الديمقراطية تحت الضغط — أزمة الغذاء في مصر وطفرة العمل عن بُعد في نيجيريا

الديمقراطيات الهشة في افريقيا تواجه مخاطر جديدة

تؤكد دراسة حديثة أصدرتها مؤسسة المجتمع المفتوح وأعدّها الاقتصادي وعالم السياسة الدكتور ندونغو سامبا سيلا أنّ الديمقراطية في أفريقيا لا يمكن أن تصمد من دون عدالة اقتصاديه.

تسلّط الدراسة الضوء على تحديات بنيوية؛ منها الاعتماد النقدي عبر الفرنك الأفريقي، وتوزيع الأراضي غير المتكافئ، كعوّام تكرّس عدم المساواة وتُضعِف المؤسسات الديمقراطية.

«في البلدان التي تستخدم الفرنك الأفريقي، تظلّ العملة تحت سيطرة الخزينة الفرنسية،» يوضح السيلا. «بدون سيادة نقدية يصعب انتهاج سياسات تؤدي إلى نمو مستدام. وبالمثل، في دول مثل جنوب أفريقيا وناميبيا وبوتسوانا، ينبع التفاوت الشديد من توزيع غير عادل للأراضي يمنع قيام رفاهية مشتركة.»

يربط الباحث بشكل مباشر بين إحباط الشباب وتصاعد الاحتجاجات الشعبية والانقلابات العسكرية في أنحاء القارة. «أفريقيا قارة شابة، لكن كثيراً من شبابها مستبعدون من عمليات صنع القرار. في أماكن مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر، كسبت الانقلابات تأييداً لأن الأنظمة الديمقراطية السابقة فشلت في توفير الأمن أو فرص اقتصادية. يرى الشباب أن الحكومات العسكرية قد تكون بديلاً محتملاً، وما يزال من المبكر الحكم إن كان هذا الأمل سيتحوّل إلى تغيير حقيقي.»

تدعو الدراسة إلى الانتقال من نموذج الديمقراطية الليبرالي إلى ما يسميه السيلا «الديمقراطية الجوهرية» — أي نظام ترتبط فيه العدالة الاقتصادية بالمشاركة الشعبية بشكل وثيق ولا تُعامل الحقوق السياسية بمعزل عن العدالة الاجتماعية.

مصر: بقايا الولائم الفاخرة تغذي الفقراء

في سوق الوكالة بالقاهرة، باتت صواني بقايا وجبات الولائم الفاخرة من الفنادق الكبيرة غذاءً صامتاً لعائلات ذات دخل محدود. هذه السلسلة الغذائية غير المألوفة تحولت بالنسبة لأعداد كبيرة من المصريين إلى شريان حياة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية.

تُبرز هذه الظاهرة مرونة المجتمعات المحلية وشدّة التردّي الاقتصادي الذي دفع ملايين إلى حافة الفقر. ما كان في السابق رمزاً للبذخ، بات اليوم يسدّ فراغ الأسر التي تكافح لتأمين قوت اليوم.

يقرأ  الشرطة: مساعدات تُعين مطلوبًا أستراليًا على الفرار من الاعتقال

نيجيريا: العمل عن بُعد يتصاعد

منذ جائحة 2020 ظهرت أفريقيا بهدوء كحدود جديدة للرحالة الرقميين. ونيجيريا، بوفرة شبابها ونموّ منظومتها التقنية، تتجه سريعاً نحو أن تصبح مركزاً للعمل عن بُعد.

الشباب النيجيري المتمكّن من التكنولوجيا والراغب في الانخراط في فرص عالمية ينضمّ بكثافة إلى اقتصاد العمل المؤقت العالمي. لكن الخبراء يحذّرون من أن وتيرة نمو هذا القطاع تفوق قدرة السياسات والبنى التحتية على اللحاق به.

لا بد من إنترنت موثوق، وكهرباء مستقرة، وقوانين عمل محدثة حتى تتمكن نيجيريا من ترسيخ مكانتها كوجهة منافسة للعاملين عن بُعد. تقرير من كونلي بابس من أبوجا.

أضف تعليق