إيران تتواصل مع بيلاروس الحليف الرئيسي لروسيا في ظل تفاقم العقوبات العالمية

أفادت وسائل الإعلام الرسمية الايرانية أن طهران و”بيلاتوس” أبدتا الخميس جاهزيتهما لوضع خارطة طريق للتعاون المستقبلي وتسريع تنفيذ المشاريع المشتركة.

في ظل تشديد العقوبات الخارجية، سعت إيران إلى تعزيز علاقاتها مع بيلاروس وتقوية روابطها الاقتصادية والدبلوماسية مع جيرانها كوسيلة لدعم اقتصادها. كما تزايد التعاون بين إيران وروسيا، إذ تواجه موسكو بدورها جولات جديدة من العقوبات الأميركية.

ذكرت تقارير رسمية أن البلدين عبّرا عن الاستعداد لتطوير آليات عمل مشتركة وتعجيل إنجاز المشاريع الثنائية في مجالات عدة، لا سيما الدفاعية والصناعية.

بيلاروس حليف رئيسي لموسكو، وأشار وزير الدفاع الإيراني إلى رغبة طهران في توسيع التعاون الدفاعي والصناعي مع مينسك. ويتزامن ذلك مع زيادة استثمارات كوريا الشمالية المعلنة في قطاع الصواريخ الباليستية.

«اللواء عزيز نصيرزاده والرئيس الزائر للجنة الدولة للصناعة العسكرية في بيلاروس، دميتري بانتوس، أجريا محادثات في طهران الخميس»، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية IRNA عن المسؤولين.

خلال الاجتماع، أعرب وزير الدفاع الإيراني عن ارتياحه للتطور المتنامي في العلاقات بين طهران ومينسك، مشدداً على ترحيب الجمهورية الإسلامية بتعزيز الروابط الدفاعية والصناعية مع دول صديقة ومستقلة، وناقش الجانبان سبل تطوير التعاون الثنائي في ميادين الدفاع والتقنية والصناعة.

بائع يعد النقود في بازار تجريش، طهران، 1 أغسطس 2019 (تصوير: نازانين طباطبائي/وونا عبر رويترز)

تحركات لتعميق العلاقات

في سياق متصل، شدد وزير الخارجية عباس عراقجي على أهمية التجارة مع الدول المجاورة، مؤكداً أن حجم التبادل التجاري مع الدول المحيطة يفوق مثيله مع أوروبا بنحو الضعف. وأشار عراقجي إلى أن تعزيز العلاقات مع الجيران يمثل شريان حياة لإيران في مواجهة العقوبات الغربية.

كان ذلك أثناء مشاركته في مؤتمر “الدبلوماسية الإقليمية” لوزارة الخارجية في مدينة مشهد، حيث قال: «أرى إمكانيات واسعة في الدبلوماسية المحافظة يمكن أن تجلب الخير للبلد بأسره».

يقرأ  رئيس شركة هيليوس تاورز: الذكاء الاصطناعي يدفع إفريقيا نحو طفرة في البيانات

وأوضحت التصريحات أن إيران تسعى أيضاً إلى توسيع علاقاتها مع باكستان ودول آسيا الوسطى وأفغانستان، داعية رجال الأعمال والمُبادرين إلى تقديم قدرات إيران إلى العالم، والعمل على ترويج المنتجات المحلية وتوفير الدعم الإعلامي والاقتصادي للمصنّعين في الأسواق المستهدفة.

وأضاف عراقجي أن دعوة طهران للدبلوماسية لا تعني التهاون في حقوق الشعب الإيراني.

كما أكدت طهران أنها لن تعود إلى مفاوضات ما دامت واشنطن ترفع مطالب تراها غير معقولة، وجاءت هذه التصريحات في إطار المؤتمر نفسه الذي جمع سفراء إيران لدى الدول الإقليمية، بمن فيهم ممثلوها لدى الصين وروسيا، إلى جانب ممثلين عن قطاعي التجارة والأعمال لمناقشة سبل تطوير العلاقات الاقتصادية.

وقال الدبلوماسي الإيراني: «ما دامت هذه الروح والمنهج والتجارب المريرة في المفاوضات مع الولايات المتحدة موجودة، فمن الطبيعي ألا يكون هناك إمكانية للعودة إلى الحوارات».

تأتي هذه السياسة في إطار تحول واضح لإيران بعيداً عن الغرب الذي ترى أنه لن يتراجع عن مواقفه بشأن العقوبات. وأضاف عراقجي أمام الصحفيين في مشهد أن «أولوية السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية هي الجيران، الأمر الذي يمس جوانب سياسية وأمنية واستراتيجية، وهو في الوقت نفسه في غاية الأهمية اقتصادياً».

وذكرت IRNA أن عراقجي أشار إلى أن العلاقات الاقتصادية مع الجيران في ظل العقوبات تتيح فضاءات مناسبة لمواجهة آثارها، موضحاً أن «من بين الاستراتيجيات الفعالة لمواجهة العقوبات الاستفادة من القدرات الإقليمية والحدودية… نعتقد أن هناك طاقات اقتصادية كثيرة في البلاد يمكن أن تزدهر وتُستثمر عبر التواصل المباشر بين المحافظات والدول المجاورة».

أضف تعليق