الاتحاد الأوروبي: أي خطة سلام يجب أن تُشاور أوكرانيا والدول الأوروبية — ويعرب عن شكوكه بشأن نوايا روسيا

قادة أوروبا متشددون في موقفهم: أي مخطط لإنهاء حرب روسيا يجب أن يحظى بدعمٍ مشترك من الاتحاد الأوروبي و اوكرانيا، لا سيما في ظل تكهنات عن مبادرة مدعومة من الولايات المتحدة تميل بقوة نحو مطالب ومقاربات موسكو.

عند وصولها إلى بروكسل لاجتماع وزراء الخارجية، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كلاس للصحفيين إن الأوروبيين لطالما دعموا «سلامًا عادلًا ودائمًا»، وإنهم يرحبون بأي جهود تُسهم في بلوغه.

وأضافت: «بالطبع، لكي ينجح أي مخطط يجب أن يكون للجانبين — الأوكراني والأوروبي — دور وموافقة».

وعكس كبار الدبلوماسيين من ألمانيا وإسبانيا وبولندا موقف كالس، حيث اعتبر وزير الخارجية البولندي رادوسواف سيكورسكي أن أمن أوروبا «مهددٌ» ويتطلب أن تُستشار القارة في أي صفقة محتملة.

وقال: «آمل ألا يُفرض على الضحية قيود تمنعها من الدفاع عن نفسها، بل على المعتدي أن يتحمل تلك القيود».

من جهتها، بدا الكرملين أقل ميلاً للدخول في مفاوضات فورية، مؤكداً الخميس أن أي اتفاق مع كييف يجب أن يعالج جذور الصراع، وأنه لا توجد مفاوضات جارية مع واشنطن بشأن مخطط مماثل. ونفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف معرفة تفاصيل ما نُسب إلى خطة السلام هذه.

تتصاعد مخاوف الدول الأوروبية من امتداد الحرب إلى حدودها، وسط اتهامات متزايدة للكرملين بخوض حرب ظِلّية تتضمن هجمات إلكترونية عدوانية وتوغلات بطائرات مسيّرة لاختبار قوة الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.

وحذرت لندن الأربعاء من أنها مستعدة لاستخدام «خيارات عسكرية» إذا اقتضت الضرورة، بعد وقوع حادث وصفته بأنه توجيه ليزر من سفينة تجسس روسية نحو طيّارين بريطانيين كانوا يراقبون السفينة.

جاءت أنباء الاقتراح الأمريكي بينما قتلت موجة غارات روسية لا تقل عن 26 شخصًا في مدينة ترنوبل الأوكرانية يوم الأربعاء، من بينهم ثلاثة أطفال، ولا يزال 22 شخصًا مفقودين حتى صباح الخميس، وفق ما كتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي على منصة إكس، مع نشر أكثر من 230 من فرق الطوارئ في عمليات بحث وإنقاذ.

يقرأ  وزارة الخارجية القطرية: تركيا تنضم لمحادثات وساطة بشأن غزة في الدوحة— أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

وقال الرئيس: «مرة أخرى، قتل الروس مدنيين أبرياء كانوا نيامًا في منازلهم».

ورحّبت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيردينكو، بشكل منفصل، بزيارة وزير الجيش الأمريكي دانيال دريسكول ل orاقيا يوم الخميس، معتبرةً أن الزيارة تمثّل «فرصة مهمة لكبار الضباط المرافقين للوزير لتقييم الوضع ميدانيًا ومشاهدة آثار العدوان الروسي مباشرة». [ملاحظة: كلمة واحدة بها خطأ مطبعي]

أفادت تقارير إخبارية نقلت عن مسؤولين لم يُسمَّوا أن الاقتراح الأمريكي صيغ بالتشاور مع مسؤولين روس، وأنه يتماشى بصورة وثيقة مع رؤية موسكو لإنهاء الحرب. ونقلت صحيفة فاينانشال تايمز أن خطة من 28 نقطة سُلِّمت على يد المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في لقاء مع رستم عمرُوف، أمين مجلس الأمن والدفاع الأوكراني، في ميامي بولاية فلوريدا الأسبوع الجاري.

وتتضمن الخطة — بحسب ما ورد — مطالبة أوكرانيا بالتخلي عن بقية إقليم دونباس الشرقي، المنظور إليه منذ زمن لمَكانته الصناعية والاستراتيجية، بما في ذلك مناطق ما تزال تحت سيطرة كييف، كما تطلب تخفيضات في قدرات الجيش الأوكراني.

منذ غزو 2022 ظل زيلينسكي واضحًا في موقفه: أي محادثات سلام لا يجب أن تُهمّش اوكرانيا، وهو موقف يتقاسمه كثير من قادة الاتحاد الأوروبي. قال قبل لقاء محتدم مع ترامب ونائب الرئيس في وقت سابق: «نحن كدولة ذات سيادة لن نقبل أي اتفاق دون مشاركتنا».

وقد كرر زيلينسكي وضع خطوط حمراء عدة لا يمكن للحكومة الأوكرانية ولا دستور البلاد تجاوزها، من بينها التنازل عن الأراضي.

ومع ذلك، أبدى بعض القادة الأوروبيين تحفظاتٍ واضحة. فقد طالب وزير الخارجية المجري بيتر سييارتو بأن يوقف الاتحاد الأوروبي تحويل الأموال إلى أوكرانيا في إشارةٍ إلى تحقيقات فساد جارية تتعلق بمزاعم عن رِشوات بقيمة مئة مليون دولار مرتبطة بقطاع الطاقة.

يقرأ  سباق لإعادة فتح مدارس غزةأخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

وفي الأسبوع الماضي قدّم وزيرا العدل والطاقة الأوكرانيان استقالتيهما بعد أن قالت هيئات مكافحة الفساد إنها احتجزت خمسة أشخاص يشتبه بتورطهم في مخطط للسيطرة على عمليات شراء في وكالة الطاقة النووية «إنيرغواتوم».

وقال سييارتو إن «هناك عصابة حرب ونظامًا فاسدًا في أوكرانيا، ورئيسة المفوضية الأوروبية… بدلاً من إيقاف المدفوعات والمطالبة بتدقيق مالي فوري، تريد إرسال مئة مليار أخرى إلى أوكرانيا. هذا جنون».

ويُذكر أن زعيم اليمين الشعبوي في المجر، فيكتور أوربان، المقرب من بوتين، كان يعرقل طلب أوكرانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وحصل في الأسابيع الأخيرة على استثناء من عقوبات الطاقة الروسية من إدارة ترامب وعلى ما وصفه بـ«درع مالي» لحماية اقتصاده.

وختم سييارتو قائلاً إن «الوقت ليس في صالح أوكرانيا. من الوهم القول إن الوقت يعمل لمصلحتها»، مضيفًا أنه سيؤيد مبادرات السلام التي يقودها ترامب.

أضف تعليق