الحزب المؤيد للاتحاد الأوروبي في مولدوفا يفوز بأغلبية برلمانية واضحة ويهزم القوى الموالية لروسيا

كيشيناو، مولدوفا — فازتَ حزب الحاكم المؤيِّد للغرب بأغلبية برلمانية واضحة، متغلباً على قوى موالية لموسكوا في انتخابات اعتُبرت على نطاق واسع خياراً حادّاً بين الشرق والغرب.

مع فرز تقارير معظم مراكز الاقتراع، أظهرت البيانات الانتخابية أن حزب العمل والتضامن (PAS) المؤيِّد للاتحاد الأوروبي نال نحو 50.1% من الأصوات، في حين حصل الحِلف الانتخابي الوطني على 24.2%. جاء التحالف الموالي لروسيا «ألتيرناتيفا» في المرتبة الثالثة، تبعتهْ «حزبنا» الشعبوي، بينما حصد حزب «الديمقراطية في الوطن» اليميني أصواتاً تكفي لدخول البرلمان. وتشير التقديرات إلى أن PAS سيحصل على أغلبية تقارب 55 مقعداً من أصل 101.

لقد مثّلت هذه الانتخابات لحظة حاسمة للمواطنيْن: اختيار طريق التقارب مع الاتحاد الأوروبي أو الانجراف نحو دائرة النفوذ الروسية. وقال كريستيان كانتير، أستاذ العلاقات الدولية المولدوفاني في جامعة أوكلاند لوكالة الأنباء، إن انتصار PAS «انتصار واضح للقوى الأوروبية في مولدوفا، وسيتيح لها ضمان استمرارية المسار نحو هدفها النهائي: الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي».

وأضاف أن أغلبية PAS «أنقذت الحزب من الدخول في ائتلاف كان على الأرجح سيَكون هشّاً ويُبطئ وتيرة الإصلاحات المطلوبة للالتحاق بالاتحاد»، مؤكداً أن مولدوفا ستظل في بيئة جيوسياسية صعبة تتسم بمحاولات موسكوا لإعادتها إلى مجال نفوذها.

وكانت السلطات المولدوفية قد كررت اتهاماتها بأن روسيا تُجري «حرباً هجينة» واسعة للتأثير على النتائج، وشملت المخططات المزعومة شراء أصوات على نطاق واسع، وشنّ أكثر من ألف هجوم إلكتروني على بنيات حاسمة للحكومة خلال العام الجاري، ومحاولات لإثارة أعمال شغب حول يوم الاقتراع، وحملة معلومات مضلِّلة واسعة على الإنترنت. تحرّكات كهذه هدفت إلى التأثير على سلوك الناخبين.

قبل أيام من التصويت، حذر إيغور غروسو، زعيم PAS، في مقابلة مع وكالة الأنباء من التدخّل الروسي، وقال إن نتائج الأحد ستحدد مستقبل البلد «ليس للأربع سنوات المقبلة فحسب، بل لسنوات عديدة قادمة». وأضاف: «أؤمن بعزيمة وحماس المولدوفانيين، في الداخل وفي الشتات».

يقرأ  سرقة أثر أول قديس في الألفية للكنيسة الكاثوليكيةمن رعية في فنزويلا

ومضى يوم الاقتراع ملفوفاً بوقائع متوترة: تهديدات بقنابل طالت عدداً من مراكز الاقتراع في الخارج، وهجمات إلكترونية على منظومات انتخابية وحكومية، وتصوير بعض الناخبين لأوراق اقتراعهم ونقل أخرى إلى مراكز اقتراع بطرق غير قانونية. كما تم توقيف ثلاثة أشخاص يشتبه بتدبيرهم لاثارة الاضطرابات بعد الاقتراع.

تأسَّس حزب PAS عام 2016 على يد الرئيسة المؤيِّدة للغرب مايا ساندو، وقد خاض الحملة بوعد مواصلة مسار الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي عبر توقيع معاهدة انضمام بحلول عام 2028، ورفع مستويات الدخل، وتحديث البنى التحتية، ومكافحة الفساد.

إجرائياً، يعرض الرئيسُ بعد الانتخابات مرشحاً لرئاسة الحكومة، عادةً من الحزب أو التحالف الفائز، الذي يحاول تشكيل حكومة جديدة تُعرض بعد ذلك على البرلمان لنيل الثقة.

ووفقاً للجنة الانتخابية المركزية، أدلى نحو 1.6 مليون ناخب بأصواتهم، ما يعادل حوالي 52.1% من المستحقين، منها نحو 280 ألف صوت في مراكز الاقتراع المنتشرة في الخارج.

أضف تعليق