المحكمة العليا الأمريكية توقف أمراً قضائياً بشأن تحيّز عرقي محتمل في الخريطة الانتخابية الجديدة لتكساس

تكساس أعادت رسم خريطة الدوائر الانتخابية كجزء من خطة الرئيس دونالد ترامب لزيادة المقاعد الجمهورية في انتخابات التجديد النصفي لعام 2026.

نُشر في 22 نوفمبر 2025

أصدرت المحكمة العليا للولايات المتحدة قراراً مؤقتاً يعلّق حُكم محكمة أدنى رأى أن خطة إعادة تقسيم دوائر تكساس لعام 2026 قد تميّزت على أساس العرق. الأمر الذي وقّعه القاضي في المحكمة العليا صموئيل أليتو يبقى سارياً لعدة أيام على الأقل، بينما تدرس المحكمة ما إذا كانت ستسمح باستخدام الخريطة الجديدة المائلة لمصلحة الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي المرتقبة.

رحّب مدّعي عام تكساس كين باكستون بالحكم الذي منح “تأجيلًا إداريًا” وأوقف مؤقتاً “الإنذارا القضائي ضد خريطة تكساس”. وقال باكستون في منشور سابق على وسائل التواصل الاجتماعي: “النشطاء اليساريون المتطرفون يسيءون استخدام الجهاز القضائي لتعطيل الأجندة الجمهورية وسرقة مقاعد مجلس النواب للديمقراطيين. أنا أقاتل لإيقاف هذه المحاولة الصريحة لقلب نظامنا السياسي”.

أعاد مجلس نواب تكساس رسم خرائطه في أغسطس ضمن جهود ترامب للحفاظ على أغلبية جمهورية ضئيلة في مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي المقبلة، ممّا أشعل معركة إعادة تقسيم على مستوى البلاد بين الجمهوريين والديمقراطيين. هدفت الخريطة الجديدة إلى منح الجمهوريين خمس مقاعد إضافية في مجلس النواب، لكن هيئة من القضاة الفدراليين في إل باسو قضت بأغلبية 2-1 يوم الثلاثاء بأن من المرجّح أن تكسب منظمات الحقوق المدنية التي رفعت الدعوى نيابة عن الناخبين السود واللاتينيين قضيتهم.

وجدت المحكمة أن الخريطة المعاد رسمها كانت تمييزية على أساس عرقي، بما يخالف الحمايات الدستورية الأميركية. وأفاد موقع الأخبار غير الربحي The Texas Tribune أن الولاية عادت مؤقتًا إلى استخدام خريطتها الكونغرسية لعام 2025 في التصويت لأن المحكمة العليا لم تُحسم بعد أي خريطة يجب أن تُستخدم نهائيًا، وأن “مشروعية الخريطة” ستُبتّ فيها المحاكم خلال الأسابيع والأشهر المقبلة. كما أن الخريطةا الجديدة ما زالت تواجه تحديات قضائية.

يقرأ  نتنياهو: إسرائيل ستبدأ مفاوضات لوقف إطلاق النار

كانت تكساس الولاية الأولى التي لبّت مطالب ترامب بشأن إعادة تقسيم الدوائر؛ وتلتها ميزوري ونورث كارولاينا بخريطتين تضيفان مقعدًا جمهورياً لكل ولاية. ولـردع هذه التحركات، أقرّ ناخبو كاليفورنيا مبادرة اقتراعية تُمنح بموجبها خمسة مقاعد إضافية للديمقراطيين هناك. وتواجه الخرائط المعاد رسمها الآن دعاوى قضائية في كاليفورنيا وميزوري ونورث كارولاينا.

يحظى الجمهوريون حالياً بأغلبية ضئيلة في كلا مجلسَي الكونجرس، وفقدان السيطرة على أي منهما لصالح الديمقراطيين في انتخابات نوفمبر 2026 قد يعرض جدول أعمال ترامب التشريعي للخطر في النصف الثاني من ولايته الحالية. لطالما كانت هناك معارك قانونية أمام المحكمة العليا لعقود حول ممارسة تُعرف باسم التلاعب بالدوائر الانتخابية (gerrymandering) — أي إعادة رسم حدود الدوائر لإقصاء فئات انتخابية معينة وزيادة نفوذ أخرى.

أصدرت المحكمة في 2019 أهم حكم لها في هذا الشأن حتى تاريخه، حين قضت بأن التلاعب بالدوائر لأسباب حزبية — لتعزيز فرص حزب ما وإضعاف خصمه السياسي — لا يمكن الطعن فيه أمام المحاكم الفدرالية. لكن التلاعب الذي تحفّزه دوافع عرقية يبقى غير قانوني بموجب التعديل الرابع عشر للدستور الأميركي الذي يكفل الحماية المتساوية بموجب القانون، والتعديل الخامس عشر الذي يقيّد التمييز العنصري في التصويت.

أضف تعليق