بعد زلازل مميتة… ناجون في أفغانستان يكافحون برد الشتاء — أخبار الزلازل

نُشر في 6 نوفمبر 2025

الناجون من زلزال مدمر هجر بيوتهم في أفغانستان يكافحون اليوم لتأمين مأوى فيما تغمر الأمطار الطرقات ويقترب الشتاء البارد.

قلق هؤلاء واحد مع من نجوا من هزة أحدث وأكثر فتكاً قبل شهرين.

ذكرت سلطات طالبان أن الهزة الأخيرة بقوة 6.3 درجة ضربت محافظتي سمنغان وبلخ شمال البلاد وأودت بحياة ما لا يقل عن 27 شخصاً.

في قضاء خلُم بسمنغان، مركز الهزة، ينوح السكان على فقدان أقاربهم؛ غلاب الدين فقد زوجة ابنه التي لم تُفلِت من المنزل في الوقت المناسب، وقد أصيب هو برضّ في الرأس جراء حطام السقوط.

«خسرنا كل ما نملك»، قال لوكالة فرانس برس. «الشتاء قادم، لدينا أطفال أعمارهم أربع وخمس سنوات — إلى أين نذهب؟ منذ ليلتين ونحن عند الأقارب.»

هطول الأمطار حول الأكوام الخرسانية والحوائط المنهارة حوّل الممرات الترابية إلى سبخات طينية. وقد بدا الدمار شبيهاً بما خلفه زلزال سطحي بقوة 6.0 أواخر أغسطس، الذي أودى بأكثر من 2200 قتيل — الأكثر فتكا في تاريخ أفغانستان الحديث.

في قرية مازار دارا الجبلية بمحافظة كونر، شهدت بازارغا صفاي أطفالاً جرفتهم المياه أثناء الزلزال السابق، وتخشى الآن أن يحصد البرد المزيد من الأرواح.

صفاي، مزارعة تبلغ من العمر 50 عاماً وفقدت قريبين في الهزة السابقة، تشارك الآن خيمة مع 15 شخصاً بينهم 12 طفلاً. «أعطونا خميه، لكنها غير مهيأة للشتاء»، قالت.

أغلب القرويين باتوا ينامون في الحدائق أو على الشرفات خشية البقاء داخل المنازل المتضررة، مع استمرار الهزات الارتدادية. وهم يواجهون شتاءً قد تنخفض فيه الحرارة حتى −20 درجة مئوية بلا ملابس شتوية كافية أو بطانيات.

«الزلزال وقع في الصيف، والمنظمات قدمت مساعدات حسب الاحتياجات آنذاك»، يوضح نجيب الله حنفي، مسؤول إعلامي لدى طالبان في كونر. «الآن مع اقتراب الشتاء يحتاج الناس إلى ملابس وأدوات تمكنهم من الصمود في البرد.»

يقرأ  القبض على المشتبه بقتل تشارلي كيرك بعد اعترافه لوالده

رغم هذه الظروف الصعبة، تحذر المنظماات الدولية من أن مساعدتها ستبقى محدودة بعد انسحاب المانحين الرئيسيين، وعلى رأسهم الحكومة الأميركية، من التمويل.

أُنشئت مخيمات عند سفح جبل مازار دارا، لكن المنظمة الدولية للهجرة تقول إن 77% من الناجين ينوون البقاء في مناطقهم طوال الشتاء — إما لأنهم لا يملكون تكلفة الانتقال أو لأن لا مكان آخر لهم.

إعادة بناء بيوت أقوى تبدو الخيار الوحيد لدى كثيرين، حتى لو تطلّب ذلك التخلي عن البناء الحجري التقليدي. وتزعم السلطات أنها تبني عشرات المنازل في مازار دارا، فيما رصد الصحفيون جرافة واحدة فقط تزيل الأنقاض.

«نحتاج أن نعيد البناء بالطريقة الصحيحة، بالخرسانة والطوب»، قال الفلاح سيد ولي صفاي (27 سنة). وأكمَل السكان أوال جان: «نريد أن نبني بيوتنا في المكان نفسه، لكن ليس بنفس الطريقة. إذا أردنا أن لا ينهار بيتنا مرة أخرى، فالخرسانة هي الحل.»

أضف تعليق