أغلقت المدارس والمؤسسات، وأُلغيت مئات الرحلات، ونزحت آلاف الأسر مع اقتراب الإعصار “بودول” من جنوب تايوان.
نزحت أعداد كبيرة من السكان، وأُغلقت المؤسسات التعليمية، وأُلغيت مئات الرحلات الجوية مع تقدم الإعصار بودول نحو السواحل الجنوبية لتايوان، حيث بلغت سرعة هبات الرياح نحو 191 كم/س (118 ميلاً/س).
تُصنَّف بودول باعتباره إعصاراً متوسط الشدة، ومن المتوقع أن يضرب اليابسة في وقت لاحق من يوم الأربعاء، وقد أبلغت مصلحة الأرصاد المركزية أن العاصفة كانت تزداد قوة أثناء اقترابها من مدينة تايتونغ جنوب شرق الجزيرة.
قالت متنبئة الأرصاد لين تينغ-يي إن “بودول يتقوّى”، وكان مساره متجهاً نحو مقاطعة تايتونغ قليلة الكثافة السكانية، متوقعاً أن تصل هبوبه عند ظهر الوقت المحلي تقريباً (04:00 بتوقيت غرينتش).
بعد ملامسة اليابسة، يُرجَّح أن يمتد تأثير الإعصار إلى الساحل الغربي الأكثر كثافة سكانية، ثم يعبر مضيق تايوان متجهاً نحو مقاطعة فوجيان جنوب الصين في نهاية الأسبوع.
توقّعت المصلحة هطول ما يصل إلى 600 ملم تقريباً في المناطق الجبلية الجنوبية خلال الأيام القليلة المقبلة، وأعلنت تسع مدن ومقاطعات تعليق العمل والدراسة، من بينها المدينتان الجنوبيتان كاوشيونج وتاينان — مع ملاحظة (اسم المدينة كاوشيونج مكتوب هناك).
أفادت الحكومة التايوانية بأن أكثر من 5,500 شخص أُجلوا احترازياً قبيل وصول الإعصار، وأُلغيت جميع الرحلات الداخلية البالغ عددها 252 رحلة، بالإضافة إلى 129 مساراً دولياً، بحسب وزارة النقل.
ضرب الإعصار جزيرة الأوركيد (أوركِد آيلاند) بهبات بلغت نحو 155 كم/س صباح الأربعاء، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن 258 منزلاً في قرية تونغتشينغ. كما ازدادت سرعة الرياح وغزارة الأمطار في منطقة تايتونغ.
أعلنت شركتا الطيران الدوليتان الرئيسيتان في تايوان، “تشاينا إيرلاينز” و”EVA Air”، إلغاء رحلات انطلاقاً من كاوهسيونغ، كما أُوقِفت بعض الرحلات من مطار تاويان الدولي الرئيسي.
في العاصمة تايبيه، التي تحتضن الأسواق المالية التايوانية والتي لم تتعرض للإعصار حتى الآن، أفاد السكان بأن السماء صافية مع بعض ضوء الشمس.
كان إعصار “دناس” الذي ضرب تايوان مطلع يوليو قد أسفر عن وفاة شخصين وإصابة المئات بعد أن تراكمت أكثر من 500 ملم من الأمطار في الجنوب خلال عطلة نهاية أسبوع، ما أدّى إلى انزلاقات أرضية وفيضانات واسعة النطاق.
تلا ذلك هطول غزير بين 28 يوليو و4 أغسطس، سجّلت خلاله بعض المناطق ما يزيد على كمية أمطار سنة كاملة خلال أسبوع واحد؛ وأسفر ذلك الأسبوع العاصف عن مقتل خمسة أشخاص وغياب ثلاثة و78 مصاباً، بحسب مسؤول الكوارث.
تايوان معتادة على موجات الأعاصير المدارية بين يوليو وأكتوبر؛ وتحذر الأوساط العلمية من ان التغير المناخي المدفوع بنشاط الإنسان يزيد من حدة هذه الظواهر ويطيل من نطاق تأثيرها.