الزوجة السابقة لأحد أفراد الأسرة الحاكمة في دبي: أخشى الاعتقال مع تصاعد نزاع الحضانة

سيباستيان آشر — مراسل الشؤون العالمية، بي بي سي

زينب جوادلي طلّقت الشيخ سعيد بن مكتوم بن راشد آل مكتوم عام 2019، ومنذ ذلك الحين دخلت في صراع مرير على حضانة بناتها الثلاث مع زوجها السابق، الذي يُعدّ ابن أخ حاكم دبي.

تعرب جوادلي عن خشيتها من احتمال توقيفها، بعد أن قدّم زوجها السابق شكوى جنائية لدى السلطات المحلية تتهمها فيها بخطف بناتهما الصغيرات. وتدهورت القضية في الأسابيع الأخيرة عندما تناوب الأطفال بين وليّيهما عدة مرات، وكل طرف يتهم الآخر بخطفهنّ.

تصاعدت الأمور أكثر بعدما بثّت جوادلي مباشرة عبر الإنترنت المواجهة الأخيرة، ما قد يعرضها أيضاً لملاحقات تتعلق بجرائم إلكترونية. وهي تقول إنها حين قررت الخروج علناً كانت تدرك تماماً المخاطرة التي تتخذها.

في رسالة مصوّرة لمحاميها البريطاني ديفيد هايغ قالت جوادلي إنها آمنت أن ذلك كان آخر فرصة لمشاهدة أطفالها، وأنها فتحت البثّ وناشدت الناس طلباً للمساعدة بعدما اعتقدت أنهم لن يتركوا لها فرصة أخرى. كانت تتحدث من منزلها في دبي، حيث تقول إنّها هي وبناتها الثلاث معزولات مجدداً منذ أن أعادتهنّ إليها بعد أن قضينَ عدة أسابيع مع والدهن.

قبل ذلك، كانت جوادلي تتمتّع بالحضانة الفعلية وفق اتفاق تقول إنه أبرم معها عام 2022 بموافقة حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهو ما ضمن لها الحضانة حتى سن الثامنة عشرة بالإضافة إلى منزل ومساعدات أخرى، بينما كان الأب يتحمّل نفقات تعليمهن. مقابل ذلك، تقول هيئة دفاعها إنّها اضطرت لتوقيع أوراق تتضمن — من بين بنود أخرى — التزامها بعدم التحدّث لوسائل الإعلام وعدم القيام بمزيدٍ من البثّ المباشر.

لاحقاً منح حكم قضائي الحضانة للشيخ سعيد، لكن جوادلي تؤكد أنها تلقت طمأنة من جهات مشارِكة في ملفها بأن الاتفاق مع حاكم دبي لن يتأثر. وظلّت الأمور على هذا النحو حتى قبل شهرين تقريباً، حين أُبلغت أثناء إحدى زيارات الأطفال إلى والدهم عبر رسالة من شرطة دبي بأنه لا حاجة للانتظار لأن الأطفال لن يعادوا إليها ذلك اليوم. لم تسمع منهم شيئاً لأسابيع، ثم أُمنحت زيارة لمدة ثلاث ساعات في مركز حماية الأطفال في 8 نوفمبر، فتوجهت إلى هناك رفقة سائقها، لكنها تقول إنّ الأطفال لم يكونوا داخل المركز عندما دخلت، وفور خروجها رأتهم يهرعون نحوها وهم يصرخون: «ماما خذينا من هنا!» فأمرت سائقها بقفل الأبواب والعودة إلى المنزل.

يقرأ  محلفون أمريكيون يحمّلون بنك بي إن بي باريبا الفرنسي مسؤولية التورط في فظائع السودانأخبار حرب السودان

تضيف أنها حين حاولت المغادرة وُجدت سيارات تسد الطريق يُرجّح أنّها تابعة لأشخاص يعملون لصالح زوجها السابق، ففتحت البثّ المباشر وناشدت المساعدة، مدركة أنها بذلك قد تكون انتهكت بنود الاتفاق الذي وقّعته مع السلطات الإماراتية وقد تُعرّض نفسها للاعتقال، لكنها تقول إنّها لم تكن تملك خياراً آخر. وما تزال منذ ذلك الحين في البيت مع أبنائها ولا تجرؤو على الخروج خوفاً من التوقيف. الفتيات الثلاث — وهن في سنّ التسع والسبع والسّتّ — لم يعدنَ يذهبن إلى المدرسة.

اتصلت بي بي سي بعدد من المسؤولين في الإمارات المعنيين بالقضية للحصول على تعليق لكن لم تردّ عليها أية جهات حتى الآن. بالمقابل، يقدّم محامو الشيخ سعيد رواية مختلفة عن أحداث 8 نوفمبر، يزعمون فيها أن جوادلي دفعت بناتها كرهاً إلى سيارتها بمساعدة سائقها ثم اختطفتهنّ، وأنها نشرت مقاطع على وسائل التواصل «أحرَجتْ وسبّت وشوّهت» سمعة زوجها السابق و«شوهت الدولة وانتهكت قوانينها».

قُدِّم في جلسات سابقة ادّعاء بأن جوادلي أم غير ملائمة، وأنها لم تكن تطالع بناتها التعليم النظامي، وأنها كانت تقيم في مكان غير مناسب للأطفال عندما كانت تسكن في فندقاً، وأنها تعرّضت صحة أصغر البنات للخطر. تنفي جوادلي هذه الاتهامات وفريقها القانوني الإماراتي قدّم أدلة مضادة أمام المحكمة.

يقول ديفيد هايغ إن هناك قضايا مشابهة تتعلّق بنساء كنّ زوجات سابقات أو من أفراد العائلة الحاكمة في دبي، وهو شارك في حملات لصالح عدّة نساء. لا علاقة مباشرة لهؤلاء بالقضية الراهنة للشيخ سعيد.

وتستحضر القضيّة أمثلة بارزة أخرى: أميرة هيا، الزوجة السابقة للشيخ محمد بن راشد، التي غادرت الإمارات عام 2019 مبلِغة عن خوفها على حياتها، وفازت لاحقاً بعد معركة قضائية في أعلى محاكم المملكة المتحدة بالحضانة الحصرية لطفليْن. أما الأكثر جدلاً فكانت محاولة الأميرة لطيفة، إحدى بنات حاكم دبي، الهروب عام 2018 مما وصفته آنذاك بسيطرة أسرية قسرية؛ فاعترضت قاربهـا في المحيط الهندي وأعيدت قسرياً إلى دبي، ثم ظهرت لاحقاً في تسجيلات سرية تدّعي فيها أنها محتجزة، وظَهَرَت لاحقاً بصورة محدودة مؤكدة أنها بخير وتعيش بحرية حسب قولها.

يقرأ  غوستافو بيترو يعلق تبادل المعلومات الاستخبارية مع الولايات المتحدة إثر غارات في منطقة الكاريبي

تقول جوادلي وديفيد هايغ إن دبي تصدر صورة لنفسها كمؤيدة لحقوق المرأة ومشجِّعة للنساء — محليات ومغتربات — على تحقيق حياة مهنية وشخصية مُفعمة، وهذا صحيح بالنسبة لعديد من النساء. لكنهما يرىان أن قضية جوادلي تكشف أنّ تحت السطح البراق لمدينة دبي قد يكون الوضع بالنسبة لبعض النساء أكثر تعقيداً وإزعاجاً.

أضف تعليق