المهنيون الصحيون الأمريكيون يناشدون روبرت ف. كينيدي الابن: «كفّ عن نشر معلومات غير دقيقة» — أخبار الصحة

وقّع نحو 750 موظفًا صحيًا فدراليًا رسالة قبل أسبوعين تقريبًا من أن اطلق مسلّح 180 طلقة على مبانٍ تابعة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وجاء في الرسالة الموجهة إلى وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكي، روبرت ف. كينيدي جونيور، أن العشرات من موظفي الوزارة — ومن بينهم مئات من العاملين الحاليين — يناشدونه التوقف عن نشر معلومات صحية غير دقيقة، مشيرين إلى أن خطاباته تسبّب في تقويض الثقة العامة بالمؤسسات الصحية.

اتهم الموقعون كينيدي بأنه يزرع عدم ثقة الجمهور عبر التشكيك في نزاهة وأخلاق العاملين في الـ CDC، بل ووصف بعض تصريحاته الوكالة بأنها «مستنقع فساد» أثناء حملته الرئاسية في 2024، وهو ما قالوا إنه أدى إلى تفاقم أجواء الاستقطاب والمعاداة لممارسي الصحة العامة.

وأضافوا أن سياسات كينيدي المقترحة، بما في ذلك تخفيضات تهدّد بفقدان آلاف العاملين في الوزارة، تخلق «ثغرات خطيرة» في مجالات مثل كشف الأمراض المعدية، وسلامة العاملين، والوقاية والاستجابة للأمراض المزمنة.

وقال الموظفون إن «تآكل الثقة المقصود في جسم الصحة العامة الأمريكي يعرّض الأرواح للخطر»، مضيفين أن تصريحات كينيدي حول لقاح الحصبة أدت إلى إضعاف استجابة الصحة العامة لتفشّي المرض.

وأشاروا كذلك إلى أن الهجوم الأخير على مقر الـ CDC في اتلانتا مثال آخر على المخاطر المترتبة على لغة وزير الصحة، إذ أن المهاجم الذي أعلن علنًا عدم ثقته بلقاحات كوفيد-19، فتح النار على مبنى الوكالة، وقتل ضابط شرطة تدعى دوايد روز (ديفيد روز) البالغ من العمر 33 عامًا، قبل أن يردي نفسه بطلق ناري في الثامن من أغسطس.

في بيان وزعته الوزارة على وسائل الإعلام الأمريكية، قال الـ HHS إن «الوزير كينيدي يقف بحزم إلى جانب موظفي الـ CDC — في الميدان وفي كل المراكز — مؤكّدًا أن سلامتهم ورفاههم تبقى ضمن أهم أولوياته».

يقرأ  إلغاء التصاريح الأمنية لعشرات المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين — أخبار دونالد ترامب

لطالما اتُهم كينيدي بنشر معلومات مضللة عن اللقاحات؛ ففي زيارات سابقة، ومنها زيارة لساموا عام 2019، تصاعد الجدل قبيل تفشّي الحصبة الذي أودى بحياة 81 شخصًا في الجزيرة، معظمهم رضّع وأطفال صغار، ما أثار استغراب قادة دول مثل رئيسة وزراء ساموا حين اختير كينيدي وزيرًا للصحة بالولايات المتحدة بالرغم من نفيه معاداة اللقاحات.

وفي تطورات أحدث، ألغى كينيدي تمويلات بمئات الملايين من الدولارات لأبحاث لقاحات الـ mRNA، التقنية الطبية التي عزّزت جهود الوقاية من كوفيد-19 وأنقذت ملايين الأرواح، والتي يُنظر إليها أيضًا كأفق لعلاجات محتملة لأمراض كالسرطان وفيروس نقص المناعة حسب مركز الوصول للقاحات بمدرسة بلومبرغ للصحة العامة بجامعة جونز هوبكنز.

كتب ويليام فوج، المدير السابق لمراكز السيطرة على الأمراض في الفترة 1977–1983، مقالة هذا الأسبوع طالب فيها العاملين في الصحة العامة ألا يتراجعوا، قائلاً إنهم «سيتجاوزون هذه الفترة الجافة للقيم والمبادئ والحقائق ويستأنفون استخدام مواهبهم لتحسين الصحة والسعادة العالمية».

وقد أكّد فوج، الذي يرجع إليه الفضل في دور محوري بإجتثاث الجدري، أن كلمات كينيدي تنطوي على خطر فعلي، مضيفًا: «في الأثناء، كونوا واضحين. كلمات كينيدي قد تكون قاتلة بقدر فيروس الجدري. الأمريكيون يستحقون أفضل من ذلك».

أضف تعليق