استُقبل نتنياهو باحتجاجات ومطالب بفرض عقوبات في مقر الأمم المتحدة على وقع فظائع غزة — أخبار الأمم المتحدة

نيويورك — انضمّ آلاف السكان إلى دبلوماسيين من بلدان متعددة في مقاطعة حارة لِرئيس الوزراء الإسرائيلي بينما ألقى كلمته أمام الامم المتحدة، إذ غادر عدد كبير من المندوبين قاعة الجمعية العامة حينما بدأ حديثه في اليوم الرابع من المناقشات العامّة.

شهدت شوارع المدينة صباح الجمعة تظاهرات حاشدة ضد رئيس الوزراء، وتجمّع المتظاهرون في مسيرة امتدت من تايمز سكوير حتى متنزه قرب مجمّع الأمم على نهر الشرق، حاملين الأعلام الفلسطينية ورافعين هتافات «فلسطين حرة» و«حظر تسليح الآن» وسط انتشار كثيف للشرطة. كما ظهرت أعلام دول مثل كولومبيا وإيرلندا، اللتين اتخذتا مواقف بارزة مؤيدة للفلسطينيين.

في ميدان التظاهر تحدث الشريف ناصف، أحد المشاركين، لوكالة الجزيرة معبِّراً عن شعوره بالخجل لأن نيتنياهوو يتحدّث في نيويورك بدل أن يمثل أمام لاهاي وتتم مساءلته بشأن ما وصفته المحكمة الجنائية الدولية من اتهامات؛ فقد أصدر القضاء الدولي مذكرة توقيف العام الماضي. وقال ناصف: «كلّ من في نيويورك اليوم يؤيّد توقيفه. هو غير مرحّب به هنا»، وأضاف معبِّراً عن أمل بأن يجري توقيفه «إن شاء الله تحت الولاية البلدية الجديدة فور ظهوره في المدينة».

في سياق منفصل، تعهّد مرشّح الحزب الديمقراطي لبلدية نيويورك، زهران ممداني، بتنفيذ مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة، إلا أن الولايات المتحدة ليست طرفاً في نظام المحكمة الجنائية الدولية، ما يثير تساؤلات قانونية حول صلاحية شرطة نيويورك لتنفيذ توقيف على رأس دولة أجنبية واقف على أراضيها.

نظّم شباب من حركة فلسطين الشبابية في نيويورك المسيرة، وقالت نسرين عيسى إن هذا الحشد الكبير يحمل رسالة لا تقبل القسمة: لا يجوز أن تستقبل الولايات المتحدة زعيماً متهمًا بجرائم حرب بالترحاب الرسمي. وأكدت أن الاحتجاجات تولّد الإرادة السياسية اللازمة لإحداث تغيير حقيقي حتى لو لم تُترجم آثارها فوراً.

يقرأ  اختراق مقاتلات ميغ‑31 الروسية للمجال الجوي الإستوني يضع أوروبا الشرقية على حافة التوتر

رفع البعض لافتات للتنديد بسياسات الحصار، من بينها لافتة كتبت عليها بالإنجليزية «Is baby formula Hamas???» للإشارة إلى قيود إسرائيل على السلع الأساسية التي قالت جهات أممية إنها أدت إلى مجاعة قاتلة في غزة. عبّرت ميغان فريديت، حاملة اللافتة، عن اشمئزازها لوجود رئيس الوزراء في مدينتها، واعتبرته «مطلوباً» لا يستحق أن يُكرّم هنا.

واجه المتظاهرون مجموعة صغيرة مضادة ترفع أعلام إسرائيل خارج محيط الأمم المتحدة، لكن الشرطة فرّقت الطرفين وحصرت التجمع المؤيد لإسرائيل داخل منطقة محُجَزَة، وتداخلت سريعاً لدرء إهانات وشتائم صدرت من أحد المشاركين.

داخل قاعة الجمعية العامة، ألقى رئيس الوزراء كلمته في قاعة جزئياً فارغة نتيجة انسحاب المندوبين، وتلقّى التصفيق من منطقة محدودة في المستوى العلوي. وعند سؤال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، عمّا إذا كان الحاضرون ضيوف البعثة الإسرائيلية، اكتفى بالقول إن «كل وفد مسموح له أن يحضر معه ضيوفاً».

أعلنت دائرة رئاسة الوزراء الإسرائيلية عبر منصة التواصل الاجتماعي أن رئيس الحكومة أمر ببث خطاباته عبر هواتف سكان غزة عبر سيطرة مؤقتة على خطوط الاتصال، وأن الجيش نشر خطابه عبر مكبرات صوت موجهة للسكان الذين يعانون الجوع والحصار. طلبت الجزيرة رداً من دوجاريك على استخدام منصة أممية بهذه الصورة الاستفزازية، فامتنع عن الإدلاء بتعليق محدد مكتفياً بالدعوة إلى التركيز على تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الرهائن.

خلفت الحملة الإسرائيلية في غزة حتى الآن أكثر من 65,500 قتيلاً، بينهم نحو 20,000 طفل، وحوّلت أجزاء واسعة من القطاع إلى أنقاض، وفق إحصاءات أممية ومراقبين معتمدين. وتعقد الجمعية العامة دورتها هذه السنة في ظل غضب دولي متصاعد من سلوك إسرائيل، وقد اعترفت دول غربية عدّة بالدولة الفلسطينية خلال أعمال الجمعية.

يقرأ  زامبيا تضغط على بكين لزيادة التعويضات عقب تسرب مواد سامة من منجم

وبالإضافة إلى التظاهرات، اجتمع في لاهاي، ضمن ما يُعرف بمجموعة لاهاي، دبلوماسيون من 34 دولة طالبوا باتخاذ إجراءات حاسمة تتجاوز البيانات والشعارات، بما في ذلك فرض عقوبات على إسرائيل لوقف الانتهاكات. حثّ المندوب الفلسطيني لدى الأمم، رياض منصور، المجتمع الدولي على التحرك الفعلي وقال: «لم يعد هناك وقت؛ إذا فشلنا ستُقتل المزيد من الأطفال»، مستعرضاً صور الجوع والحرمان والتشريد والدمار والنهب والضمّ.

ودعا منصور أيضاً إلى دعم قضية جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية بشأ نّ اتهامات الإبادة، وحضر الاجتماع ممثلون عن دول من بينها كولومبيا وجنوب أفريقيا وقطر وتركيا والمكسيك والسعودية والبرازيل وإيرلندا وإسبانيا وأوروغواي. وحذّر وزير الخارجية السابق ماورو فييرا من مخاطر عدم التحرك لوقف الفظائع، مذكّراً بأن القانون الدولي يلزم الدول ليس فقط بعدم ارتكاب الإبادة، بل أيضاً باتخاذ إجراءات لمنعها. لم يصلني أي نص للترجمة أو لإعادة الصياغة. الرجاء لصق النص الذي تريد تحويله إلى العربية بمستوى C2، وسأقوم بذلك فور استلامه.

أضف تعليق