نُشر في 10 أكتوبر 2025
خرج الآلاف في تظاهرات حاشدة عبر العاصمة الماداغاسكرية، وأسفرت محاولة قوى الأمن تفريق آخر المواكب ضمن حركة شبابية تمتد لأسبوعين عن وقوع إصابات بين المتظاهرين.
تطورت الاشتباكات إلى عنف يوم الخميس بعد دعوات من ناشطي جيل زد إلى إضراب عام، رافضين تنازلات الرئيس أندري راجويلينا في ظل استمرار الاضطرابات. ورغم تعيينه لرئيس وزراء جديد ودعوته للحوار، تواصلت الاحتجاجات شبه اليومية منذ أواخر سبتمبر.
ما كان بداية احتجاجات ضد انقطاعات الكهرباء والمياه المزمنة تحول إلى حركة احتجاجية عارمة ضد الحكومة. حين تجمّع نحو 1000 شخص قرب بحيرة أنوسي وحاولوا التوجه إلى حدائق أمبوهيجاتوفو، استخدمت قوات الأمن عربات مدرعة وغاز مسيل للدموع وطلقات مطاطية لتفريق الحشد.
وتحوّل الاحتكاك إلى اشتباكات في الشوارع، حيث رمى بعض المتظاهرين الحجارة بعد تدخل الشرطة. اضطُّر الطاقم الطبي إلى إجلاء أطفال الخدج عندما تسرب الغاز إلى إحدى المستشفيات التوليدية القريبة. سجّل إصابة أربعة أشخاص بعيارات مطاطية، بينما أصيب اثنان بجروح ناجمة عن شظايا قنابل صوتية.
في وقت لاحق من الخميس، عبّرت أكثر من 200 منظمة مجتمع مدني عن قلقها بشأن “انحراف عسكري في إدارة الدولة بدلاً من السعي إلى التهدئة ووضع حد للقمع”.
أفادت الأمم المتحدة بأن عدد القتلى في المرحلة الأولى من الاحتجاجات بلغ 22 على الأقل، وهو رقم اعترض عليه راجويلينا الأربعاء. وقال لقناة ناطقة بالفرنسية إن “الوفيات المؤكدة 12 وجميع هؤلاء لصوص ومخربون”، وهو ما نفته منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة التي أشارت إلى أن بعض الضحايا كانوا متظاهرين أو عابرين قُتلوا على يد قوات الأمن، بينما قضى آخرون في أعمال عنف نفذتها عصابات إجرامية ونهّابون عقب التظاهرات.
المتظاهرون رفعوا الآن مطلب اعتذار علني من راجويلينا عن استخدام العنف ضدهم، متخلين عن المطالب السابقة بأقلته.
رغم ثروة ماداغاسكر من الموارد الطبيعية، كان نحو 75% من سكانها البالغ عددهم 32 مليونًا يعيشون تحت خط الفقر عام 2022 بحسب بيانات البنك الدولي. كما هبط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي من 812 دولارًا عام 1960 إلى 461 دولارًا في 2025، وفق أرقام البنك الدولي.