اجتماع في واشنطن بعد محادثات ترامب-بوتين في الاسكا
من المقرر أن يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن لبحث سبل إنهاء الحرب التي تجاوزت ثلاث سنوات في أوكرانيا، وذلك بعد ساعات من اختتام محادثات ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الاسكا من دون التوصل إلى اتفاق ملموس.
بعد إجراء سلسلة مكالمات هاتفية مع قادة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، نشر ترامب على منصته “ترث سوشال” أن محادثاته مع بوتين “سارت بشكل جيد جداً”، مشدداً على أن أفضل طريق لإنهاء الحرب المروعة هو التوصل إلى “اتفاق سلام” شامل بدلاً من “اتفاق وقف إطلاق نار” الذي كثيراً ما ينهار.
ويرى محللون أن طرح ترامب لاتفاق سلام شامل جاء بعد غياب أي إعلان عن صفقة في محادثات الاسكا، وأنه سبق أن لوّح بفرض ضغوط على موسكو للقبول بوقف لإطلاق النار. ونقلت مراسلة الجزيرة من موسكو أجواء تفاؤل هناك، وقالت إن تصريحات ترامب حول ضرورة اتفاق سلام أوسع تتماشى مع ما يطرحه بوتين في الأشهر الأخيرة.
أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون رحبوا بالمحادثات بين ترامب وبوتين لكنهم أكدوا على ضرورة حصول كييف على ضمانات أمنية. زيلينسكي، الذي تعرّض لانتقادات علنية من ترامب ومسؤوليه في لقائه السابق بالبيت الأبيض، أعرب عن امتنانه للدعوة وقال إنه أجرى “محادثة مطوّلة وموضوعية” مع ترامب. وأضاف أنه طالب بتشديد العقوبات إذا لم يُعقد اجتماع ثلاثي أو إذا تهرّبت روسيا من إنهاء الحرب بصدق.
وقال رئيس أوكرانيا إن بلاده تحتاج إلى سلام حقيقي ودائم وليس “فترة هدنة مؤقتة” بين غزوات روسية متكررة. وأكد أن الضمانات الأمنية يجب أن تكون موثوقة وطويلة الأمد بمشاركة أوروبا والولايات المتحدة، وأن القضايا الإقليمية لا يجوز حسمها إلا بموافقة أوكرانيا.
اجتماع ثلاثي محتمل
في أول تعليق علني بعد محادثات الاسكا، أعلن زيلنسكي تأييده لمقترح ترامب بعقد اجتماع ثلاثي بين أوكرانيا والولايات المتحدة وروسيا، مؤكداً أن كييف “مستعدة للتعاون البنّاء” والعمل بكامل الجهد من أجل السلام.
إلا أن مستشار الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، يوري أوشاكوف، صرح على التلفزيون الرسمي أن احتمال عقد لقاء ثلاثي لم يُطرح خلال مباحثات الولايات المتحدة وروسيا، وقال إن “الموضوع لم يُناقش بعد” حسب وكالة ريا نوفوستي.
وأشار ترامب إلى أنه رحّب ببوتين استقبالاً رسمياً الجمعة، وهي أول زيارة لرئيس روسي إلى الولايات المتحدة منذ نحو عقد، لكنه قدم تفاصيل قليلة عن مضمون النقاش. وفي الاسكا قال ترامب إن “لا صفقة حتى تكون هناك صفقة”، بعد أن زعم بوتين أنه تم التوصل إلى تفاهم وحذّر أوروبا من إحباط التقدّم الناشئ.
وانتقدت وسائل إعلام أمريكية ترامب بشدة بسبب ما وصفته بنبرة تليّنة تجاه بوتين من دون التمكن حتى من ضمان وقف لإطلاق النار، فيما تتابع العيون الآن لقاء واشنطن حيث يسعى زيلنسكي وترامب إلى ترتيب لقاء ثلاثي مع بوتين. وقال ترامب إنه “إذا سار كل شيء وفق الخطة، سنحدد اجتماعاً مع الرئيس بوتين”. وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز بعد المحادثات، لمح ترامب إلى أن العبء في المضي قدماً قد يقع على عاتق زيلنسكي “لتحقيق ذلك”، مع مشاركة محتملة لدول أوروبية.
في المقابل، تعهد عدد من زعماء أوروبا السبت بمواصلة دعم أوكرانيا والحفاظ على ضغوط مستمرة على روسيا حتى انتهاء الحرب.
موقف أوروبا
في بيان مشترك، طرح قادة الاتحاد الأوروبي، بمن فيهم الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني، نقاطاً رئيسية لإنهاء النزاع. شدّدوا على أن أوكرانيا يجب أن تحصل على ضمانات أمنية حديدية لتمكينها من الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها بفعالية.
وجاء في البيان أن لروسيا لا يحق أن تضع فيتو على مسار أوكرانيا نحو الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وأن القرار بشأن الأراضي الأوكرانية يعود لأوكرانيا نفسها، وأن الحدود الدولية لا يجوز تغييرها بالقوة.
من بروكسل، قال مراسل الجزيرة هاشم أهلbarra إن الأولوية لدى القادة الأوروبيين تكمن في التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار قبل الانخراط في اتفاق شامل حول مستقبل أوكرانيا. وأضاف أن الهدف التالي هو توفير ضمانات أمنية عبر نشر قوات أوروبية لضمان عدم انتهاك موسكو لشروط أي اتفاق، مؤكداً أن الدول الأوروبية ترفض فكرة تغيير الحدود بالقوة.