إسرائيل والهند توقعان اتفاقية استثمار فيما يُستقبل سموتريتش بحفاوة في نيودلهي

وزير المالية الهندي يدعو إلى تعزيز التعاون في «الأمن السيبراني» و«الدفاع» بين البلدين

نيو دلهي، 8 سبتمبر 2025 — وقّعت إسرائيل والهند اتفاقية استثمار ثنائية تهدف إلى توسيع أطر التجارة المتبادلة خلال زيارة وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بيتسلئيل سموتريتش إلى الهند، في إطار تعميق العلاقات بين البلدين منذ صعود حكومة ناريندرا مودي القومية الهندوسية.

جرت مراسم التوقيع في نيودلهي بحضور سموتريتش ووزيرة شئون الشركات الهندية نيرمالا سيثارامان، وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز تدفقات التجارة والاستثمار بين البلدين. وشدّدت سيثارامان على ضرورة تكثيف التعاون في مجالات «الأمن السيبراني، والدفاع، والابتكار، والتقنيات العالية»، مع التركيز على تيسير روابط مالية رقمية ونظم دفع مترابطة لتعزيز التكامل الاقتصادي والتكنولوجي.

ووصف سموتريتش الاتفاق بأنه «خطوة استراتيجية مهمة لرؤيتنا المشتركة»، علماً بأنه خضع لعقوبات من دول غربية بسبب صلاته بالمستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية. ونشر على منصة إكس أن الاتفاق «يعكس نمونا الاقتصادي وابتكارنا وازدهارنا المتبادل»، وأنه سيفتح آفاقاً جديدة للمستثمرين من الجانبين، ويقوّي الصادرات الإسرائيلية، ويوفر للشركات اليقين والأدوات اللازمة للنمو في واحد من أكبر الأسواق وأسرعها نمواً عالمياً.

وصفت وزارة المالية الهندية الاتفاق بأنه «معلم تاريخي»، مشيرة إلى أنه سيعزز التعاون في ابتكارات التكنولوجيا المالية، وتطوير البنى التحتية، والتنظيم المالي، وربط نظم الدفع الرقمية. وبلغ حجم التجارة الثنائية 3.9 مليار دولار في 2024، بينما تقدر الاستثمارات المتبادلة حالياً بنحو 800 مليون دولار — ومعظم التبادل التجاري يتركز في مجال الدفاع والأمن، حيث تعد نيودلهي أكبر مشترٍ للسلاح من إسرائيل.

وكشفت تحقيقات إعلامية، منها تقرير لــ«الجزيرة»، أن شركات هندية باعت صواريخ وذخائر لإسرائيل خلال حربها على غزة في العام الماضي، ما أثار احتجاجات في الهند وخارجها. وتظاهر مواطنون، بينهم نساء حملن لافتات تندد بتزويد الهند للسلاح لإسرائيل.

يقرأ  وفاة مؤدّي المشاهد الخطرة الهوليوودي الذي أُشعلت فيه النيران أثناء تصوير غلاف لفرقة بينك فلويد عن عمر 88 عاماً

يأتي الاتفاق في وقت تقترب فيه الهند سياسياً واقتصادياً من إسرائيل، بالرغم من تزايد عزلة إسرائيل الدولية بسبب عمليتها العسكرية في غزة. وكانت نيودلهي من أوائل الدول التي أدانت هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي قادته حركة حماس باعتباره «عملاً إرهابياً». وفي الداخل، قمعت السلطات الهندية احتجاجاتٍ مؤيدةً للفلسطينيين، وجرّمت بعض التحركات، بينما سمحت في المقابل بتجمعات مؤيدة لإسرائيل، مما أثار انتقادات من منظمات حقوقية ومجتمعات مدنية.

تبقى الهند ملتزمة رسمياً بحل الدولتين لنزاع إسرائيل–فلسطين، لكنها امتنعت عن التصويت على عدة قرارات أممية تنتقد انتهاكات حقوق الفلسطينيين، بما في ذلك الامتناع في 2024 عن تأييد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الداعي إلى وقف فوري وغير مشروط ودائم للأعمال القتالية في غزة.

كما يشكّل الوجود الهندي في إسرائيل ظاهرة بارزة: الهنديون هم أكبر مجموعة طلابية أجنبية في إسرائيل، وسعت شركات إنشائية إسرائيلية للحصول على تصاريح لتوظيف ما يصل إلى 100,000 عامل هندي لتعويض الفلسطينيين الذين ألغيت تصاريح عملهم بعد اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.

على الصعيد الإقليمي والدولي، امتنعت الهند سابقاً عن إدانة إسرائيل بشأن عملياتها ضد إيران ورفضت المشاركة في إدانة منظمة شنغهاي للتعاون لهجمات إسرائيل على إيران، لكن وبعد فرض الرئيس الأمريكي السابق إجراءات جمركية كبيرة على واردات هندية، وقّعت نيودلهي لاحقاً إعلاناً في إطار المنظمة يدين القصف الأمريكي-الإسرائيلي لإيران — تطورات تعكس توازنات معقدة في سياسات الهند الخارجية.

وفي مؤشر آخر على تغيير في الموقف الهندي الاستراتيجي، سعت نيودلهي في الآونة الأخيرة إلى تصحيح علاقاتها مع الصين، ما يمثل انتكاسة لجهود دامت سنوات من سياسة الولايات المتحدة التي اعتبرت الهند رافعة لمواجهة بكين. وعلى هامش قمة منظمة شنغهاي في تيانجين، قال الرئيس الصيني شي جينبغ للحكومة الهندية إن «الصين والهند يجب أن تكونا شريكين لا خصمين»، في إشارة إلى رغبة متبادلة في تخفيف التوترات الإقليمية.

يقرأ  في ألمانيا: مسؤول متنزّه يدير الحديقة رقميًا من مكتبه

(ملاحظة: التحليل استند إلى بيانات رسمية وتغطيات صحفية.)

أضف تعليق