إعصار «ميليسا» الكارثي — الفئة الخامسة — يضرب سواحل جامايكا أخبار الطقس

إعصار «ميليسا» يضرب جمايكا ويهدد حياة نحو 1.5 مليون إنسان

ضرب إعصار من الفئة الخامسة، أطلق عليه اسم «ميليسا»، اليابسة في جامايكا كما توقّع المحلّون، مع احتمال وقوع فيضانات مفاجئة وانزلاقات أرضية أوسع نطاقًا وأضرار جسيمة، قد تؤثر مباشرةً على نحو 1.5 مليون نسمة.

مركز الأعاصير الوطني الأمريكي شدّد على ضرورة بقاء السكان في «مكانكم الآمن» بينما اجتاحت رياح عاتية وأمطار غزيرة الجهة الغربية من الجزيرة بعد إقتراب عين الإعصار من محافظتي سانت إليزابيث وويستمورلاند. ونشر المركز تحذيراً قاسياً على منصة X: «هذه حالة خطرة جداً وتهدّد الحياة!».

سجل المركز سرعات ريح مستمرة وصلت إلى 295 كم/ساعة (185 ميل/ساعة). وقال المدير مايكل برينان إن موجة عاتية قد ترتفع بين تسعة وثلاثة عشر قدماً (نحو 2.7–4 أمتار)، محذّراً السكان من الخروج أثناء عبور عين العاصفة فوق الجزيرة.

خبيرة أعاصير في المنظمة العالمية للأرصاد، آن‑كلير فونتان، وصفت العاصفة بأنها «ستكون بلا شك عاصفة القرن بالنسبة لجامايكا»، متوقعةً أن تتجاوز كميات الأمطار 70 سنتيمتراً — أي نحو ضعف كمية الأمطار المعتادة في موسم الأمطار.

صرّح مسؤول حكومي محلي، دزموند ماكنزي، لقناة الجزيرة بأن الدولة اتخذت كل الإجراءات الممكنة للحماية، لكنه أقرّ قائلاً: «نحن مستعدون، لكن لا أعلم إن كنا مستعدين تماماً لإعصار من الفئة الخامسة»، مُشيراً إلى أن إعصار بيريل العام الماضي تسبّب بخسائر واسعة وأودى بحياة أربعة أشخاص.

وقالت لييسكا باول، مديرة خدمات الطوارئ في الصليب الأحمر بجمايكا، لقناة الجزيرة: «مع اقتراب الإعصار سنشهد رياحاً أقوى، أمطاراً أكثر، وكذلك أضراراً كبيرة على الساحل الغربي للدولة». وتُنذر الاتحادية الدولية لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر من أن نحو 1.5 مليون شخص في جامايكا قد يتعرّضون لتداعيات الإعصار.

يقرأ  الاحترار العالمي يضع ألمانيا في مرمى الطقس المتطرّف

أفادت مراسلة محطة NationWide Radio 90FM في كينغستون روبين ويليامز لقناة الجزيرة بأن هبات الرياح اقتلعت أشجاراً وأسقطت أعمدة كهرباء، مما أدى إلى انقطاع التيار عن مساحات واسعة، وأن فرق الطوارئ تعمل على فتح الطرق وإزالة العوائق.

يوجد على الجزيرة حالياً نحو 25 ألف سائح. وصرّح مكتب رئيس الوزراء أندرو هولنيس أن دور الضيافة تعرضت لتقديم «أسعار طوارئ» ومساحات إيواء للمحاصرين. وأضاف هولنيس أن جامايكا تلقّت مكالمات دعم ومعلوماَن من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وفرنسا ودول كاريبية أخرى.

جنس لاركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، قال إن الأولوية القصوى «إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح». وحذّر من أن الفيضانات الواسعة تجلب معها مشاكل متعلقة بالمياه الصحيّة ومخاطر تفشّي الأوبئة إذا انقطع توفر المياه النظيفة.

أصدرت هيئة الصحة الإقليمية جنوب‑شرقي جامايكا تحذيراً بشأن التماسيح على إنستغرام، ناشرة تحذيراً من أن الزواحف الكبيرة قد تتعرّض للتهجير بفعل ارتفاع منسوب المياه في الأنهار والأخاديد والمستنقعات وقد تنتقل إلى المناطق السكنية.

الوجهة التالية: كوبا

تتجه العاصفة العنيفة شرقاً نحو كوبا، حيث سجّل تحليل لوكالة فرانس برس لبيانات الطقس الأمريكية سرعات تقارب 300 كم/ساعة، ما يجعلها الأعنف المسجلة عالمياً هذا العام. ومن المتوقع أن تضعف العاصفة إلى فئة رابعة أثناء مرورها فوق كوبا يوم الأربعاء، مع بدء جهود الإخلاء تحضيراً للوصول، وأظهرت تغريدات وسائل التواصل والتلفزيون الرسمي حافلات تنقل الناس إلى ملاجئ.

أفادت السلطات أنها بدأت بإخلاء أكثر من 600 ألف شخص من المناطق الساحلية، بما فيها مدينة سانتياجو ثاني أكبر مدن الجزيرة. وصرّحت سلطات محافظة هولغين الشرقية بأنها ستُخلّي أكثر من 200 ألف نسمة، فيما تُنقل أعداد مماثلة من بلدة بانيس الشرقية إلى مناطق آمنة. وقال نائب رئيس الوزراء إدواردو مارتينيز من بانيس، حيث بدا متواجداً في ملجأ: «هذا الظاهرة خطيرة للغاية… إنها غير مسبوقة».

يقرأ  أوكرانيا: روسيا تعيد نحو ألف جثة في أحدث عملية تبادل

أُعلن تحذير إعصار لولايات غرانما وسانتياجو دي كوبا وغانتنامو وهولغين، بينما يسري تحذير عاصفة استوائية على لاس توناس. ويتوقّع الخبراء هطول ما يصل إلى 51 سنتيمتراً من الأمطار في أجزاء من كوبا، مع ارتفاع ملاحظ للأمواج على السواحل.

امتدت أمطار ميليسا أيضاً إلى جنوبي هايتي وجمهورية الدومينيكان، ولا تزال تحذيرات العواصف المدارية سارية لهايتي. ومن المتوقع أن تنحرف العاصفة نحو الشمال‑الشرق بعد عبورها كوبا لتصيب جنوب شرق جزر الباهاماس مساء الأربعاء.

تتحرّك العاصفة ببطء مقلق، بسرعة لم تتجاوز 5 كم/ساعة ثم ارتفعت قليلاً إلى نحو 7 كم/ساعة صباح اليوم، وهو أمر يجعلها أخطر، إذ إن الأعاصير العاتية البطيئة الحركة غالباً ما تُسجّل بين أكثر العواصف فتكاً وتدميراً في التاريخ، وفق ما قال جوناثان بورتر، كبير خبراء الأرصاد في أكيوويذر: «هذه حالة مروعة تتكشف ببطء شديد».

أضف تعليق