إعصار قاتل يجتاح الفليبين وفيتنام بينما الناجون يستعدون لإعصار جديد
تاريخ النشر: 8 نوفمبر 2025
خلف إعصار “كالمائي” دماراً واسعاً في جنوب شرق آسيا، حيث راح المئات ضحايا في الفليبين وعلى الأقل خمسة أشخاص في فيتنام. المنازل دُمرت، الأشجار اقتُلعت، وانقطعت الكهرباء عن ملايين السكان، لكن التحذيرات تشير إلى أن معاناة الأحياء قد تتوسع مع اقتراب نظام عاصفي جديد.
تعطلت عمليات الإنقاذ وبدأت عمليات إجلاء واسعة يوم السبت مع اقتراب الإعصار “فونغ-وونغ” من السواحل، بعد أيام على إعلان السلطات أن “كالمائي” أودى بحياة ما لا يقل عن 204 أشخاص. قال أحد خبراء الأرصاد الحكومية إن نصف قطر العاصفة واسع جداً وقد يغطي تقريباً كامل أراضي الدولة، ويتوقع أن يقوى الإعصار ويتحول إلى إعصار فائق قبل ملامسة اليابسة.
حثّت السلطات السكان في المناطق الساحلية والمنخفضة على الانتقال إلى مناطق آمنة تحسباً لمزيد من الفيضانات والانهيارات الأرضية بعد الدمار الذي أحدثه الإعصار السابق. وقد جُهّزت ملاجئ طوارئ على مستوى البلاد بينما تستعد الدولة لمواجهة ما قد يكون من أقوى أعاصير الموسم.
في مقاطعة سيبو بالفليبين عمّ الحزن والإرهاق إثر الموجة الهدامة. تصطف صفوف من التوابيت البيضاء في مشاهد حدادية، وأُصيب الأهالي بصدمة لفقدان أحباءهم في السيول والانهيارات. قال جيمي أباتايو، الذي فقد زوجته وتسعة من أقاربه، وهو يضع يده على تابوت زوجته: “قلت لعائلتي أن يسبحوا، أن يكونوا شجعاناً ويواصلوا السباحة”، ثم انفطر بالبكاء: “لم يسمعوا كلامي لأنني لن أراهم ثانيةً.”
أعلن الرئيس فرديناند ماركوس الابن حالة الطوارئ الوطنية مع الاستعداد لوصول “فونغ-وونغ” المتوقع مطلع الأسبوع المقبل. وقال ماركوس إن كميات الأمطار الهائلة فاقت قدرة السدود وأنظمة الحماية من الفيضانات، ما اضطر كثيرين للصعود إلى أسطح المنازل طلباً للنجاة.
وفق مكتب الدفاع المدني، أدى إعصار “كالمائي” إلى نزوح أكثر من نصف مليون شخص؛ وجاء نحو 450 ألفاً إلى مراكز الإخلاء أو أقاربهم، فيما تواصل فرق الإنقاذ البحث عن أكثر من مئة مفقود.
في فيتنام، أفادت وسائل الإعلام الرسمية بمقتل خمسة أشخاص: ثلاثة في مقاطعة داك لاك واثنان في جيا لاي، كما أُبلغ عن ثلاثة مفقودين في مدينة كوانغ نغاي. دُمّرت أو تضررت نحو 2600 منزل، وانقطعت الكهرباء عن أكثر من 1.6 مليون أسرة. في مدينة كوي نيون خرج السكان إلى شوارعهم ليجدوا أسقفاً معدنية وأثاثاً متناثراً، بينما وسّع التجار بضائعهم المبلولة على الأرصفة لتجفيفها.
أعلنت السلطات أنه تم إجلاء أكثر من 537000 فيتنامي قبل وصول العاصفة، بعدما أسقط “كالمائي” ما يصل إلى 600 ملم من الأمطار قبل أن يضعف إلى عاصفة استوائية ويتجه نحو كمبوديا.
تتعرض الفليبين وفيتنام، وهما من أكثر دول العالم تعرضاً للكوارث، لأعاصير شبه سنوية، لكن علماء المناخ يحذرون من أن التغير المناخي يجعل العواصف أقوى وأكثر تواتراً. قالت كريستين كوربوزييرو، أستاذة علوم الغلاف الجوي بجامعة ألباني، إن “كالمائي” كان بالفعل من أقوى الأعاصير هذا الموسم، موضحة أن مياه البحار الدافئة التي تغذي هذه العواصف متوافرة تقريباً طوال العام، ما يزيد من قوتها التدميرية.