إنفيديا تنشئ حواسيب فائقة للذكاء الاصطناعي لوزارة الطاقة الأمريكية

نفيديا تبني سبعة حواسب فائقةة لوزارة الطاقة الأميركية

أعلن جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة نفيديا الرائدة في رقاقات الذكاء الاصطناعي، أن الشركة ستنشئ سبعة حواسب فائقة جديدة لصالح وزارة الطاقة الأمريكية. وأوضح هوانغ في كلمةٍ ألقاها خلال المؤتمر السنوي للشركة في واشنطن أن لدى نفيديا حجوزات تبلغ قيمتها 500 مليار دولار لرقاقاتها المخصصة للذكاء الاصطناعي.

وتُعد نفيديا، التي أصبحت أول شركة تتجاوز قيمتها السوقية أربعة تريليونات دولار، المحرك الأساسي لنشر تقنيات الذكاء الاصطناعي عالمياً، مع إبرام صفقات في مناطق متعددة وفي الوقت نفسه التعامل مع توتراتٍ تجارية بين الولايات المتحدة والصين قد تحدد أي تقنيات ستسيطر على الأسواق العالمية.

وسعى المستثمرون لمعرفة وضوح بشأن رقاقات الشركة التي سيسمح بتصديرها إلى السوق الصينية الضخمة. ومع ذلك، أثنى هوانغ في كلمته على سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء الإعلان عن منتجات وصفقات جديدة، من بينها تقنيات شبكية ستُمكّن رقاقات نفيديا من العمل بتكاملٍ مع الحوسبة الكمومية.

أهداف مدنية وعسكرية

أشار هوانغ إلى أن الحواسب الفائقة التي تُطوِّرها نفيديا لوزارة الطاقة ستساهم في الحفاظ على وتطوير الترسانة النووية الأمريكية، كما ستستخدم في أبحاث مصادر الطاقة البديلة مثل الاندماج النووي. وأفاد أن أكبر هذه الحواسب سيتم بناؤه بالتعاون مع اوراكل ويحتوي على مئة ألف رقاقة من طراز بلاكويل (Blackwell).

وقال هوانغ مقتبساً عن أثر سياسات الطاقة: «وضع ثقل الأمة خلف نموٍّ طاقي غيّر مجرى اللعبة تماماً. لو لم يحدث ذلك، لكنا في موقفٍ سيئ، وأود أن أشكر الرئيس ترامب على ذلك.»

وبلغت أسهم نفيديا ارتفاعاً قدره 3.3 في المئة لتصل إلى 197.82 دولاراً مساء الثلاثاء.

صفقات جديدة وشراكات استراتيجية

أعلنت نفيديا عن شراكات جديدة مع شركة نوكيا الفنلندية لمعدات الاتصالات لاستهداف سوق الاتصالات المعتمد على الذكاء الاصطناعي، إذ ستستثمر نفيديا مليار دولار للحصول على حصة تبلغ 2.9 في المئة في نوكيا، كما قدّمت خط منتجات جديداً أطلقت عليه اسم Arc مصمَّماً للعمل مع معدات الاتصالات. وارتفعت أسهم نوكيا بنسبة 20.86 في المئة، وهو مستوى لم يُسجَّل منذ أواخر يناير 2016.

يقرأ  الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة: نحو تعلّم إلكتروني مخصّص

أفاد هوانغ أن نفيديا ستتعاون مع نوكيا لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة في محطات القاعدة استعداداً لتقنيات الجيل السادس (6G): «سنأخذ هذه التكنولوجيا الجديدة وسنستطيع ترقية ملايين محطات القاعدة حول العالم.»

وأعاد هوانغ التأكيد أن لدى نفيديا حجوزات بقيمة 500 مليار دولار لرقاقتي بلاكويل وروبين (Blackwell وRubin) خلال خمسة أرباع مالية مقبلة.

كما أعلنت الشركة عن شراكة مع بالانتير تكنولوجيز Palantir، شركة معروفة بعلاقاتها المتقاربة مع الحكومة الأمريكية، لكن تركيز الشراكة مع نفيديا سيكون على أعمال بالانتير التجارية حيث ستساعد نفيديا في تسريع حل مشكلات اللوجستيات لشركات مثل Lowe’s — مجالٌ تقليدياً كانت تهيمن عليه إنتل.

على صعيد التنقل الذاتي، كشفت نفيديا عن منصة تكنولوجية جديدة للسيارات ذاتية القيادة باسم Hyperion، وأعلن هوانغ عن شراكة مع أوبر لبناء شبكة من سيارات الأجرة الروبوتية: «ستكون هذه منصة حوسبية جديدة لنا، وأتوقع أن تحقق نجاحاً ملحوظاً.»

توسّع خارج مراكز البيانات

يرى محللون أن هذه الإعلانات تكشف قدرة نفيديا على توسيع مجال عملها إلى ما يتجاوز عملاء مراكز البيانات التقليدية. قال جيل لوريا، محلل في DA Davidson: «رغم أن هذه المشاريع تبدو ضئيلة مقارنةً بنفقات رأس المال لدى عمالقة السحابة مثل مايكروسوفت وأمازون وجوجل ومتا، إلا أنها قد تفتح أسواقاً جديدة أمام نفيديا مستقبلاً.»

سعي نحو أعمال الحكومة الأميركية

أقيم مؤتمر نفيديا السنوي GPU Technology Conference (GTC) للمرة الأولى في واشنطن بعكس سابقه، ما يشي بسعي الشركة لكسب عقود مع الحكومة الأمريكية ومقاوليها المنتشرين حول العاصمة. الحكومة الأمريكية تضع الذكاء الاصطناعي وتوسيع قدراتها الحاسوبية في صدارة أولوياتها.

وفي سياق متصل، أعلنت شركة Advanced Micro Devices شراكة بقيمة مليار دولار مع وزارة الطاقة الأمريكية لبناء حاسوبين فائقين يهدفان إلى مواجهة مشكلات علمية كبرى تمتد من الطاقة النووية إلى علاجات السرطان والأمن القومي.

يقرأ  الحرب الروسية–الأوكرانية: قائمة الأحداث الرئيسية — اليوم الـ١٬٣٣٥

إجراءات تصدير وتوترات مع الصين

شددت إدارة الرئيس السابق جو بايدن القيود على مبيعات نفيديا لأكثر رقاقاتها تقدماً إلى الصين، لكن إدارة ترامب أبدت تذبذباً في سياستها خلال ولايته الثانية، حيث فرضت قيوداً في البداية ثم عكست مسارها في يوليو. وجادل هوانغ بأن نفيديا تحتاج إلى الوصول إلى قرابة 50 مليار دولار من المبيعات المحتملة في الصين لتمويل البحث والتطوير داخل الولايات المتحدة والحفاظ على تفوق شركته.

أضف تعليق