انهيار محادثات جنيف حول معاهدة التلوث البلاستيكي العالمية دون التوصل إلى اتفاق — أخبار البيئة

خيبة أمل بعد فشل كسر الجمود في جولة المفاوضات السادسة

أعرب عدد من المندوبين عن استيائهم من عدم القدرة على كسر الجمود في الجولة السادسة من المحادثات التي عُقدت خلال أقل من ثلاث سنوات. فالمحادثات الدولية الهادفة إلى صياغة معاهدة تاريخية لمكافحة تلوّث البلاستيك انتهت مجدداً دون التوصل إلى اتفاق، رغم محاولات استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل.

في الاجتماع الختامي للجنة التفاوض الحكومية في جنيف يوم الجمعة، تحدث المندوبون عن خيبة أملهم نتيجة استمرار الانقسام الحاد بين الدول بشأن نطاق أي معاهدة. وقال مندوب جنوب أفريقيا إن بلاده «مصدو​​مة لعدم التمكن من التوصل خلال هذه الدورة إلى معاهدة ملزمة قانونياً، وأن المواقف لا تزال متباعدة للغاية». وأشار مندوب كوبا إلى أن المفاوضين «أضاعوا فرصة تاريخية لكن علينا الاستمرار والتحرك بشكل عاجل»، مؤكداً أن الكوكب والأجيال الحالية والمستقبلية بحاجة ماسة إلى هذه المعاهدة.

معاهدة مِحْورية مطلوبة

اجتمع في المدينة السويسرية أكثر من ألف مندوب من ما لا يقل عن 180 دولة لحضور أحدث اجتماعات اللجنة، التي أنشأتها جمعية الأمم المتحدة للبيئة عام 2022 بتكليف إعداد أول معاهدة عالمية ملزمة قانونياً لمكافحة تلوّث البلاستيك. كان يُفترض أن تكون جنيف الجولة الأخيرة من المفاوضات التي تُنهي عملية التفاوض، رغم أن ذات التوقع قيل عن جولة سابقة عُقدت في بوسان بكوريا الجنوبية أواخر العام الماضي.

ضغط المندوبون حتى الموعد النهائي يوم الخميس، واستمرت المداولات العاجلة حتى الساعات الأولى من الجمعة في محاولة للعثور على أرضية مشتركة قبل انهيار النقاشات. لكن الخلاف ظل جارياً بين دول تطالب بإجراءات حاسمة —مثل فرض حدود على إنتاج البلاستيك الجديد— وبين دول، أغلبها منتجة للنفط، ترى أن التركيز يجب أن يكون على إدارة النفايات فقط.

يقرأ  بي بي سي تدافع عن تحقيق «أفريكا آي» حول تجارة الجنس بالأطفال في كينيا بعد مزاعم بأنه «خدعة»

الائتلاف الطموح، تحالف غير رسمي واسع يضم الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا وعدداً من دول أمريكا اللاتينية وأفريقية، دفع باتجاه إدخال قيود على إنتاج البلاستيك وإنهاء استخدام المواد الكيميائية السامة تدريجياً. في المقابل، شكلت دول منتجة للنفط كتلة تُعرَف بمجموعة «ذوو التوجه المشترك» (Like‑Minded Group) —من بينها السعودية والكويت وروسيا وإيران وماليزيا— وجادلت بأن نطاق المعاهدة يجب أن يكون أكثر محدودية.

حاول رئيس اللجنة التفاوضية لويس فياس فالديفييزو تجاوز الانقسام من خلال إعداد وتقديم مسودتين نصّيتين للمعاهدة، غير أن المندوبين لم يتفقوا على أيٍّ منهما كأساس للمفاوضات، ولم يتوصلوا إلى اتفاقق في نهاية المطاف.

سخط وخيبة أمل

وصفت وزيرة الانتقال البيئي الفرنسية أغنيس بانييه-روناشير النتيجة بأنها «مُحبطة وغاضبة»، مشيرة إلى أن عدداً قليلاً من الدول «قادها مخلّفات مصالح مالية قصيرة الأجل» منعوا التوصل إلى معاهدة مهمة، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. كما عبّرت بالاو، نيابة عن مجموعة تضم 39 دولة جزرية نامية صغيرة، عن إحباطها من «العودة المتكررة إلى أوطاننا دون تحقيق تقدم كاف لنقدمه لشعوبنا»، مؤكدة أن الأمر «ظلم لأن دولنا تتحمّل العبء الأكبر لأزمة بيئية عالمية نكاد لا نساهم فيها».

المسار المستقبلي للمفاوضات ظل غير واضح. قال فياس لدى إعادة انعقاد الجلسة يوم الجمعة إنه لم تُقترح إجراءات إضافية على المسودة الأخيرة، ثم طرق مطرقة من صنع أغطية زجاجات بلاستيكية معاد تدويرها معلناً تأجيل الجلسة إلى موعد لاحق. رغم الإحباط، أعرب بعض المندوبين عن رغبتهم في عقد جولة سابعة من المفاوضات مستقبلاً.

من جانبها رأت المفوضية الأوروبية أن المسودة الأخيرة تشكل أساساً جيداً للجولات التفاوضية المقبلة، بينما أصر مندوب جنوب أفريقيا على أن «الأمر لا يمكن أن ينتهي هنا».

يقرأ  حاكم كاليفورنيا يكثف جهود إعادة رسم الدوائر في ظل تصاعد الخلاف مع دونالد ترامب

أضف تعليق