاو يوم الخميس في التراجع بعد بلوغها أعلى مستوى لها خلال شهرين يوم الإثنين، وهو ارتفاع جاء على خلفية المخاوف من الجفاف في غرب أفريقيا. تراجعت الأسعار في جلستَي التداول الأخيرتين بعد صدور توقعات بهطول أمطار متفرقة خلال الأيام القادمة في بعض مناطق زراعة الكاكاو في غرب أفريقيا، ما خفّف من حدة المخاوف الأولية.
ألقت المخاوف بشأن الجفاف بظلالها على تحركات الأسعار خلال الأسبوع الماضي، إذ سجلت مناطق زراعة الكاكاو في ساحل العاج وغانا أمطارًا ضئيلة أو شبه منعدمة خلال الأسابيع القليلة الماضية، ما قد يؤثر سلبًا في تطور نباتات الكاكاو. وأفاد المركز الأوروبي للتنبؤات متوسطة المدى أن هطول الأمطار في ساحل العاج وغانا هذا الموسم لا يزال دون متوسط الثلاثين عامًا، ومع ارتفاع درجات الحرارة تزداد المخاطر على نضج قرون الكاكاو استعدادًا لحصاد المحصولّ الرئيسي الذي يبدأ في أكتوبر.
تلقى السوق بعض الدعم من تقلص المخزونات؛ إذ تراجعت مخزونات الكاكاو المراقَبة من قبل ICE في الموانئ الأميركية إلى أدنى مستوى لها خلال شهرين عند 2,234,877 كيسًا يوم الخميس.
كما تدعم الأسعار تباطؤ وتيرة صادرات الكاكاو من ساحل العاج. أظهرت بيانات حكومية يوم الإثنين أن مزارعي ساحل العاج شحنوا إلى الموانئ 1.78 مليون طن متري من الكاكاو هذا الموسم التسويقي من الأول من أكتوبر حتى 10 أغسطس، بزيادة 6.6% عن العام الماضي، لكنها أقل بكثير من الارتفاع الكبير بنسبة 35% المسجل في ديسمبر.
المخاوف المتعلقة بجودة محصول الكاكاو المتوسط في ساحل العاج، الجاري حصاده حتى سبتمبر، تؤدي أيضًا إلى دعم الأسعار. يشتكي معالجو الكاكاو من تدهور جودة المحصول ورفضوا شحنات شاحنة من حبوب الكاكاو. وذكر المعالجون أن نحو 5% إلى 6% من حبوب المحصول المتوسط في كل شحنة تُعد رديئة الجودة، مقابل نحو 1% أثناء المحصول الرئيسي. ووفقًا لبنك رابوبنك، يُعزى جزء من تدهور جودة محصول ساحل العاج المتوسط إلى هطول أمطار متأخرة حدّت من نمو المحصول. المحصول المتوسط هو الأصغر بين حصادي الكاكاو السنويين، ويبدأ عادة في أبريل؛ والتقدير المتوسط لهذا الموسم في ساحل العاج يبلغ نحو 400,000 طن متري، بانخفاض 9% عن 440,000 طن متري العام الماضي.
تكملة القصة:
عامل داعم آخر هو انخفاض إنتاج نائجيريا، خامس أكبر منتج عالمي للكاكاو. تتوقع جمعية الكاكاو النيجيرية أن إنتاج نائجيريا لموسم 2025/25 سينخفض بنسبة 11% على أساس سنوي إلى 305,000 طن متري، مقابل توقع مقدر بنحو 344,000 طن متري لموسم 2024/25. وفي أخبار مرتبطة، ارتفعت صادرات الكاكاو النيجيرية في يونيو بنسبة 0.9% على أساس سنوي إلى 14,597 طن متري.
تعدّ تذبذبات الطلب على الشوكولاتة عاملًا سلبيًا للأسعار. خفّضت شركة Lindt & Sprüngli توجيهات هامشها السنوي في يوليو بعد هبوط مبيعات الشوكولاتة في النصف الأول أكثر من المتوقع. كما قامت شركة Barry Callebaut في يوليو بخفض توقعاتها لحجم المبيعات للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر، مستشهدة باستمرار ارتفاع أسعار الكاكاو، وتتوقع تراجعًا في حجم المبيعات السنوي، فيما سجّلت انخفاضًا بنسبة 9.5% في حجم مبيعاتها للفترة مارس–مايو، وهو أكبر تراجع ربع سنوي خلال عقد.
ضعف الطلب العالمي على الكاكاو ظهر بوضوح في بيانات الطحن: أبلغت جمعية الكاكاو الأوروبية في 17 يوليو أن مطاحن الكاكاو الأوروبية خفّضت عمليات الطحن في الربع الثاني بنسبة 7.2% على أساس سنوي إلى 331,762 طن متري، وهو انخفاض أكبر من التوقعات (-5%). وسجّلت جمعية الكاكاو في آسيا انخفاضًا بنحو 16.3% في الطحن الربع سنوي إلى 176,644 طن متري، وهو أدنى مستوى لطحن الربع الثاني خلال ثماني سنوات. أما أمريكا الشمالية فشهدت انخفاضًا أقل بلغت نسبته 2.8% إلى 101,865 طن متري.
زيادة الإنتاج في غانا تُعد عاملًا ضاغطًا على الأسعار. في الأول من يوليو، توقع مجلس الكاكاو الغاني أن ينتج موسم 2025/26 نحو 650,000 طن متري بزيادة 8.3% عن 600,000 طن متري في 2024/25؛ وتُعد غانا ثاني أكبر منتج للكاكاو عالميًا.
في 30 مايو، عدّلت المنظمة الدولية للكاكاو (ICCO) عجز موسم 2023/24 العالمي إلى -494,000 طن متري مقابل تقدير فبراير البالغ -441,000 طن متري، وهو أكبر عجز خلال أكثر من 60 عامًا. وذكرت ICCO أن إنتاج موسم 2023/24 انخفض بنسبة 13.1% سنويًا إلى 4.380 مليون طن متري، وأن نسبة المخزونات إلى عمليات الطحن هبطت إلى أدنى مستوى لها خلال 46 عامًا عند 27.0%. وبالنظر إلى موسم 2024/25، توقعـت ICCO في 28 فبراير فائضًا عالميًا قدره 142,000 طن متري، وهو أول فائض منذ أربع سنوات، كما رجّحت ارتفاع إنتاج 2024/25 بنحو 7.8% على أساس سنوي إلى 4.84 مليون طن متري.
لم يكن لريتش أسبلند —في تاريخ نشر هذا التقرير— مراكز استثمارية، مباشرة أو غير مباشرة، في الأوراق المالية المذكورة هنا. جميع المعلومات والبيانات في هذا النص مقدمة لأغراض إعلامية فقط. نُشر هذا المقال أصلاً على Barchart.com.